ماذا قال مشعل للعرب خلال جولته وكيف ردوا ؟

الرسالة نت - وسام عفيفه          

كي تنجلي الصورة ولقطع الطريق على الوشاة والمحرضين خرجت قيادة حركة حماس في الخارج إلى جولة عربية شملت دولا كانت علاقتها مع بعضها تتسم بالفتور .

ابرز محطات الجولة كانت في السعودية والإمارات ثم الكويت .. دولا كانت تضع فيتو أمام حماس وتندرج تحت محور المعتدلين.

خلال الجولة اكتشفت الحركة حجم التحريض والتشويه ضدها الذي مارسه أبو مازن وفريقه واكتشفت ان المواقف الرسمية العربية تستسلم للواقع ,في ظل هيمنة امريكية, وانها منحت مصر الوكالة الحصرية في الملف الفلسطيني كي تريح رأسها.

مشعل طالب العرب ان يكون لهم دور في المصالحة بشراكة مصرية وليس بديلا عنها معتبرا ان ذلك سيدفع المصالحة ويمنحها ضمانات,يمكن ان تعوض التعديلات على الورقة المصرية التي تطالب بها الحركة.

  واكد مشعل للدول العربية التي زارها ان مشكلة المصالحة لا تكمن في التوقيع على الورقة بل أعمق من ذلك, وان الامر لو اقتصر على التوقيع لكن الامر منتهيا بالنسبة لحماس.

خطاب حماس في جولتها كان صريحا وواضحا ومتحديا في نفس الوقت , خصوصا بشان القرار المستقل المتعلق بالمصالحة .. قال لهم مشعل  قرارنا بيدنا ليس لدى إيران أو سوريا لكن هل تضمنون أن يكون قرار أبو مازن في يده وليس في يد الأمريكان؟

بناء على الردود العربية  خرج مشعل يقول: إن الظروف الآن باتت مواتية لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

وأضاف في حوار مع فضائية العربية: إن الوصول الى ذلك يتطلب خطوة جريئة من بعض الدول العربية لجمع المسؤولين الفتحاويين بحماس، وبقية الفصائل الفلسطينية.

 وقال مشعل : ’لو أن إخواننا في مصر جمعونا مع الإخوة في فتح ثم القوى الأخرى سوف نتفق في ساعات لأننا أمام تعنت إسرائيلي وضرورة للمصالحة’، داعياً فتح لإلقاء الخلافات الفلسطينية الفلسطينية جانباً والحفاظ على الوحدة.

مشعل ألقى الكرة في الملعب العربي وقدم مرونة غير مسبوقة لكنها تضع العرب والمصريين أمام اختبار ضمان التنفيذ بعد التوقيع وتمرير الاتفاق امام الفيتو الأمريكي.

الاختبار الذي وضعت حماس العرب أمامه يهدف الى سحب الذرائع من المصريين و(فتح عباس) , خصوصا في ظل ما كشفته  المصادر الفرنسية من أن واشنطن غير متحمسة لوثيقة المصالحة الفلسطينية وتتحفظ عليها.

وفي رأي باريس، فإن المصالحة لن تتم ما لم تحظَ بموافقة ودعم أميركيين. وفي حال تمت، فإن السؤال الذي سيطرح مجددا على المجتمع الدولي وبداية على الولايات المتحدة هو: ما العمل؟ هل يتعين مقاطعة أية حكومة فلسطينية جديدة تتمثل فيها حماس؟

العرب قالوا لمشعل وقعوا الوثيقة حتى نستطيع ان ندخل على الخط لان الوكالة لازالت حصرية للمصريين , قالوا له ايصا: اسحب الذرائع منهم (..) نحن نعلم ان هناك فيتو أمريكي لكن ليس أمامكم سوى الذهاب حتى النهاية مع أبو مازن والمصريين.

التوجه لدى حماس عقب الجولة يهدف الى إثبات نظريتها حول النوايا الحقيقية للسلطة بالأفعال لا بالأقوال, وهي تريد ان تضع ابو مازن امام مسئوليته وتعريه أمام العرب الذين طاف عليهم مرارا يشكو رفض حماس التوقيع على الورقة المصرية وبالتالي إجهاض المصالحة

اعلان مشعل طلب لقاء عباس سيشكل ضغطا على الأخير خصوصا في ظل الحملة الأمريكية الجديدة لإعادة أبو مازن والاحتلال الى مسار التسوية .

الموقف الجديد لحماس والتوجهات الأخيرة للحركة  دفعت  نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح، الاعلان عن  لقاء قريب سيعقد بين الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في غضون عشرة ايام .

واضاف في مقابلة مع جريدة القبس الكويتية: ان الوضع في ضوء تعثر عملية السلام بأنه غاية في الخطورة لان من يحكم اسرائيل «رجل أرعن ومجنون» في اشارة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، لكنه بدا متألما لان «بلوة البلوات» هي الصراع الفلسطيني - الفلسطيني الذي على أساسه تقوم المصالحات او الخلافات العربية – العربية"

وكشف ايضا عن جانب من تفاصيل المحادثات التي أجراها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الكويت وقال: «ان لقاء سيتم خلال الايام المقبلة بين محمود عباس وخالد مشعل لتحقيق المصالحة التي تبنتها مصر»، ونقل الشيخ محمد ايضا عن مشعل قوله ان «حماس هي سيدة نفسها» وان كل ما يذكر من انها تتبع هذه الجهة او تلك عار عن الصحة.

حماس بعد جولتها العربية قررت ان تضع الجميع أمام الاختبار , وعلى قاعدة المثل الشعبي "ضلك مع الكذاب لباب الدار".

 

 

البث المباشر