ارتفع إلى 84 شخصا عدد القتلى أمس الخميس بنيران القوات السورية، وفي حين سيطر الجيش السوري الحر على بلدة رأس العين في محافظة الحسكة على الحدود مع تركيا، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها عاجزة عن مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسوريا.
وأوضحت الهيئة العامة للثورة أن معظم قتلى أمس سقطوا في دمشق وريفها وإدلب. ومن جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 108 أشخاص، هم 32 مدنيا، و28 معارضا مسلحا، و48 جنديا.
وبين القتلى -حسب المرصد- عشرة مقاتلين معارضين، و16 جنديا نظاميا على الأقل سقطوا في اشتباكات دارت بين الطرفين في بلدة رأس العين (بلدة عربية كردية) بمحافظة الحسكة (المنتجة للنفط) التي أكد الجيش الحر سيطرته عليها.
وأفاد ناشطون بأن الثوار في محافظة الحسكة اقتحموا معبر رأس العين الإستراتيجي على الحدود مع تركيا، وسيطروا على مساحات واسعة من الأراضي هناك. وتفيد الأنباء الواردة من هناك بتراجع حدة الاشتباكات بين الثوار والجيش النظامي السوري.
وقال خالد الوليد -وهو قائد ميداني بالجيش الحر- إن المعبر مهم لأنه يفتح خطا آخر إلى تركيا، حيث يمكننا "إرسال الجرحى والحصول على إمدادات". وأضاف أن مقاتلي المعارضة سيطروا على منطقة واسعة بمحاذاة الحدود التركية بعمق ثمانين كيلومترا، بما في ذلك طريق يصل من مدينة حلب إلى الحسكة.
ووجه المجلس الكردي -وهو ائتلاف من أحزاب كردية معارضة للرئيس بشار الأسد- نداء إلى الجيش السوري الحر لمغادرة رأس العين، قائلا إن الاشتباكات وكذلك الخوف من التعرض للقصف من الجيش السوري دفعا معظم سكان البلدة البالغ عددهم خمسين ألفا إلى الفرار.
وأكد المجلس في بيان أنه جزء من الثورة لإسقاط هذا "النظام الشمولي"، لكن محافظة الحسكة يجب أن تبقى منطقة آمنة لآلاف اللاجئين الذين فروا إليها من مناطق أخرى.
وفي المقابل، أفاد التلفزيون السوري بأن "وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على عشرات الإرهابيين في منطقة رأس العين، فيما لاذ الآخرون بالفرار خارج الحدود التي قدموا منها". وقال أحد سكان البلدة إن المقاتلين دخلوا البلدة من جهة المعبر الحدودي مع تركيا، قبل أن يهاجموا مركزا للشرطة ومراكز أمنية في البلدة.
وجرح خمسة مدنيين أتراك برصاص طائش جراء هذه الاشتباكات أثناء وجودهم في مدينة حدودية. وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن رتلا من الدبابات توجه إلى الحدود، في موازاة دعوة السلطات التركية مواطنيها إلى الابتعاد عنها.
انفجار دمشق
وفي دمشق، قتل أمس ثلاثة أشخاص وجرح آخرون في انفجار سيارة مفخخة بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية ( سانا ) عن مصدر من قيادة الشرطة أنه تم تفكيك عبوتين ناسفتين على الطريق الواصل بين منطقة السيدة زينب والبحدلية بريف دمشق.
وكان مصدر محلي قال في وقت سابق إن الانفجار الذي وقع في منطقة نجها بالسيدة زينب بسيارة مفخخة أدى إلى وقوع إصابات وأضرار مادية. وأشار المصدر إلى إحباط محاولة تفجير سيارة مفخخة أمام حاجز اللجان الشعبية في مخيم فلسطين.
وفي دمشق أيضا، دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حييْ القدم وكفر سوسة بعد سقوط قذائف على أحياء الزاهرة والميدان ونهر عيشة في وسط العاصمة.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات في مدينة معرة النعمان الإستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون الشهر الماضي، وأشار المرصد إلى أن بعض الوحدات من القوات النظامية وصلت إلى مفرق تلمنس على الطريق الواصل بين دمشق وحلب.
وضع سيئ
إلى ذلك، أكدت الصحافية الأوكرانية إنخار كوتشنيفا -التي خطفها مقاتلون سوريون معارضون الشهر الفائت- أنها موجودة في حمص، وطالبت السلطات الأوكرانية والروسية والسورية بتلبية مطالب خاطفيها، بحسب شريط بث على الإنترنت.
ومن جهة أخرى، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها عاجزة عن مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسوريا. ووصفت الوضع بأنه سيئ للغاية، مشيرة إلى أن أعدادا كبيرة من السوريين لا يتلقون المساعدات اللازمة.
وقال رئيس الصليب الأحمر بيتر مورير إن الوضع الإنساني هناك يزداد سوءا، رغم أن اللجنة تعمل مع الهلال الأحمر السوري.