قائد الطوفان قائد الطوفان

أطفال غزة يتدربون على التمثيل ليصبحون قادة المستقبل

رام الله- وكالات- الرسالة نت

بدأ مسرح عشتار الفلسطيني، مشروعا جديدا في قطاع غزة لتدريب 36 طفلا غالبهم من الفتيات، على فنون التمثيل والكتابة المسرحية، غير أن، إيمان عون مديرة مسرح عشتار، قالت، إن الهدف من هذا المشروع أيضا هو خلق قيادات شابة، قادرة على التعبير عن الأمل في الحياة، على الرغم من الحرب والدمار.

واختار فريق تابع لعشتار يعمل في غزة الأطفال الـ36، من ضمن 80 طفلا تقدموا للالتحاق بالدورة التدريبية التي تستمر عاما كاملا، وبدأت هذا الشهر، ويشارك فيها مركز القطان في القطاع، وقالت عون، وهي ممثلة ومخرجة مسرحية: «إن 12 فتى و24 فتاة يتلقون تدريبات مكثفة على يد مسرحيين محترفين ومتخصصين في غزة، وعبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع رام الله».

ولجأ عشتار إلى الدائرة المغلقة لاستحالة الوصول إلى غزة، على الرغم من أن المسرح الذي أسس عام 1991 نشط كثيرا في القطاع قبل إغلاقه بشكل كامل، أمام فلسطينيي الضفة عام 2000.

ويتم تدريب الأطفال على تقنيات مسرح «المضطهَدين»، وهو مسرح، بحسب عون، أسسه البرازيلي أوغستو بوال، عام 1971 لمقاومة الاضطهاد في بلاده، ويقوم هذا النوع من المسرح على الحوار البناء وإشراك الجمهور في المسرح، وحثهم على التفاعل مع المشكلات المطروحة، ومشروع تدريب الأطفال هذا، يأتي ضمن مشروع دولي أكبر، يخص قطاع غزة، لم تكشف عون عن تفاصيله الآن.

بعد عام على الحرب على غزة، ترى عون أن أهل القطاع متعطشون إلى المسرح بشكل كبير يفوق اهتمام أهل الضفة الغربية، وتعزو عون السبب إلى شحّ البرامج الموجودة في غزة، والوضع المعيشي الصعب، بالإضافة إلى أن المسرح يعتبر فرصة للتفريغ والتغيير.

ولا يعني العدد الكبير للفتيات المشاركات في التدريب، أن المسرح في غزة لا يعاني من نقص العنصر النسوي، وقالت عون: «يوجد دائما في غزة فتيات أقل من عمر 16 للمسرح، أما بعد هذا العمر، فإنهن يفضلن الابتعاد بسبب تركيبة المجتمع التي تتغلب على خياراتهن الفردية».

وتجربة عون تقول، إن الغزيين يقبلون بأعداد كبيرة لحضور مسرحيات مختلفة، حتى وسط كل هذا الدمار والخراب، وأوضحت أن «الناس يجدون نوافذ في المسرح من أجل الأمل.. فالمسرح يعطي الناس أملا، ويترك مساحة مفتوحة أمام المخيلة، ويساعد الناس على التفكير والتفريغ ويسليهم».

ولا ترى عون أن تدريب الأطفال، الذين ربما لا يجد بعضهم مأوى، على التمثيل المسرحي، أحد أشكال الترف الزائد، وقالت «بعد عام سنصل بالأطفال إلى مرحلة يتحدثون فيها عن أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم».

وأضافت أن «المسرح الذي ندربه للأطفال، هو سيرة حياة، فالمسرح بالنسبة لنا مرآتنا الشخصية، ومرآة الحياة التي نعيشها، وأطفال غزة يجب أن يقفوا أمام المرآة».

ومن وجهة نظر عون، فإن الأطفال في غزة يعيشون، الآن، أصعب ما خلفته الحرب، «الموت الحي»، وأردفت تقول «الموت حيا، أقسى من الموت الطبيعي».

ولذلك يعمل مسرح عشتار أيضا على معالجة سيكولوجية الأطفال، من خلال اختصاصي نفسي، ومضت عون تقول «الموت يترك أثره في حياة الأطفال، ولذلك نحن نصنع من خلال المسرح قادة شبابيين.. نصع قادة المستقبل».

ويؤمن القائمون على مسرح عشتار، الذي حاز على عدة جوائز دولية، بأنه مسرح مبني على الفعل الإبداعي من أجل التغيير، ومن أهم ما عرض عليه مسرحية «أنا القدس» التي تعرض تاريخ القدس على مدار 5 آلاف عام، و«العشاء الأخير»، و«من تراب وأرجوان».

وعشتار هو أول مسرح يدرب أطفالا في فلسطين، منذ عام 1991، ومقر المسرح الرئيسي، هو القدس.

البث المباشر