يُحكى أنَّ واويا تضور جوعاً فبلع منجلا فذهب مثلا "واوي بَلَعَ مِنجَل عند خَراه تسمع عِواه" فجوع الواوي نتنياهو وجوقته العارية للأصوات الانتخابية والاستعراض أغراهم بحرب غزة فكانوا كواويٍ لم يجد ما يُشبعه فبلع مِنجلاً وترقب العالم بأسره نهاية مخاض المنجل وتدخلت اميركا كمتخصص طب بواسير اليهود لاستخراج (إسرائيل) من المنجل فأنبت فيها خازوقاً دق ولم يقلع حتى ذهبت مثلاً " خازوقهم مما صنعت أيديهم وأيدي المؤمنين".
ليس في أدب السياسة ما يمنعنا أن نختار من قاموس الشماتة ومفردات الخوازيق والبواسير ما نتحدث به عن عمود الخيمة حين دق في نتنياهو فخرج من رأس بيرس عبر سلسلة مخزوقة من زعمائهم علَّنا نكون في بحبوحة فقه مِشية أبي دجانة التي يكرهها الله ورسوله إلا في موضع إغاظة الأعداء في معركة عمود الغيمة والخيمة.
و كأنِّي بـ(إسرائيل) كقريشِ أبي جهل تستفتح النصر فجاءها القتل وتستمطر الحجارة من السماء فجاءتها حجارة السجيل صواريخَ بعثية وليست عبثية يا محمود عباس وبعد أن خرجت بطراً ورئاء الناس في جيش قيل لا يقهر حتى تهابها ايران والعرب وابن رضا وترقص بعدها قيناتهم شالوم شالوم شالوم.
فلم تعد غزة تعيش مرحلة الصيد الثمين في مصطلح الاستغوال (الإسرائيلي) ولم تك تعطي الدَّنية في دينها ودخلت دائرة التحدي وقوة إن عدتم عادت حماسُ وأخواتُها ودخلت المقاومةُ نِدِّية التفاوض في ظاهرة لم يعش العرب والمسلمون عِزتَها منذ سِني مُراسلات الحسين مكماهون ومعاهدة سايكس بيكو ومفاوضات صائب ليفني. ودخلت المقاومة الفلسطينية مؤشرات البورصة وسوق النفط العالمي كي ترتفع أسعار الأسهم أو تنخفض حسب إرادة المقاومة في الهدنة في لحظات فركتُ فيها عيني كي أستيقظ من حلمي الجميل فوجدتُني لم أنم طرباً لخطاب محمد الضيف وارتفاع أسهم المقاومة في أدبار اليهود في بورصة ربِح فيها بيعُ أبي محمد الجعبري والشهداء.
ولم تعد (إسرائيل) تلك التي تصدرت عرش الشرق الأوسط منتصرةً على ستة جيوشٍ ليس منهم حماس والمقاومة الفلسطينية ولم تعد إن قالت كان قولها الفصل وإن ضربت كان ضربها القتل وقد أدخلتها المقاومة دائرة الدفاع عن النفس والاستجارة بمصر واميركا ومجلس الأمن لوقف القصف وأدخلت شعبها الملاجئ ومستشفيات الامراض النفسية ولم تعد تلك التي تهدد إيران ويتوسل لها العالم ألَّا تفعل.
ولم تعد الشعوب العربية تلك اللَّاهية بمباريات الكلاسيكو ورقصات شاكيرا وسخافات عادل إمام وقد استيقظت لتجد في غزة قولَ اللهِ: "... كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله والله مع الصابرين" ولتستكمل ربيعاً بُذر في غزة ونبت في تونس وأينع في مصر يكون زادَ كتائب الله في وعد الآخرة حاملةً منبر صلاح الدين.