لم يعلم الحاج أبو ثروت البيك بأنه سيؤذن للمولود ثائر مرتين في الحياة , فقبل ثلاثة عقود احتضن طفله ثائر فرحاً به راجياً من المولى أن يجعله قرة عينه , واليوم وبعد مرور خمسة شهور على استشهاد ثائر الابن يولد ثائر الحفيد ليُكبِّر في أذنيه ويجدد الدعاء بأن ينهج الصغير طريق أباه الثائر.

ووسط حالة من الفرحة استقبلت عائلة البيك بمخيم جباليا شمال القطاع مولودها ثائر ثائر البيك, بعد حالة من التضرع ودعاء لله بأن يهبها ذكراً يحمل اسم والده ليظل عبق الشهيد فواحاً في بيته.

وكان القائد الميداني في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس قد استشهد  إثر استنشاقه غازا ساما، بعد قصف طائرات الاحتلال لموقع "الشهيد فوزي أبو القرع" العسكري شمال القطاع, وكانت زوجته تحمل في أحشائها طفلاً لم تعلم جنسه ذكرا كان أم انثى قبل الولادة حتى كتب الله لها أن تضع ثائر كأبيه الثائر.

ثائر ولد يتيماً الا أن صور والده المعلقة على جدران المنزل  ستمده بشيء من القوة والصبر وسيرته ستعطيه الدافع لإكمال مشوار والده الجهادي .

الجدير ذكره أن شهيدنا المجاهد التحق بالشرطة الفلسطينية عام 1998م، وبعد فوز حركة حماس بالانتخابات التحق مباشرة بالقوة الخاصة التابعة لها، وبعد فترة قصيرة عمل مرافقا لوزير الداخلية الشهيد سعيد صيام " أبو مصعب"، وبعد استشهاد القائد سعيد صيام انتقل إلى مرافقة خليفته في وزارة الداخلية فتحي حماد "أبو مصعب" ، وبعد قضاء فترة في المرافقة انتقل شهيدنا إلى التفرغ للعمل العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام.

واليوم بدأت ملامح الشهيد القائد تظهر على وجه الصغير ثائر معلنة حالة حمل الراية من جديد

ويحتضنه جده أبو ثروت البيك وكأنه يسترجع طفله ثائر بملامحه الطفولية , ويشتم رائحته بين الحين والآخر , وينتظر بشوق حينما يلقى الصغير نفسه في حضن جده حينما ينادي عليه ثائر ثائر ..

في فلسطين سرعان ما يولد الأبطال مجدداً , وسط أجواء من الصمود والصبر رغم بعض الجراح التي تنكأ عندما نلمح طيف الأحباب ومن غابوا عن حياتنا من أجل الوطن واعلاء راية الله.