قائد الطوفان قائد الطوفان

(إسرائيل) قد تُوجِّه ضربة استباقية لغزة

الرسالة نت – رائد أبو جراد

رجَّح محللون سياسيون ومتابعون للشأن (الإسرائيلي) أن يشن الاحتلال ضربة استباقية ضد قطاع غزة بعد الانتخابات الأمريكية قبل التوجه لضرب إيران.

وتوقع المراقبون خلال حديثهم بورشة عمل نظمتها هيئة التوجيه السياسي بوزارة الداخلية بعنوان "استراتيجيات المقاومة ضمن المعطيات الجديدة" إمكانية حدوث عدة سيناريوهات خلال الفترة المقبلة.

وارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة التصريحات(الإسرائيلية) التي تتوعد بضرب غزة أو شن هجوم عسكري على القطاع.

وتأتي هذه التصريحات في ظل التحالف الحالي بين حزبي الليكود و"إسرائيل بيتنا" وما يحمله من تداعيات على الوضع الفلسطيني بشكل عام وغزة على وجه الخصوص.

وتوقع عدنان أبو عامر المتابع للشأن (الإسرائيلي) أن يتكرر مشهد التصعيد في غزة بشن الاحتلال موجة عسكرية على القطاع قبيل ذهاب المقترعين في الكيان للإدلاء بأصواتهم نهاية يناير المقبل.

وقال أبو عامر "قد تكون موجة التصعيد المقبلة أقل من الحرب التي شُنت على غزة قبل ثلاث سنوات".

واتفق الكاتب وسام عفيفة رئيس تحرير جريدة الرسالة مع سابقه بقوله "قد يشن الاحتلال خلال الآونة المقبلة ضربة سريعة ومكثفة ومركزة وخاطفة ضد غزة قد لا تطول عن أسبوع وفق التقديرات".

وأوضح عفيفة أن الرد المشترك الأخير بين فصائل المقاومة سيكون إيجابياً فيما لو اعُتمدت قيادة مشتركة حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.

لكن أبو عامر رأى في حصر تفكير التهديدات (الإسرائيلية) وانعكاسها على غزة أمراً مخلاً بالعمل البحثي التقديري.

ولفت إلى أنه بإمكان أي حكومة (إسرائيلية) مقبلة أن تتعامل مع غزة في السلم والحرب والتهدئة والتصعيد، مبيناً أن التعامل مع القطاع يتجاوز التحالف كثيراً في (إسرائيل).

وأعرب أبو عامر عن اعتقاده أن القضية الفلسطينية مقبلة على تحولات حقيقية، مضيفاً "ربما نرقب شيئاً من شواهدها في التصريحات السياسية وتقديرات الموقف من تل أبيب لكن الأفق بات مسدوداً في العملية السياسية وليس هناك من رغبة لدى أي من الأطرف للتوجه لعملية عسكرية".

المدى المتوسط

واستبعد المحلل السياسي الفلسطيني إمكانية شن الاحتلال حرباً واسعة ضد قطاع غزة على غرار عملية الرصاص المصبوب شتاء 2008.

وأشار إلى أن الاحتلال سيكتفي خلال الآونة المقبلة بالدخول في مواجهات وتصعيد مستمر لكنه لا يريد التورط في غزة، مستبعداً في ذات السياق إمكانية شن الاحتلال عملية كبيرة أو حرب هجومية على غزة في المدى المنظور المتوسط خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ورجح أبو عامر إمكانية تنفيذ المقاومة في غزة عملية خطف لجندي إسرائيلي جديد بهدف مبادلته بالأسرى في سجون الاحتلال، مضيفاً "لا أحد مستثنى من قوى المقاومة بغزة لأن الكل يشحذ سكاكينه لهذه العملية حتى لو كان الثمن مكلفاً".

بيد أن عفيفة قال "الفلسطينيون يعيشون بمنطقة رمال متحركة والوضع بحاجة لتقييم شبه دوري بعد كل جولة تصعيد يشنها الاحتلال طيلة العاميين الماضيين وتحديداً منذ بدء الربيع العربي نعيش فوق صفيح ساخن في ظل متغيرات سريعة".

وأكد أن كل مرحلة وجولة جديدة من التصعيد (الإسرائيلي) تزيد المقاومة الفلسطينية في القطاع تماسكاً وقوةً، لافتاً إلى أن الاحتلال يؤمن بفكرة الضربة الاستباقية.

ورأى أن المتغيرات الاقليمية والدولية الحاصلة تحول دون التفكير الإسرائيلي بتنفيذ عمل عسكري موسع ضد قطاع غزة، عاداَ الأجواء الميدانية الحالية مشابهة لذات الأجواء التي شهدها القطاع إبان الحرب قبل 3 سنوات لكن لن ينفذوا نفس السيناريوهات بنفس الأسلوب.

آليات ووسائل

فيما تحدث محمد رجب رئيس وحدة التخطيط والدراسات في مركز إبداع للأبحاث عن آليات ووسائل تعزيز الجبهة الداخلية بين فصائل المقاومة في قطاع غزة.

وأشار رجب إلى أن الرد المشترك الأخير للمقاومة ألقى بظلال إيجابية كبيرة في المجتمع الفلسطيني وشكل تحولاً في قوة رد المقاومة وقطع الطريق على الاحتلال في الاستفراد بأي فصيل على حدة.

وأعرب الباحث الفلسطيني عن أمله في أن يتبلور العمل المقاومة لمنظومة متكاملة خلال الفترة المقبلة، متوقعاً أن يتكرر الرد المشترك وألا يكون الأخير لكن هذه المسألة تحتاج لتعزيز عدة جوانب.

واقترح رجب دراسة العقيدة القتالية لدى المقاومين في قطاع غزة وتعزيز ثقافة أساسية تتمثل في التناغم العسكري الميداني على الأرض بين فصائل المقاومة وتسليط الضوء على هذه المسألة.

وأضاف "نصبو أن يكون العمل المقاوم وفق واقع ملموس على الأرض عبر عقد رشات عمل متخصصة لخبراء محليين ودوليين بوجود مفاصل العمل المقاوم".

وأكد على ضرورة إيجاد مثياق شرف بين الفصائل لبث تناغم واضح يليه مجلس عسكري موحد لقيادة المقاومة أو غرفة عمليات مشتركة تكون خلال الفترة المقبلة بعد الفترة السابقة من استنزاف المقاومة.

البث المباشر