3100 صافرة إنذار تُطلق في (إسرائيل) .. تل أبيب في حال فوضى واستنفار. السكان يهرعون إلى الملاجئ.
طرق خالية وصواريخ باتت جاهزة للانطلاق .. اتُخِذ قرار الحرب على سورية وعلى حزب الله في لبنان، ومفروض أن يحقق الهجوم أهدافه في أسرع وقت، وبأقل خسائر ممكنة.
يترافق ذلك مع تحديد الطائرات الأميركية عشرة آلاف موقع إيراني ستكون عرضة للقصف الجوي.
عند الجبهة اللبنانية، تستهدف عشرات المقاتلات (الإسرائيلية) منصات صاروخية ومراكز قيادية في الجنوب والبقاع مدعومة بسلاح المدفعية الذي سيقصف عدداً ضخماً من الصواريخ القصيرة المدى.
تتصدى منظومات تابعة لوحدات الدفاع الجوي في حزب الله للطائرات (الإسرائيلية) باستخدام صواريخ أرض - جو.
بعدما فشلت الضربة الجوية الأميركية - الإسرائيلية في السيناريو المتخيل للحرب المقبلة على إيران، في الجزء الأول من الفيلم الوثائقي "حافة الهاوية"، يستكمل الجزء الثاني منه بعنوان "الأذرع الطويلة".
وعرض الفيلم مساء الاثنين عبر قناة "الميادين" والذي يجسد سيناريو الحرب (الإسرائيلية) على سورية ولبنان، والمعركة بين الولايات المتحدة وإيران من خلال المواجهة البحرية في الخليج وبحر العرب وبحر عُمان والبحر الأحمر ومضيق هرمز.
واللافت في هذا الجزء (مدته 90 دقيقة)، مدى قدرته على جذب المشاهد وإجباره على متابعة الأحداث السريعة، لما فيه من مفاجآت وتطوّر تقني لدى طرفي القتال.
ويضم العمل مجموعة كبيرة ومكثفة من المعلومات، تشعر المتلقي بالإرهاق، وتوتر أعصابه أحياناً، لا سيما اللبناني، لما في الحرب المقبلة من سيناريوات قد تتغيّر من خلالها معالم بلده.
تفشل الضربة الجوية (الإسرائيلية) في تحقيق أهدافها بتحطيم منظومة الدفاع الصاروخية لدى "حزب الله" وسورية بسبب التصدي الفعال واستخدامهما تكتيكات متطورة في عملية الصد، وعدم توافر معلومات استخباراتية دقيقة لدى (إسرائيل).
وتشمل تلك لحرب شن عمليات تشويش إلكترونية ضد نظام "جي بي إس".
في المقابل يتولى "حزب الله" والجيش السوري ضرب الساحل (الإسرائيلي) بالصواريخ، وتعمل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزّة على إطلاق عشرات الصواريخ أيضاً ضمن مدى مئة كيلومتر من ضمنها تل أبيب، وفق الفيلم الوثائقي.
وإزاء كثافة الصواريخ التي تسقط على (إسرائيل)، تقرّر اجتياح لبنان من طريق البر، والتوغل في العمق، مع إسناد ناري كثيف من مدافع سترسل آلاف القذائف التي ستسقط على مدن وقرى لبنانية، موقعة إصابات مباشرة في مرافق رسمية.
وتأمل (إسرائيل) من خلال عمليتها، وقف القوة الصاروخية لدى "حزب الله"، لكنها تتفاجأ بأسلحة جديدة لديه، قد تكون قادرة على صد هجومها، فينتقل القتال إلى درجة أعلى من القوة، وإلى مرحلة جديدة.
تتدخل البحرية (الإسرائيلية) لمساعدة القوات البرية، فترسو عند الشاطئ اللبناني وترسل آلاف الصواريخ القصيرة المدى إلى مدن الساحل.
لكن الحزب وفي سيناريو جديد لهذه المواجهة، وزع ألغاماً بحرية على طول الشاطئ اللبناني، مع استعداده لضرب البوارج (الإسرائيلية) بصواريخ أكثر تطوراً ودقة من التي استعملها في حرب تموز 2006.
التوغل (الإسرائيلي) في الداخل اللبناني، خصوصاً عند منطقة البقاع، يعني أن على سورية البدء في تنفيذ مهمتها، فتفتح جبهة الجولان، وتشتعل الجبهة الداخلية (الإسرائيلية) وتعلو صرخات من المجتمع المدني مطالبة بوقف الحرب وعودة الجنود إلى منازلهم.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، إذ ستعمد سورية و "حزب الله" إلى شل حركة السفن التجارية على طول الساحل (الإسرائيلي).
وفي موازاة الاجتياح البري للبنان، تقصف إيران 35 قاعدة عسكرية أميركية في الكويت والسعودية وقطر وتركيا وباكستان وأفغانستان وغيرها، وتعد لإطلاق صواريخ عابرة للقارات، في إشارة إلى ما هو أبعد من القواعد العسكرية الأميركية الموجودة في المنطقة (بولندا ورومانيا مثلاً).
وإزاء هذا التطوّر، تبدأ الولايات المتحدة بالتحضير لضرب منشآت نفطية إيرانية، وشبكات الاتصالات والبث الإذاعي والتلفزيون مستخدمة قنابل مصنوعة من خيوط الفحم.
وبما أن الحرب فعل ورد فعل، يصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، قراراً بإغلاق مضيق هرمز وهنا تكمن المفاجأة في خاتمة الفيلم.
عمل كاتبا السيناريو علي شهاب وحسن عبد الساتر إلى تقطيع الأحداث وكتابتها في شكل مثير وحماسي، وكانا ينتقلان من حدث إلى آخر بمفاجأة حربية، تكون إما بسلاح جديد، أو بخطة تقنية متطورة.
ويبدو واضحاً أن كثافة المعلومات في الجزء الثاني نظراً إلى اتساع رقعة القتال، أعطت المخرج حسين سماحة حرية أكبر في انتقاء صور ومشاهد أكثر، ودمجها برسوم غرافيكس توضيحية، وخرائط بالأبعاد الثلاثية نُفذّت خصيصاً للفيلم (من إنتاج شركة نانو ميديا). لم يتطرق العمل إلى الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي ستصاب بها الأطراف المتقاتلة.
ويوضح شهاب أن معالجة هذا الجانب من الحرب، "قد يُسبب رعباً لدى المشاهد، وذعراً ليس هدفنا".
ويحاول الفيلم أن يجيب على تساؤلات المشاهد التي يطرحها بعد أحداث معيّنة.
وبين الملاحظات التي قد تسجل على الفيلم أنه لم يتعرّض الى دور قوات اليونيفل في جنوب لبنان مثلاً، لكن شهاب يشير إلى "أنه وفريق عمله، تقصدوا عدم الدخول في هذه المتاهة على رغم توافر المعلومات، لما لها من تداعيات داخلية".