البلدية تعمل على تنظيمه

سوق جباليا .. تسوق ممزوج بالوحل

جانب من سوق معسكر جباليا
جانب من سوق معسكر جباليا

جباليا - ديانا طبيل       

الوجوه تكاد تتشابه والأفواه لا تعرف إلا لغة الشراء والبيع ، الجميع يسير دون روية ، الروائح لا يمكن استيعابها والمشاهد يظن أن الجميع يضع يديه على أنفه خوفاً من أنفلونزا الخنازير ، أينما وضعت قدمك ستتسخ، في وحل أو خضروات متعفنة أو دماء أو بقايا جلود وعظام، أو بعض من قشور الأسماك، وتضطر لتبقي نفسك مكتوما طوال رحلة التسوق داخل سوق معسكر جباليا للاجئين .

انطباع

سوق معسكر جباليا يعتبر مركز التسوق الرئيسي لسكان المناطق المحيطة بدءا ببلدة بيت حانون ، وبلدة بيت لاهيا ومرورا بالقرية البدوية وانتهاء بأبراج مدينة زايد ، علاوة على جباليا. ورغم أهميته هذه إلا أنه يعاني من قلة الخدمات وانعدام مستوى النظافة وغياب الترتيب والمتابعة والرقابة سواء من المجلس البلدي أو من تجار السوق أنفسهم.

في احد شوارعه المتخصصة ببيع الدواجن واللحوم الطازجة والمجمدة يلفت نظرك مملكة الذباب التي تسيطر على الشارع، والروائح التي تزكم الأنوف والعقول لتدخل في غيبوبة طويلة من الاشمئزاز المتواصل ، في ذات اللحظة  وذات المكان قد تدخل انفك رائحة الشواء وكأنها تنازع الروائح الأخرى إليك ،حيث يقف بعض بائعي اللحوم أمام مواقد الفحم لشوي الكباب والشيش طاوق .

أم محمد " 50 عاما " تقول لـ " الرسالة " : منذ سنوات مضت و سوق المعسكر على هذه الشاكلة لا شيء يتغير النظافة منعدمة والروائح منفرة ، ورغم ذلك نحن مضطرون إلى المجيء إليه لشراء ما يلزمنا من خضار ولحوم وبضائع أخرى .

و تضيف أم محمد أتردد على السوق بشكل أسبوعي وأسير بشوارعه وأزقته شارع شارع لتلبية احتياجات منزلي ، وخلال هذه الزيارة الأسبوعية اتسخ وأسير فوق مخلفات البائعين من جلود وخضار فاسدة ودماء، لا احد يهتم فالجميع يرمي القاذورات تحت قدميه أو في الشوارع الفاصلة ما بين المحل والأخر، مطالبة بضرورة الاهتمام بنظافة المكان.

حدث ولا حرج

في حين يقول أبو حسن عودة " 61 عاما " من بلدة بيت حانون ، والذي يرتاد السوق بشكل شبه يومي أن معظم شوارع السوق تعاني من مشكلة النظافة، رغم أن السوق يقع في منطقة جغرافية مهمة ويربط كل بلدات الشمال في خدمات التسوق إلا أن القصور موجود سواء من المجلس البلدي أو من قبل آليات النظافة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين باعتبارها المسؤولة عن الخدمات لأهالي المخيمات .

ويضيف أسوء مناطق السوق تلك المتخصصة ببيع الدواجن واللحوم والأسماك والتي بالعادة تشهد إقبال شديد في ظل إهمال شديد من بائعي السوق ، أملاً أن يشهد السوق مشاريع ترميم وتنظيم وتنظيف على غرار أسواق مدينة غزة .

من جهته لم ينكر عصام علوان " 30 عاما " بائع في سوق الخضار منذ خمس سنوات مدى الإهمال الذي يعانيه السوق من سنوات مضت ، مشركاً الجميع في هذه المشكلة ابتداء من البائعين ومرورا بالمتسوقين وانتهاء بالجهات المسئولة ، فالبائع يترك كل ما لا يحتاجه أمامه ، وكذلك المواطن لا يتوانى في رمى القاذورات دون أدنى مسئولية ، مضيفاً السوق بجاحة إلى إعادة ترتيب وتنظيم وتقليص عدد البائعين خاصة أصحاب البسطات التي تفترش الأرض وتعيق المواطن والبائع أو تحديد مكان مخصص للبسطات كي يتمكن صاحب اى دكان داخل السوق من عرض بضاعته وتنظيف المكان بشكل يومي .

ويتابع على سبيل المثال يجلس أمام دكانتى بالعادة اثنتان من بائعات الخضار وبالتالي لا استطيع تنظيف المكان المحاذى لدكاني ، كونهن يتواجدن قبلي ويغادرن بعدى وللأسف يتركن بقايا الخضار المعطوبة والزائدة ويذهبن ، وحالي هذا مشابه لمعظم أصحاب الدكاكين بالسوق .

المواطن هو المسئول

 من جهته يحمل المهندس يوسف خلة مدير بلدية جباليا النزلة جزء كبير من مسئولية تدنى مستوى النظافة إلى المواطنين الموجودين داخل السوق سواء من أصحاب المحلات الرسمية أو البسطات العشوائية أو البسطات المتحركة إضافة إلى جمهور المتسوقين ، مرجعاً الخلل الحادثة إلى غياب التفافة المجتمعية تجاه النظافة والوعي بأهميتها .

وأوضح خلة أن سوق معسكر جباليا يخضع تقسيم خدماته بين وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين وبلدية جباليا النزلة ، موضحاً بأن كافة الإجراءات اللازمة لتنظيف السوق متوفرة من قبل البلدية ومن قبل " الوكالة " ، فيوجد داخل السوق حاويات كبيرة في أماكن متفرقة ، إضافة لوجود " شفتات " متواصلة من عمال النظافة وسيارات النقل ، لكن الأمر يخضع برمته لمزاج أصحاب المحلات ومدى حبهم للنظافة .

ويضيف طواقم البلدية لا تدخر جهداً من اجل رفع مستوى النظافة في السوق سواء من خلال وحدة الإرشاد والتوعية التي تقوم بتوعية المواطنين بضرورة الالتزام بالنظافة والترتيب أو من خلال المتابعة والرقابة وعقد المخالفات ، مضيفاً أن هناك وبشكل يومي مخالفات للكثير من أصحاب المحلات وخاصة أصحاب محلات الدواجن واللحوم المجمدة ، وهناك الكثير منهم استجاب لتعليمات البلدية ومنهم من يلتزم فترة ثم يعود إلى سابق عهده .

أما فيما يتعلق بترتيب السوق من أصحاب البسطات العشوائية فيقول خلة : " سوق معسكر جباليا يقدم خدمات التسوق لمنطقة الشمال بكاملها ولذا فعدد المحلات بصفة عامة غير كافي لتلبية احتياجاتهم فتأتي البسطات لسد بعض الثغرات بالإضافة إلى أن البلدية تنظر لأصحاب البسطات بعين الرحمة ، وتدرك وضع القطاع الذي يرزخ تحت الحصار لذا لا يمكن توقيفهم ومنعهم من جمع لقمة عيشهم إلا أننا نتابعهم بين فترة وأخرى بحيث لا يشكل وجودهم ضرراً على المواطن وأصحاب المحلات .

واستطرد قائلا: الأوضاع التي تعيشها البلديات بصفة عامة لا تمكنها من تزويد مصاريف خدماتها أو موظفيها وهذا أمر يأخذ بعين الاعتبار خاصة إذ عرفنا أن نشاط سوق معسكر جباليا وعدد المحلات أو البسطات زاد بنسبة مضاعفة عن ما كان عليه قبل أربعة سنوات من الآن.

 

البث المباشر