قائد الطوفان قائد الطوفان

فيما يسود الإقبال على المتعلمات

بعض المقبلين على الزواج يفضلون الزوجة غير المتعلمة

غزة / ديانا طبيل

على الرغم من ارتفاع نسبة الجامعيات والمثقفات إلا انه كثيرا ما نسمع أن رجالا وكثير منهم جامعيون وذوو مناصب يرغبون بالزواج من صغيرات في السن بالكاد أنهين الدراسة الإعدادية، ويكون الفارق في العمر بين الزوجين سنوات عدة، ويشترطون عليهن عدم إكمال تعليمهن بعد الزواج، الأمر الذي يطرح سؤالاً: هل من خطر تشكله المرأة المتعلمة على بيت الزوجية؟ ولماذا يلجأ كثير من الرجال المقبلون على الزواج للبحث عن فتاة صغيرة؟

الإعدادية تكفي

حسام الفيومي "26 عاما" صيدلي يقول لـ"الرسالة" : أفضل فتاة حاصلة على الشهادة الإعدادية فقط بحيث تتمكن من القراءة والكتابة ويرى الفيومي أن هذا المستوى من التعليم كاف لمساعدة أبنائه مستقبلا على حل واجباتهم المدرسية، ويؤكد أنه بذلك يتجنب "فذلكتها"، وتدخلها في كثير من الأمور، التي تسبب الكثير من المشاكل بين الزوجين اليوم.

ويرى أن المرأة الجامعية في المقابل تكون آفاقها أوسع وخبراتها في الحياة أكبر، ولذلك كما يرى الفيومي يصعب إرضاؤها أو الالتفاف عليها في بعض المواقف الصعبة، علاوة على أنها ستناقش في كل شيء و "توجع رأسي" بكلمات رنانة مثل "من حقي" و"من واجبك" وغير ذلك من الكلمات التي تملأ الآن عقول النساء ، وهذا ما لا احتاجه فالزواج بالنسبة لي يعنى الراحة والخصوصية وعدم استجوابي عند كل صغيرة وكبيرة وتنفيذ طلباتي دون مناقشة أو إبداء رأي.

ويوافقه الرأي الموظف امجد المدهون " 27 عاما " في أن المرأة المتعلمة لها متطلبات أكثر من غير المتعلمة ابتداء بالمهر ومرورا بطموحاتها الزوجية والأسرية والمستقبلية وانتهاء بأدق التفاصيل في الحياة الزوجية ، و على العكس تماما ما تحمله غير المتعلمة من صفات فهي امرأة مسالمة ، معطاءة قليلة الطلبات.

ويضيف: الأهم من ذلك أن غير المتعلمة ترى في زوجها المتعلم مثلها الأعلى فلا تناقشه في اوامره أو أرائه أو من هم أو عدد ساعات جلوسه مع أصدقائه، لا تتدخل في مصاريف البيت والزوج ، لا تمتلك صديقات تريد بين الفينة والأخرى زيارتهم عالمها محصور بين بيتها وزوجها.

كثيرة الطلبات ومشغولة

ويروي فايز السيد "39 عاما" موظف وخريج كلية الهندسة تجربته للرسالة مع زوجته المتعلمة وقال: تزوجت قبل 14 عاما من فتاة لم تكمل دراستها الثانوية بعد، وبعد الزواج بثماني سنوات قررت استئناف الدراسة مما زاد من اعجابى بها وقفت إلى جانبها ودعمتها بشكل مطلق حتى حصلت على شهادتها الجامعية في تخصص الإرشاد التربوي .

ويضيف: بعد انتساب زوجتي للجامعة بدأت تظهر عليها ملامح التغير فأصبحت كثيرة الطلبات ومشغولة دائما، تناقش وتسأل وتقارن لم تعد تؤمن بكل ما أقوله فمصادر المعرفة لديها تغيرت.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد كما يقول السيد ويقول: لم أعد أعجبها في أي شيء ولم تعد طريقة ارتدائي للملابس تعجبها ولا أبالغ إذا قلت إن حياتنا تحولت إلى شبه مدرسة وهي المعلم وأنا التلميذ فهي تدلي بالنصائح وينبغي علي التنفيذ.

ويستطرد بقوله: في بداية الأمر ظننت أنها مرحلة مؤقتة وقررت الصبر عليها من أجل طفلينا على أمل أن تعود إلى رشدها ولكن يبدو أن لا فائدة من هذا الصبر لذلك قررت الانفصال عنها مهما كلفني ذلك من ثمن وإذا فكرت بالزواج ثانية فلن أتزوج إلا من امرأة غير متعلمة.‏

حسين عبيد " 36 عاما" له رأي يختلف عن سابقيه ويرى أن المرأة المتعلمة كالإنسان المترفع عن التافهات.

ويعرب عن سعادته من اقترانه بابنة عمه بعد أن أنهت المرحلة الثانوية وساعدها لدخول الجامعة إلى أن أصبحت جامعية بعد ست سنوات من الزواج. ويقول عنها أنها امرأة مثقفة تحدثها تشاركها همومك وخططك تستوعب قصورك ونقاط ضعفك لا تقف بالمطلق ضد طموحك معطاءة بكامل منطقها .

ويستغرب من المتعلمين الذين يفضلون الارتباط بفتاة صغيرة " وجاهلة " وهم يدركون تماما مدى الفجوة التي يمكن أن تحصل بين شريكين غير متكافئين.

التكافؤ هو الأساس

هذه الاختلافات في النظرة بين الزوجة المتعلمة وتلك التي حصلت على قدر متواضع من العلم حملتها الرسالة إلى الأخصائية الاجتماعية رائدة وشاح التي رأت أن العلم يهذب النفس ويجعل المرء أكثر تواضعا مع الناس بشكل عام ومع العائلة بشكل خاص.

وتضيف أن المرأة المتعلمة خير بكثير من المرأة الجاهلة لأن علمها سينعكس حتما على أبنائها وطبيعة تفكيرهم ومن ثم على مجتمعها, وثقافتها وتربيتها لهم ، بل وتذهب وشاح إلى أكثر من ذلك لتعتبر أن أساس الأسرة السليمة المتماسكة التكافؤ ما بين الأب والأم ليشكلا حالة من الاستقرار للأبناء.

وتستدرك وشاح بقولها أنه لا يمكن إنكار أن كثيرا من الأمهات الأميات خرجن جيلا من الأبناء الطلائع الذين أصبحوا قادة أو رجال أعمال أو علماء وأصحاب شأن.

وتضيف أن الحياة التي نحياها اليوم والتي تغزوها التكنولوجيا بكل صغيرة وكبيرة بحاجة إلى امرأة متعلمة قادرة على تأدية دور الأم كما هو منوط بها من رعاية وتربية ومتابعة ومراقبة.

وتتساءل الأخصائية الاجتماعية: كيف ستتابع أم طفلها عبر شبكة الانترنت إذ لم تكن على دراية كاملة بتشغيل جهاز الكمبيوتر .

وتستنكر وشاح واصفة ذلك بالتناقض التام مع مفهوم الشراكة المبني على المشاركة والتفاهم والعطاء وليس على مفهوم الأمر والنهى وممارسة القدرات وفرد العضلات.

قد يرى بعض الأزواج أن السعادة تتحقق مع شريكة تسمع وتطيع فقط وقد يرى البعض الآخر أن الحياة الزوجية لا تسير على أفضل وجه إلا بالارتباط بزوجة متعلمة، ولكن لا أحد يجادل في أن الثقافة البيئية المحيطة والمعرفة ودرجة الوعي والثقافة التي يحملها الزوجان هي صاحبة الكلمة.

 

 

 

البث المباشر