قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد العدوان.. شعبية حماس تجتاز الحدود

انصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" (الأرشيف)
انصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" (الأرشيف)

غزة - ياسمين ساق الله

"هدوء مقابل هدوء".. معادلة فرضتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عقب انتهاء التصعيد (الإسرائيلي) الأخير ضد قطاع غزة الذي أسفر عن انتصار فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس رغم 164 شهيدا وإصابة نحو 1200 جريح وتدمير مئات المنازل, ما يطرح تساؤلا عن مدى تأثير هذا الانتصار على شعبية حماس بالداخل والخارج وفي الضفة المحتلة.

وكانت مصادر (إسرائيلية) قد قالت إنه رغم أن الهجمات الجوية (الإسرائيلية) على غزة دمرت مباني حكومية ومخازن للأسلحة وخلفت 161 قتيلا فإن قيادة حركة (حماس) خرجت من هذه الحرب أقوى من أي وقت مضى.

الطريق الوحيدة

محللون سياسيون أكدوا أن المواجهة الأخيرة بين المقاومة والاحتلال (الإسرائيلي) رفعت شعبية حركة حماس في الداخل والخارج, موضحين أن حماس أثبتت للجميع أن المقاومة هي الطريق الوحيدة لتحرير فلسطين وليس نهج المفاوضات.

"

أبو شرخ: حماس رسخت ثقافة المقاومة بقوة 

"

واعتبر المحلل السياسي أسعد أبو شرخ انتصار المقاومة في العدوان انتصارا لكل شرائح للشعب الفلسطيني, مشيرا إلى أن شعبية حماس زادت أمام العالمين العربي والإسلامي بعد أن رسخت ثقافة المقاومة بقوة في مواجهتها الأخيرة مع الاحتلال.

واتفق المحلل السياسي د. عبد الستار قاسم مع أبو شرخ في أن شعبية المقاومة قد ارتفعت بعد إلحاقها الهزيمة بـ(إسرائيل) في موجة التصعيد الأخيرة بغزة، مشددا على أن المقاومة وتحديدا حركة حماس استطاعت أن تقنع الجميع بأن المقاومة هي الطريق الناجعة لتحرير الأرض.

وكان البروفسور شاؤول مشعال والباحث في السياسة العربية في جامعة (تل أبيب) قد قال إن "حماس" ظلت واقفة على أقدامها خلال المواجهة على مختلف الجبهات وانتصرت، "بل نجحت كذلك في تحويل غزة إلى بؤرة سياسية تتوجه إليها أنظار العالم كله بعد انتهاء عملية عمود السحاب وإبرام اتفاقية وقف إطلاق النار".

"

قاسم: شعبية المقاومة ارتفعت بعد إلحاقها الهزيمة بـ(إسرائيل) 

"

وأضاف مشعال: "حماس أرغمت (إسرائيل) على تقديم التنازلات ورسخت موقعها في الساحة الفلسطينية والعربية عامة", متابعا: "غزة تنسمت من جديد هواء العالم وشعبها يحتفل كأنه قام من جديد وهو يغمره الإيمان بأن (إسرائيل) لم تنجح بتركيعه وأخفقت في تحقيق أهدافها".

نهج المقاومة

وعاد أبو شرخ لينوه إلى أن انتصار حماس أدى إلى التفاف الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج حول إستراتيجيتها المستمدة من نهج المقاومة والدفاع عن الأرض والتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية, مضيفا: "حماس أحدثت نقطة تحول في طريق الصراع مع العدو وأثبتت أنه يمكن له أن يهزم وأن يلحق الأذى به".

وكانت الفرحة العارمة قد عمت مدن الضفة الغربية وقطاع غزة كافة، فقد شارك آلاف المواطنين الفلسطينيين في الوقفات التضامنية والمسيرات التي دعت لها حركة "حماس" في كل مكان احتفالا بنصر المقاومة في غزة.

لا أحد ينكر

محللو الإذاعة العبرية أكدوا بدورهم أن حماس انتصرت في المعركة التي خاضتها ضد (إسرائيل) منذ الأيام الأولى فيها وليس بخروجها بتهدئة تعطيها صبغة الانتصار، "فقد استطاعت إدخال ملايين (الإسرائيليين) إلى الملاجئ خصوصا في مدينة (تل أبيب)، كما فندت ادعاءات قادة الجيش الذين قالوا إنهم دمروا كل مخازن الأسلحة والصواريخ بعيدة المدى في اليومين الأولين للمعركة".

"

مشعال: حماس ظلت واقفة على أقدامها خلال المواجهة  

"

وهنا، ذكر المحلل أبو شرخ أن حماس كانت في مقدمة المواجهة مع (إسرائيل)، "وذلك لامتلاكها الإمكانات والخبرات الميدانية والتدريبات والمناورات، وهذا ما ثبت على الأرض خلال التصعيد الأخير".

 

أما قاسم فأوضح أن المواجهة الأخيرة مع (إسرائيل) ألقت بظلالها الإيجابية على شعبية حماس في قطاع غزة والخارج، مطالبا الحركة بالمحافظة على شعبيتها واستغلال قوتها وقدراتها التي  تمتلكها لمواصلة مسيرتها في الدفاع عن الوطن.

البث المباشر