غزة- الرسالة نت
عرض مركز معلومات وإعلام المرأة الفلسطينية بالتعاون مع ملتقى الفيلم الفلسطيني ثلاثة أفلام "عن السينما والحرب" بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للرصاص الإسرائيلي المصبوب في قاعة المركز بحضور حشد من المثقفين والمهتمين والطلاب والطالبات .
الفيلم الأول كان بعنوان "فتافيت ركام" للمخرج عبد الرحمن الحمران صور فيه آثار الركام الهائل الناتج عن الأسلحة العسكرية الإسرائيلية ولحظات من حياة الأطفال الفلسطينيين فوق هذا الركام وتحدث الأطفال بعفوية بالغة عن فقدانهم لذويهم وأصدقائهم وهم بالكاد يستطيعون التحرك فوق الركام , فمنهم من فقد عائلته ومنهم من خسر أصدقائه ومنهم من قال إن والده سقط من الصاروخ قبل أن يشرب قهوته التي يظل يسأل عنها .
وبرغم مظاهر الخراب والكآبة والفقدان إلا أن المخرج صور الأطفال وهم يصنعون لأنفسهم أرجوحة فوق الركام ويلعبون ... لحظة إنسانية بريئة أراد المخرج من خلالها التأكيد على الأمل والتفاؤل برغم كل الجراح والضحايا.
الفيلم الثاني كان "ظلال في الظلام" للمخرج جهاد شرقاوي والذي صور في النصف الأول منه مظاهر العدوان الإسرائيلي وما خلفه من معاناة الناس نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع الماء ولجوء الناس إلى وسائل بدائية للعيش.
وركز المخرج في النصف الثاني من الفيلم على لجوء الأطفال إلى ألعاب الظلال السينمائية على موسيقى أجراس الميلاد إشارة إلى أن يوم الميلاد مرٌ على قطاع غزة تحت القصف والظلام وممارسة الأطفال لهذه الألعاب تشابه أرجوحة أطفال الحمران في فيلم "فتافيت ركام" حيث يريد المخرج الشرقاوي أن يصور لحظات الأمل الإنسانية لدى الأطفال باللعب والموسيقى رغم الرصاص المصبوب.
أما فيلم "جميلة" التي قدمته حكمت المصري فهو يوثق لتجربة إنسانية أليمة خاضتها إحدى النساء الفلسطينيات أثناء العدوان وهي جميلة أم لأربعة أطفال فقدت بسبب القصف أخويها وأصيبت إصابة مباشرة بساقيها.
وصوٌر الفيلم مرحلة الألم والعذاب التي مرت بها جميلة أثناء العلاج وبعده, وصورت قوة إرادتها بتسيير شؤون أسرتها وهي تقوم بالأعمال المنزلية وهي على كرسي متحرك. وتجعلها تحكي شهادتها عن مرحلة الإصابة والألم والعلاج والكرسي النقال والعكازتين .
الأفلام الثلاثة جسدت آثار العدوان الهمجي على غزة وأرسلت رسالة مختصرة أن الشعب الفلسطيني باق ٍ وسيستمر رغم الألم.