بقلم:عبد الحميد عبد العاطي
محرر شبكة الكاتب العربي
تشيعنا دماؤنــا
وصدئ بنادقنــا
ومآذن أحزابنــا
وملاحف خيمنــا ..
تشيعنا عزلتنــا
وخوفنا المقدس
وذاكرتنا العقيمة...
وقطع لحما يبكون
بجانب أمهاتهم الصريعة..
القصف كالسعــال
يرتد في كل دقيقــة
السماء مقفرة ،عميــاء
لا تراني ولا أراهــا..
الصراخ في كل مكــان
ينادي الله وينادينا
لا احد يسمع
لا احد هنا
سوي صوت المذياع.
قصف جديد
علي مخيم جباليا
الهدف مدرسة الفاخورة
شهداء بالعشرات
هل هناك جرحي ..؟
لا. لا اعتقد
زميلي جثث بدون رؤوس
كالشجر المعكوس
بأنفاس مكتومة
بالصدمة .. بالمشاهد بالمجنونة
تراها فقط ...
في عيون القادمين
لا شاشات.. لا فضائيات
الوكالة مغلقة
الطريق ملغومة
البيوت مرتعشة
الحناجر جبانة
انتظر.. زميلي
أري الآن جثة عروس
بملامح الشقاء والبؤس
بفستانها الأبيض الطويل
خارجة من صالون التجميل
تنتظرها جثة متفحمة
يبدو انه العريس
يبدو انه التعيس
عرفته من دبلته الفضية
من فرحته المخثرة
من نومه العميق
من أحلامه الوردية
كان صديقي
كان رفيقي
كان أنا
في وقتنا الأخير
مبروك انتصرنا
قبل ذلك بكثير .