قائمة الموقع

مقال: خذوني أقبّل يديها.. محبوبتي القسّام

2012-12-05T09:09:33+02:00
صورة من الارشيف

لم تمضِ ساعاتٌ على استشهاد القيادي في كتائب القسام محمود الجعبري رحمه الله تعالى، حتى كانت المستشفيات تغضّ بعشرات الجرحى والقتلى.. ظنّ البعضُ أنّها النهاية.. نهاية غزة.. بلغت القلوبُ الحناجرَ، التفَّ النّاسُ بغزة وخارجها حول شاشات التلفزة يرقبون "عامود السحاب".

امتصّ البطل الضّربة، قدّر ما حوله، فكر بالردِّ.. ثم تساقطت مئات الصواريخ على رؤوس الصهاينة، وصلت صواريخ المقاومة إلى تل الربيع والقدس.. حتى قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: حماس لا تعرف الله.. من يعرف الله لا يضرب القدس!

أو أنت تعرف الله يا عدو الله!.. بجرائمك ضدّ الإنسانية وقصف البيوت على ساكنيها كما فعلت بعائلة الدلو!

بعد أن كانت صواريخ المقاومة لا تعدو أن تصل المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.. تغيّرت المعادلة.. صارت الصواريخ تهدد خمسة ملايين إسرائيلي.. حتى أنّ يهودية تسكن في مستوطنة محاذية لقطاع غزة قالت: لقد سعدت بسقوط الصواريخ على تل أبيب حتى يذوقوا ما نذوقه من أعوام.

والله لقد شعرنا بالعزّة يا كتائب القسام، فالأمّة كانت تتوق للحظة نصر كهذه، فمع كل صاروخ يطير، قلوبنا فرحاً تطير، ومع كل طائرة تسقط، مهابة العدو تسقط، ومع كل جندي يقتل، روح الهزيمة في نفوسنا تقتل، ومع كل جندي يصاب، يذهب عنا المصاب (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون).

فلا تسألني عن محبوبتي فهي كتائب القسام.. رغم الدماء والخسائر انتصرت، فالشهادة ربح لا خسارة، ويا أمّي لا تحزني على طفلك فقد ارتقى شهيداً بإذن الله، ولمّا رأيت جريمة الدلو حزنت وتألمت لكن على اليأس اعتليت، فقلت:

أنا لستُ أحزنُ للشهيدِ وإن بكتْ .. عينانِ أو ناحتْ أمُّ الثّمانيَة

خنساءُ قولي بالعليمِ من الفتى .. إن عاشَ يوماً ثمّ ضمَّ الغوانيَ

أبكي على حاليْ وما ليْ ماليَ .. إن جاء موتٌ فلا أعُدُّ ثوانيَ

إن كتائب القسام قد غيرت المعادلة في موازين القوى، فهذه الصواريخ التي كان يسخر منها البعض، ويطلق عليها أوصافاً، ندعوه للنظر ماذا صنعت في حجارة السجيل.. فالصواريخ التي ضربت تل الربيع هي صناعة فلسطينية.. (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).

خذوني لكي أقبل يدي وقدمي كل جندي في كتائب القسام، خذوني إلى غزة كي أحييها، فقد وقفت تدافع عن الأمة جمعاء، مات الجعبري نعم، ولكن كتائب القسام ولاّدة، يموت قائد فتخرج قادة، وأقول يا جعبري راثياً:

فيهودُ تحفرُ قبرَها بشمالها .. فيمينُها قد شلّها القسّامْ

يا جعبريُ الحجُّ طهّرَ ذنبَهُ .. قد سُقتَهُ شاليطَ كالأغنامْ

يا ضيفُ يا زهّارُ يا كلّ الوَرَى .. النّصرُ لاحَ وتشهدُ الأيامْ

إن كتائب القسام أيها السادة لا تنزف دماً، ولكنها تتبرع بالدّم للأمّة، تساعدها على الشفاء والنهوض من ذلك السرير الذي طال رقادها فيه، وإنّ غزة العزة أيّها الأعزة تحب كتاب الله، وكتائب القسام خرجت من رحمها، عشرات آلاف الحفاظ لكتاب الله، تسير في شوارعها نهاراً تسمع آيات الله تتلى، وتسري على حدودها ليلاً ترى المرابطين في سبيل الله عز وجل..

هنيئا لكنّ أيتها الزوجات القائمات الصائمات القانتات زوجات عناصر كتائب القسام.. فخلف كل قسامي ذاتُ دين، ومما رسم البسمة على وجهي، أن أحدهم في إحدى ليالي الرباط، دعت امرأته أن يموت شهيدا، فصار إخوانه وأثناء الغارة يمازحونه ويدفعونه إلى الأمام، حتى تصيبه دعوة زوجه!

دعابة في وجه الموت.. ضحكات على فوهات المدافع... بسمات تحت قصف الطائرات.. والله إنها الحياة، (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه).

فلا أخفيكم سرّاً أيّها السادة.. أن قلبي بحبّ القسام هام، وأنا لا أطيق بعادها.. إن سمعت اسمها تأهبت ووجلت إجلال لها.. فهي حبيبتي وعشيقتي.. ولا استطيع أن أخفي حبي لها... فمن قرأ وجداني وسافر إلى محبوبتي، بالله، أن يهديها سلامي.

 

اخبار ذات صلة