قال وزير الخارجية المصري السابق، السفير محمد العرابي، إن الأزمة كانت فرصة لإعادة ترتيب الأوراق بعد القيادة المصرية الجديدة، وكانت التوقعات كثيرة من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة، ولكن الوضع الجديد أفرز نتيجة إيجابية للقيادة المصرية التي تم التأكد من أنها تمسك بالأوراق بصورة جيدة ولها موقف حقيقي من المفاوضات.
وأضاف في برنامج "الحدث المصري" الذي يقدمه محمود الورواري على "العربية"، أن أي صواريخ سيتم إطلاقها على المدن الإسرائيلية سيكون الرد الإسرائيلي عنيفاً، لأن الأشهر الثلاثة المقبلة هي أشهر انتخابات هناك، ولن يفرط نتنياهو في الانتخابات بسهولة.
وقال إن مصر لن تكون إحدى أدوات الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة، وهو ما حدث فعلياً منذ ثورة 25 يناير، وهناك رأي عام في مصر أصبح يضغط على القيادة والحكومة المصرية بقوة من أجل الالتزام بمساندة القضية الفلسطينية التي نجحت مصر في طرحها على أجندة العالم كله.
وأضاف أنه منذ وصول أوباما إلى سدة الحكم لم تتزحزح القضية الفلسطينية من مكانها، ونجحت مصر مؤخراً في وضع القضية على سلم الاهتمامات العالمية في كل دول العالم.
وأشار إلى أن مصر استعادت موقعها، ونجحت في إدارة الأزمة بحنكة شديدة، وأرسلت رسائل إيجابية حول نظرتها إلى السلام ومتطلبات السلام وأسس وقواعد هذا السلام.
وأكد أن القيادة الفلسطينية لديها إدراك جيد للتفاهمات المطلوبة، وأن هناك ضرورة ملحة للوصول إلى التوافق الفلسطيني الفلسطيني.
وشدد على أن الدور المصري القادم هو أن تضع الفصائل الفلسطينية على مائدة واحدة لتحقيق الترابط والتوحد في البيت الفلسطيني.وأضاف أن الرأي العام فرض رأيه في القضية الفلسطينية الأخيرة والهجوم الذي وقع على غزة، مشيراً إلى أنه بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي في انتخابات الرئاسة توقع العالم أجمع أن تتمكن الرئاسة المصرية من جذب حماس والسيطرة عليها وتوجيهها.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، النائب السابق بمجلس الشعب، الدكتور عمرو حمزاوي، إن ما تم الإعلان عنه من هدنة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل يجب أن نكون حذرين منه.
ونفى حمزاوي أن تكون حماس ممتنعة عن التفاوض مع إسرئيل، لأنها دائماً طرف في أي مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقال إن أحد المعايير الرئيسية للنجاح المصري في تلك الأزمة، هو إعادة التوحد بين الضفة الغربية وغزة، إضافة إلى الترتيبات الأمنية لفتح المعابر الخاصة بغزة.
وأضاف أن خالد مشعل أكد أن مصر هي الطرف الأساسي في القضية الفلسطينية، وهو ما حدث بنجاح تأمين غزة والبنية التحتية لها التي تم تدميرها في 2008.
وأكد حمزاوي أن القيادة المصرية نجحت في تغيير النظرة الأمريكية إلى مصر والتي أصبحت تراها باعتبارها الطرف المعني بالقضية الفلسطينية، وهي الطريق إلى القضية الفلسطينية.
وأضاف أن حماس تدرك أنها لا تتعامل مع جماعة الإخوان ولكن مع الدولة المصرية.
وقال إن الدور المصري كان حاسماً، وهناك رسالة مهمة تم توجيهها في تلك الأزمة إلى الداخل، وهي أن الاهتمام بغزة لا يكون على حساب قضايا الشعب الداخلية.