قائد الطوفان قائد الطوفان

أنفاق غزة تعود للعمل رغم الدمار

رفح- خاص بالرسالة نت

كان مشهد الدمار والخراب مذهل بالنسبة لأحمد صلاح عندما وصل إلى الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر لتفقد النفق الذي يعمل لصلاحه منذ خمس سنوات.

وسببت عشرات "القنابل الاهتزازية" التي ألقاها طيران الحرب الإسرائيلي تدمير هائل في عشرات الأنفاق الأرضية التي تمثل شريان حياة للفلسطينيين منذ تولي حركة حماس إدارة قطاع غزة في صيف العام 2007.  

وعادت الحياة إلى منطقة الشريط الحدودي بعد إعلان سريان التهدئة بين المقاومة الفلسطينية و(إسرائيل) مساء الأربعاء الماضي.

وذكرت تقارير عبرية اليوم الجمعة أن الجيش الإسرائيلي شن 140 غارة على الأنفاق في بلدة رفح أخر ثلاثة أيام من الحرب الجوية على غزة.

وعاش سكان منطقة الحياة حياة رحال يومي إذ كانوا يقضون ساعات النهار في منزلهم وينزحون في ساعات الليل عند أقاربهم بمختلف محافظات قطاع غزة.

وبعضهم يعمل في نزح الرمال بحثاً عن الأنفاق التي تضررت بفعل الغارات الإسرائيلية.

ودأبت (إسرائيل) على استهداف منطقة الشريط الحدود مع مصر البالغ 13 كيلو متر.

وتركزت عمليات القصف في الجانب الفلسطيني من الحدود.

وقال عمال إن العدوان دمر عشرات الأنفاق التي تنقل الإسمنت والوقود والغذاء إلى القطاع الساحلي المحاصر.

وقال مالكو أنفاق كانون يتفقدون الأضرار "سنعيد بنائها من جديد لأنها السبيل الوحيد أمامنا".

ومسك أحمد صلاح (27 عاماً) فأس وظل ينزح الرمال دون كلل حتى وصل إلى فوهة النفق التي ظل متماسكاً رغم شدة الغارات.

وقال مبتهجاً "إن نفقنا لم يتضرر مثل الآخرين".

وبدا عشرات من مالكي الأنفاق شاحبين من هول الضربات التي دمرت أنفاقهم بشكل كبير. وبعضهم استعان بعمال وحفارات من أجل نزح الرمال وبقايا القنابل التي سقطت على الحدود.

وخرج محمد قشطه بشاحنته العملاقة المحملة بالحصى من قرب بوابة صلاح ونصح زملاء له بالحذر عند الدخول نظراً للدمار الهائل الذي أصاب المكان.

وقال "الأنفاق التي نتعامل معها بدأت تعمل لأن القصف لم يصلها".

ويحتاج قطاع غزة لإمدادات غذائية وطبية وإنشائية بعد ثمانية أيام من الحرب الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي على القطاع وأسفرت عن استشهاد أكثر من 160 فلسطيني.

ورصد تقرير حقوقي فلسطيني، خسائر بشرية ومادية واسعة جراء العدوان الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدار 8 أيام على قطاع غزة.

وقال وائل حسان (21 عاما) "الأنفاق شريان حياة لسكان غزة نجلب من خلالها المواد الغذائية الوقود ومواد البناء.

وكان حسان ينزح الرمال من نفق تعرض لإصابة مباشرة وقال "لم نخرج للعمل في أيام العدوان خوفا على حياتنا لكننا الآن نعيد البناء"

وقال رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان  لـ "الرسالة نت" إن "ثلثي الأنفاق دمرت بفعل الغارات المجنونة".

وذكرت تقارير صحافية اليوم الجمعة إن المخابرات المصرية شرعت مع الحكومة الفلسطينية في غزة والجانب الإسرائيلي في بحث احتياجات قطاع غزة الواردة والصادرة من هناك.

وتظل الأنفاق المصدر الأساسي لواردات القطاع من كواد البناء والمحروقات في ظل الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال على غزة في  صيف العام 2007.  

البث المباشر