اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية بسلسة خروق لاتفاقية فض الاشتباك بين دمشق "وتل أبيب" في مرتفعات الجولان السوري المحتلة، ودعا البلدين لوقف النار عبر خط وقف إطلاق النار.
وفي تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي، قال "بان" إن الحوادث الأخيرة التي وقعت عبر خط وقف النار أظهرت الحاجة لجهود لوقف التدهور على الحدود بين البلدين مما يعرض للخطر اتفاقية فض الاشتباك التي وقعت في مايو/أيار 1974 والاستقرار في المنطقة التي تواجه أصلا تدهورا كبيرا منذ اندلاع الأحداث في سوريا قبل أكثر من عشرين شهرا.
وأعرب المسؤول الأممي عن قلقه من أن وجود عناصر من المعارضة المسلحة والعمليات العسكرية المستمرة من قبل القوات النظامية تؤدي إلى إشعال نزاع مسلح بين "إسرائيل" وسوريا، الأمر الذي سيكون له تداعيات كارثية على وضع المنطقة برمتها، مشددا على ضرورة عدم وجود أي تحركات عسكرية في "مناطق الفصل" بين الطرفين.
وحث نظام الرئيس بشار الأسد على وقف إرسال الجيش النظامي ونشر المعدات الثقيلة في المناطق المتنازع عليها. وأوصى بتمديد مهمة أكثر من ألف جندي من القوات الدولية لمراقبة الهدنة في مرتفعات الجولان المحتلة (أندوف) ستة أشهر إضافية تنتهي في الثلاثين من يونيو/حزيران 2013.
وتأسست الأندوف عام 1974 في أعقاب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 لمراقبة الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في المرتفعات التي احتلتها في حرب يونيو/حزيران 1967. وتوقفت المفاوضات بين الجانبين منذ فشل محادثات السلام غير المباشرة عام 2008، وفي هذا الشأن قال بان إن الأزمة السورية الحالية زادت تعقيدات كبيرة على جهود التوصل إلى اتفاقية سلام بين الطرفين.
حوادث متكررة
وكانت قافلة تابعة للأمم المتحدة قد تعرضت يوم الجمعة لإطلاق نار مجهول المصدر، لكن لم يصب أحد بجروح، وذلك بينما كانت تستعد لمغادرة مطار دمشق.
وكانت القافلة جزءا من قوة الأمم المتحدة المكلفة مراقبة فك الاشتباك، وقبل ذلك بيوم واحد أصيب جنديان نمساويان تابعان لهذه القوة بالرصاص أثناء توجه قافلتهما إلى مطار دمشق للعودة إلى النمسا.
وفي الأسبوع الماضي، أطلقت القوات "الإسرائيلية" قذائف مدفعية على سوريا في رد على عدد من الحوادث سقطت خلالها قذائف مورتر وأصابت رصاصات منشآت عسكرية ومدنية "إسرائيلية" في مرتفعات الجولان المحتلة.
وبحسب المسؤول عن الأمن في الأمم المتحدة في سوريا صابر مغال فإن الوضع يتغير بشكل كبير في البلد. وقال إن المخاطر تزداد بالنسبة للعاملين الإنسانيين بسبب العيارات النارية العشوائية والمواجهات بين أطراف النزاع.
وقتل ثمانية موظفين من الأمم المتحدة في سوريا منذ بدء الأزمة بحسب الوكالة التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة.
وحسب الوكالة فإن الأمم المتحدة تراجعت عن سلوك الطرقات من دمشق إلى حمص ومن حمص إلى حلب التي تعتبر خطيرة جدا، ومعظم التنقلات البرية الـ156 التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني هدفت إلى نقل موظفين إلى المطار أو إلى الحدود اللبنانية أو الأردنية.
الجزيرة نت