عقدت الجامعة العربية في القاهرة مساء السبت اجتماعا استثنائيا على مستوى وزراء الخارجية لبحث العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، حيث أكد المتحدثون ضرورة اتخاذ خطوات عملية، والتوافق على قرار يؤكد التضامن مع الشعب الفلسطيني، ويدفع المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع.
وناقش المجلس في اجتماعه برئاسة وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور رئيس الدورة الحالية للمجلس، تداعيات العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والاتصالات الجارية من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى وقفه.
ودعا منصور إلـى إلى قطع العلاقات ووقف عملية التطبيع مع "إسرائيل"، مطالبا الاتحاد الأوروبي بإصدار إدانته الصريحة للاعتداءات "الإسرائيلية".
وقال منصور في كلمته "يجب أن نثبت للعالم أن ما فعلته هذه الدولة المارقة في غزة لن يمر دون عقاب"، مشيرا إلى أن الأمة العربية تملك كل وسائل الضغط على "إسرائيل".
وأضاف:" الشعب الفلسطيني يريد من الجامعة وقفة شجاعة "تليق بمقاومته وكرامته وتعبر عن إمكانيات أمتنا"، مشددا على أن الأمة العربية "تملك كل وسائل الضغط على إسرائيل".
العدوان جريمة حرب
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إنه لا يمكن الاستمرار إلى الأبد في الوقوع في شرك ما تقدمه "إسرائيل" بشأن عملية السلام، كما لا يجوز أن تمر الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني كل يوم دون عقاب.
ووصف العربي العدوان "الإسرائيلي" الجاري حالياً على غزة بأنّه "جريمة حرب" لا ينبغي السكوت عليها، وقال إن العالم يعلم حقيقة أن لا سلام ولا أمن في كل المنطقة في ظل الاحتلال "الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية، ولكنّه يتجاهل ذلك أو يلتف حوله.
الصمت هو السبب
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن سكوت المجتمع الدولي هو الذي يشجع "إسرائيل" على المضي في عدوانها.
وإلى جانب إشادته بدور مصر ومساعيها لوقف العدوان والتوصل إلى تهدئة، طالب الوزير الفلسطيني بدعم الشعب عبر المشاريع وتقديم الدعم المالي، مع التأكيد على ضرورة توحيد صفوف كافة الفصائل.
مضيعة للوقت
بدوره، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن اجتماعات الجامعة العربية أصبحت مضيعة للمال العام وللوقت، وأضاف "إننا نحتاج إلى سياسة واضحة للتعامل مع قضية فلسطين".
وتابع:" نحن العرب ساعدنا للأسف في حصار إخواننا الفلسطينيين بغزة (..) إسرائيل ليست ذئاب بل هم نعاج".
كما دعا حمد بن جاسم وزراء الخارجية العرب إلى اعتماد الصراحة مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعدم إطلاق الوعود التي لا يمكن تحقيقها.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن بلاده لن تغلق معبر رفح وستقدم كل ما بوسعها لدعم غزة، داعيا العرب إلى اتخاذ إجراءات تاريخية فاعلة لنصرة الفلسطينيين وقال إن الشعوب تراقب ما سيخرج به اجتماع القاهرة.
ودعا وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إلى موقف عربي موحد، مشيرا إلى التغيير الحاصل في الدول العربية في ظل الربيع العربي والذي يستلزم مواقف أكثر حزما.
وقال إن هناك إرادة وعزيمة عربية للوقوف بجانب الفلسطينيين، مقترحا تكوين وفد من وزارء الخارجية العرب للانتقال إلى غزة ومعاينة الأمور عن كثب والتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين.
كما طالب المجتمعين باتخاذ موقف موحد لرفع الحصار عن القطاع، مشيرا إلى أن هناك قرارا سابقا صدر من الجامعة العربية لرفع الحصار "ونحن بحاجة لتفعيله".