ناقش المجلس التشريعي مع وزير الزراعة م. علي الطرشاوي عددًا من القضايا التي تهم المواطن الفلسطيني فيما يتعلق بالقطاع الزراعي.
جاء ذلك خلال استقبال الطرشاوي وفدًا من التشريعي يترأسه النائب الأول د. أحمد بحر، وضم كلا من النواب: د. محمد الغول ود. يونس الأسطل ود. عبد الرحمن الجمل ويونس أبو دقة، ومن وزارة الزراعة الوكلاء المساعدون د. إبراهيم القدرة وم. صالح بخيت.
واستهل وفد التشريعي اللقاء بتهنئة الوزير الطرشاوي بتوليه حقيبة وزارة الزراعة، سائلين الله عزوجل أن يعينه على حمل الأمانة.
بدوره؛ رحب وزير الزراعة بوفد التشريعي، مؤكدًا أن "الزيارة تعكس حرص السلطة التشريعية على مراقبة وتقويم أداء نظيراتها التنفيذية".
وشرح الطرشاوي لوفد التشريعي سياسة الوزارة فيما يتعلق بعمل الزراعة في قطاع غزة، وآخر تبعات قرارها الآخير، منع استيراد الفواكه من الاحتلال الإسرائيلي.
ووضع الطرشاوي الوفد في صورة استعدادات الوزارة بطواقمها العاملة كافة لاستقبال موسم الزيتون المرتقب بداية قطفه يوم 10 أكتوبر المقبل.
وتنتهج وزارة الزراعة استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة، وتطمح للوصول إلى تنمية زراعية مستقرة ومستدامة ومقاومة توفر المتطلبات وتحقق التميز.
وترتكز سياستها كذلك على تعزيز دور القطاع الزراعي في الوصول إلى تنمية اقتصادية واجتماعية وبيئية مستدامة واستغلال أمثل للموارد، وتحقيق الأمن الغذائي وتطوير الاقتصاد الزراعي المقاومة والمساهمة في تحسين نوعية حياة المزارعين.
تنمية رائدة
بدوره؛ أبدى وفد التشريعي إعجابه الشديد بسياسة وزارة الزراعة وإنجازاتها في تحقيق اكتفاء ذاتي.
وقال د. بحر إن زيارة الوفد تأتي لتعزيز التواصل بين السلطة التشريعية والتنفيذية، و"إكمال المشوار سويًا نحو تحقيق تنمية رائدة في قطاع غزة".
وأوصى بحر وزير الزراعة بضرورة المواءمة وتحقيق التوافق بين مصلحة المواطن والمنتج الفلسطيني على حد سواء.
وأضاف: "يجب أن يقوى عود منتجنا الفلسطيني، وفي الوقت ذاته أن نوائم بين مصلحة المواطن والتاجر تجنبًا لوقوع الخسارة بين الطرفين".
وأُعجب بحر بسياسة وزارة الزراعة التي –وفق تعبيره- وقف ندًا لسياسة الاحتلال التدميرية بغرض ضرب المنتج الفلسطيني.
وعبَّر عن فخره بنجاح الزراعة في تحقيق اكتفاء ذاتي في بعض المحاصيل الزراعية، مستشهدًا على حديثه بنجاح موسم البطيخ العام الحالي، الذي نجحت فيه الوزارة بتحقيق اكتفاء ذاتي كامل ومنعت استيراده من الاحتلال.
تجدر الإشارة إلى أن موسم البطيخ والشمام لعام 2012 حقق اكتفاءً ذاتياً كما الأعوام الثلاثة السابقة، وبلغت مساحات محصول البطيخ 5000 آلاف دونم بإجمالي إنتاج 35 ألف طن، أما الشمام فبلغت مساحاته 2000 دونم بإجمالي إنتاج 1000 طن، والفضل يعود أولاً وأخيراً لله عزوجل.
خطى ثابتة
وواصل وزير الزراعة شرحه –الوافي- لوفد المجلس التشريعي، وأوضح لهم أسباب وتبعات قرار منع استيراد الفواكه من الجانب الإسرائيلي.
وكانت الوزارة قررت منع استيراد الفواكه من (إسرائيل)، عدا فاكهتي الموز والتفاح؛ بهدف دعم وتسويق المنتج المحلي.
ويبلغ حجم انتاج القطاع من الفواكه حوالي 70 ألف طن، منها 25 ألف حمضيات، و7 آلاف عنب، و20 ألف زيتون، و10 آلاف جوافة، و5 آلاف بلح، علاوة على 300 ألف طن خضروات.
وقال الطرشاوي إن الزراعة تطمح من قرارها منع الاستيراد تسويق المنتج المحلي إلى المستهلك الفلسطيني، خاصة في ظل حالة الاكتفاء الذاتي الذي يحققه المزارعون في غالبية أصناف الفواكه والخضروات.
وأكد وزير الزراعة أن القرار جاء ضمن سياسة الوزارة لحماية المنتج المحلي، وضمان تسويقه بما يدعم القطاع الزراعي من جهة، ويحفظ حقوق المستهلك من جهة أخرى.
وشدد على أن القطاع الزراعي دائماً ما يصطدم بالعقبات السياسية والأمنية التي تتذرع بها (إسرائيل)، في إشارة لحالة الحصار المفروضة على القطاع منذ أكثر من ست أعوام.
صيادو غزة
وفي سياق متصل؛ ناقش وفد التشريعي مع وزير الزراعة أوضاع الصيادين الفلسطينيين، وحث على ضرورة دعمهم بما يخدم الثروة السمكية في غزة.
وأكد الطرشاوي أن الزراعة تواظب على دعم وحماية الصياد الفلسطيني، مشددًا على أنها دائمًا ما تطالب بتوفير حماية دولية تجنبه اعتداءات البحرية الإسرائيلية.
وحسب تقديرات وزارة الزراعة، فإن 11 صيادًا فلسطينيًا استشهدوا برصاص البحرية الإسرائيلية، وأصيب أكثر من 30 آخرين منذ بدء انتفاضة الأقصى عام 2000.
وأكد وزير الزراعة أن وتيرة الاستهدافات تضاعفت في بحر قطاع غزة مستخدماً الاحتلال فيه أساطيله الحربية وتقنياته العسكرية حتى أصبح الوضع الحالي للصيادين كارثي ولا يمكن تحمله.
ووزعت وزارة الزراعة مؤخرًا معدات صيد على الصيادين في قطاع غزة وهي عبارة عن 130 "موتور ونش" لسحب شباك الصيد.
ويبلغ عدد الصيادين في قطاع غزة، قرابة (3500) صيادا، يملكون قرابة (700) مركبا، ويعتاش من هذه المهنة قرابة (70.000) مواطنا فلسطينيا.
موسم الزيتون
وحرص وفد التشريعي على معرفة استعدادات وزارة الزراعة فيما يتعلق بموسم الزيتون المقبل، وأوصى بضرورة دعم المنتج المحلي من زيت الزيتون ووقف استيراده من الخارج.
وأوضح الطرشاوي أن وزارته أصدرت خلال الشهرين الماضيين عددًا من النشرات لمزارعي قطاع غزة حول كيفية قطف ثمار الزيتون وتحديد الموعد المناسب لجنيه؛ بهدف إنتاج زيت زيتون عالي الجودة وذي حموضة أقل.
وأكد وزير الزراعة أن قطف الزيتون من صنف "سري" يبدأ من 10 أكتوبر، والـ"الشملالي" يبدأ من 20 أكتوبر، و"k18" يبدأ مطلع نوفمبر.
وشدد الطرشاوي على أهمية شجرة الزيتون باعتبارها تمثل قيمة وطنية وتاريخية هامة ومن صميم تراث الشعب الفلسطيني ومتجذرة في أرض فلسطين منذ آلاف السنين، كما يعتبر محصولها من أحد المصادر الأساسية للدخل الزراعي الفلسطيني.
يشار الى أن انتاج قطاع غزة من الزيتون لعام 2011 بلغ 18 ألف طن، إذ جرى عصر 13 ألف طن منه، في حين أن الباقي ذهب للتخليل، مع العلم أن حاجة قطاع غزة من الزيتون تبلغ حوالي 3600 طنًا.
وتوقع وزير الزراعة أن يبلغ انتاج العام الحالي 1800 طن من ثمار الزيتون، وزيت زيتون بمعدل 2500 طن.