سوريا : مقتل 28 جنديا نظاميا

دمشق – الرسالة نت

قتل اليوم الخميس 28 جنديا سوريا نظاميا على الاقل بعضهم تعرضوا للتصفية بايدي مقاتلين معارضين هاجموا حواجز عسكرية في شمال سوريا، في حين شن الطيران الحربي غارات جديدة على مناطق عدة لا سيما في ريف دمشق.

في غضون ذلك، حمل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا المجتمع الدولي مسؤولية تزايد التطرف في سوريا جراء محدودية دعم المعارضة السورية، في رد على تصريحات لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حذرت فيها من تحويل المتطرفين "مسار الثورة".

وقتل 28 جنديا نظاميا على الاقل اليوم بعضهم تعرضوا للتصفية، لدى مهاجمة مقاتلين معارضين ثلاثة حواجز للقوات النظامية في محافظة دير الزور (شمال غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد ان هذه الهجمات التي قتل فيها ايضا خمسة مقاتلين معارضين، استهدفت حاجزي ايكاردا على طريق حلب سراقب، وحاجز حميشو على طريق سراقب اريحا.

وتقع هذه الحواجز في شمال وغرب مدينة سراقب الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، والتي تتواجد فيها خمس كتائب مقاتلة، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة "فرانس برس" في اتصال هاتفي.

وبث ناشطون شريطا مصورا على موقع "يوتيوب" الالكتروني، يظهر عددا من المقاتلين المعارضين متحلقين حول نحو عشرة جنود نظاميين مستلقين على الارض جنبا الى جنب بعد اسرهم على حاجز حميشو.

ويسمع مصور الشريط يقول: "هؤلاء هم كلاب (الرئيس السوري بشار) الاسد"، قبل ان يسأل مقاتل معارض جنديا اسيرا: "الا تعرف اننا من اهل هذا البلد؟"، ليرد عليه الجندي "والله العظيم ما ضربت (لم اطلق النار)".

وبعدما وجه المقاتلون المعارضون ركلات الى الجنود المرميين ارضا، يسمع صوت اطلاق نار كثيف وعدد من صيحات التكبير مع انتقال المصور الى مكان آخر. اظهر شريط ثان جثث الجنود النظاميين في المكان نفسه، في حين بدا احد المقاتلين المعارضين وهو يرفع شارة النصر.

 

واشار المرصد ايضا الى ان ثلاثة ضباط بينهم عقيد قتلوا "اثر اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا حاجز المعصرة بمحيط بلدة محمبل" في محافظة إدلب.

في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية المقاتلة التي كثف النظام استخدامها في الايام الاخيرة، غارات جديدة على مناطق في ريف العاصمة السورية، استهدفت اربع منها ضاحية الشيفونية في محيط مدينة دوما، اضافة الى محيط مدينة حرستا وبلدتي كفربطنا وعربين للقصف.

ونقل المرصد عن ناشطين في هذه المناطق ان غالبية سكان الغوطة الشرقية التي تقع فيها المناطق المذكورة، نزحوا عنها.

وتشهد مناطق ريف العاصمة السورية تشديدا في الحملات العسكرية للقوات النظامية في الفترة الاخيرة، في محاولة منها لاستعادة مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.

وقصفت طائرات مروحية صباح الخميس الحجر الاسود في جنوب العاصمة السورية، بحسب المرصد.

وفي محافظة إدلب، قتل اربعة اشخاص في قصف بالطيران الحربي على قرية معرشمشة، بحسب المرصد الذي اشار الى ان الطيران استهدف ايضا قريتي الصرمان وابو مكة "اللتين نزح اليهما الكثير من سكان القرى المحيطة بمعسكر وادي الضيف".

ولا زال محيط هذا المعسكر المحاصر والقريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، يشهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين الذين سيطروا على المدينة في التاسع من تشرين الاول (اكتوبر)، ما سمح لهم باعاقة امدادات القوات النظامية.

وفي دير الزور (شرق)، افاد التلفزيون الرسمي السوري ان "مجموعة ارهابية مسلحة" فجرت انبوبا لنقل النفط في منطقة التيم، ما ادى اندلاع حريق. واستهدفت حوادث تفجير عدة بنى تحتية في سوريا، ومنها انابيب للنفط في دير الزور ومحافظة حمص (وسط) ومدينة بانياس الساحلية.

وحصدت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الخميس 86 قتيلا، بحسب المرصد الذي احصى سقوط اكثر من 36 الف شخص منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس الاسد منتصف آذار (مارس) 2011.

ويعتمد المرصد، ومقره بريطانيا، على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كافة انحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. ويؤكد ان حصيلة القتلى والجرحى التي يوفرها تشمل المدنيين والعسكريين ومقاتلي المعارضة.

ومع تكرار الحديث عن تنامي دور متطرفين اسلاميين في القتال ضد القوات النظامية في سوريا، اعتبر سيدا في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" ان "المجتمع الدولي هو المسؤول عن تزايد التطرف في سوريا لعدم دعمه للشعب السوري"، وان الزيادة هي "بسبب عدم فاعلية المجتمع الدولي وليست سببا له".

 

ورأى سيدا ان "المجتمع الدولي يجب ان يوجه لنفسه النقد ويسأل نفسه ماذا قدم للشعب السوري وكيف ساعد السوريين ليوقفوا القتل بشكل جنوني". اضاف "رغم سعينا لضمان الا يحظى التطرف الاسلامي بتأثير، الا ان نقص الدعم المادي للمجلس الوطني السوري من قبل المجتمع الدولي يجعل امكاناتنا محدودة اكثر مما نرغب".

واتت تصريحات سيدا ردا على اعلان كلينتون انها تنتظر من المعارضة السورية ان تتوسع الى ما هو ابعد من المجلس الوطني السوري وان "تقاوم بشكل اقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة" في سوريا.

واكد سيدا ان "الثورة باقية على مسارها، ولا زالت تدور حول الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للشعب السوري"، وان المجلس يضم الاطياف السورية المتنوعة وهو مستعد للعمل مع كل الراغبين في اسقاط النظام، وهذا ما سيظهر في الاجتماع الذي سيعقده في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) في العاصمة القطرية الدوحة.

كما تأتي تصريحات سيدا غداة دعوة مجموعات معارضة للرئيس الاسد تضم 150 معارضا اجتمعوا في تركيا، الى الاسراع في تشكيل حكومة في المنفى لتحسين تمثيلها وخصوصا الحصول على دعم افضل من الاسرة الدولية لقضيتها.

وعلق سيدا على تداول اسم المعارض رياض سيف لتولي رئاسة هذه الحكومة بالقول: "اعتقد انه علينا انتظار انعقاد الاجتماع للتقرير ما اذا كان (سيف) المرشح الامثل للفترة الانتقالية"، مؤكدا ان قرارا كهذا "يعود الى الشعب السوري".

ومن بكين، اعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي ان بلاده قدمت "اقتراحات جديدة بناءة" تهدف الى حل النزاع في سوريا، تشمل وقف اطلاق نار على مراحل وتأليف حكومة انتقالية.

وقدمت الصين الحليفة لنظام الرئيس الاسد والتي استخدمت، الى جانب روسيا، حق النقض ثلاث مرات لتعطيل اصدار مجلس الامن الدولي قرارات تدين دمشق، مقترحاتها الى الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الذي زارها الثلاثاء والاربعاء.

البث المباشر