قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: من لا يشكر الناس لا يشكر الله

مصطفى الصواف

انتهت جولة العدوان الأخيرة من قبل الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة والتي لن تكون الأخيرة وهذا يدفعنا للقول بأن العدو الصهيوني يعد العدة لجولة قادمة من الإرهاب الذي سيصبه على قطاع غزة؛ لأنه شعر أنه فقد كرامته ولم يحقق أهدافه، وهذا يدفعنا أن نؤكد على ضرورة أن نكثف من الإعداد والتدريب والتصنيع والإبداع كما كان في حجارة السجيل بل بشكل أفضل والعمل على امتلاك كل أدوات الدفاع عن النفس لو فكر الاحتلال بالعدوان وهو لن يتركه، حتى يكون رد المقاومة مؤثرا ومؤلما في العدو ومحققا قوة الردع كما حقق في هذا العدوان قوة الرعب.

 الحديث عن المقاومة وما قدمته من جهد كبير وعلى رأسهم كتائب القسام يحتاج إلى الكثير الكثير من الحديث لأن الحديث عن المقاومة يعني الحديث عن القوة والحديث عن التدريب والحديث عن التخطيط والإعداد عن التنظيم وحسن الإدارة في الميدان وعن حسن الأداء الإعلامي للمقاومة والذي كان فيه الثقة والصدق والوضوح والاختصار والموضوعية، إضافة إلى البيانات التي سجلت الحدث بالصوت والصورة ووثقته عبر البيانات المكتوبة وهذا ناتج عن الاهتمام بالإعلام واعتباره سلاحا من أسلحة المعركة والتي حقق فيها إعلام القسام والمقاومة نجاحات كبيرة وتمكن من اختراق وسائل إعلام العدو وإصابة الجبهة الداخلية وزعزعتها ما زاد الأمر تعقيدا وأربك الاحتلال وقادته.

الحكومة الفلسطينية بكل مكوناتها كانت حاضرة حضورا مشهودا وقامت بعملها وواجبها بمستوى عال جدا وبشكل ساعد على حماية الجبهة الداخلية وتماسكها وكان الحضور الإعلامي للحكومة والحركة بارزا في هذا الجولة وأخذ دورا واسعا في كشف إجرام العدو وبشاعة ما يقوم به وفي نفس الوقت شرح الواقع ووضع الناس في الحقيقة كاملة حتى يكون المجتمع مشاركا في تحمل المسئولية.

الحكومة راقبت كل الأوضاع المعيشية والحياتية والصحية والأمنية، وتمكنت الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية رغم تدمير مقراتها من الحفاظ على الأمن الداخلي وصيانته بل ساعدت في نجاح التعبئة للجبهة الداخلية ولم تغب الشرطة الفلسطينية عن الشارع ونجحت في ضبطه وكذلك بقية الأجهزة،  الأمن الداخلي، المباحث، وغيرها.

وزارة الصحة حقيقة كان بطلها الوزير الدكتور مفيد المخللاتي ومن حوله من طاقم عمل على مدار الساعة حتى أنني في لحظة من اللحظات أشفقت على هذا الرجل من حجم الضغوطات والإرهاق الناتج عن العمل والمتابعة لكل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بالواقع الصحي وزاد في ذلك هذا الحضور الواضح في استقبال الوفود واستثمار وجودهم خدمة للشعب الفلسطيني، فكانت إدارة سليمة وتوزيع المهام على الإخوة الأطباء بشكل واضح الأمر الذي أدى إلى التعامل الصحي السليم مع كل الحالات وبشكل حقق نجاحا عاليا في تقديم الخدمة والتعامل مع الحالات بحرفية ومهنية غير عادية، فكل الطواقم الطبية والتمريض والإسعاف والخدمات عملت كخلية نحل متكاملة ومتعاونة.

الأمر لم يقتصر على الصحة والداخلية بل هناك الكثير من الوزارات الخدماتية كوزارة الشئون الاجتماعية التي أعلنت حالة الطوارئ منذ اللحظة الأولى للعدوان وشكلت لجانا مختلفة في جميع المحافظات وتخصص فريق عمل كبير من الوزارة بالتعاون على اللجان المحلية وواصلت مديرياتها وباحثوها وموظفوها بالقيام بمهام الإغاثة السريعة وإحصاء الأضرار وتدبير أمر الأسر المختلفة التي تعرضت للقصف والتدمير وتدبير أمور اللجوء لهذه العائلات وكذلك توزيع المساعدات والمعونات المتعلقة بالإغاثة العاجلة رغم خطورة الأوضاع والاستهداف المجنون من قبل قوات الاحتلال لكل متحرك على الأرض.

كما نؤكد على الدور الايجابي الذي قامت به الحكومة والإشادة بما قامت رغم أنه واجب، ولكن تم أداء هذا الواجب بدرجة عالية من الدقة والمهنية والتخطيط؛ ولكن هذا لا يمنع أن نطالب الحكومة الفلسطينية بضرورة تشكيل لجنة تحقيق مسئولة وإيقاع العقاب المناسب للمخالفين للقانون، فنحن لم نكن في غابة أو في مجتمع بلا مؤسسات، صحيح أن العملاء أذاقونا الما كبيرا وساعدوا العدو على استهداف المجاهدين والمقاومين والقادة؛ ولكن في نفس الوقت ما تم من تصفيتهم وإعدامهم بهذه الطريقة هو مناف لقيمنا وشرائعنا ولا يتناسب مع أخلاقنا ومخالف للقانون، قتلتم العملاء، وان القتل خارج القانون وان صدر بحقهم قرار إعدام، كان من المفترض ألا يعدموا أمام الناس، وأن تلقى جثثهم في الشوارع ليسحلها الناس الغاضبون، حتى وان كانوا عملاء يستوجب قتلهم، كان الأولى أن يكون ذلك عبر المؤسسة، وألا يلقوا هكذا في الشوارع، بل الواجب تسليم جثثهم لوزارة الصحة حتى يقوم ذووهم بدفنهم بشكل لائق أو أن تقوم البلدية أو وزارة الأوقاف بهذه المهمة.

ختاما تحية وشكر إلى كل من ساهم بهذا النصر ولو بالدعاء إلى الله الذي كان له الفضل والمنة، ويسر للمجاهدين والمقاومين والحكومة أن تقوموا بواجباتهم على أكمل وجه وكان فارس هذه المعركة الحقيقة هو المواطن الصامد الحامي للمشروع الوطني.

البث المباشر