لم تعد مراكز خدمات اللاجئين في مخيمات الضفة المحتلة مكتظة بالمراجعين والمستفيدين من خدماتها، كما لم تعد أكياس الطحين والأرز والسكر وغيرها من مواد غذائية وتموينية مدرجة في برامج الوكالة لتوزيعها على من ضاقت بهم حياة المخيمات.
وفي ظل السياسة التي تتبعها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من فصل لموظفيها وتقليص حاد في خدماتها المختلفة لا سيما الصحية منها، سادت حالة غضب وتوتر وترقب بين موظفي الوكالة، خاصة من يعملون بنظام العقود منذ سنوات، والذين يخشون فصلهم من عملهم بأية لحظة.
سياسة ظالمة
السيدة "س.خ" إحدى الموظفات في مكتب وكالة الغوث في نابلس تعمل بنظام العقود منذ أكثر من خمس سنوات، تقول لـ"الرسالة نت" :"من حقي أن يتم تثبيتي في وظيفتي وأن أحصل على كامل حقوقي كموظفة بشكل كامل لا أن يتم تمديد عملي بالعقود لسنوات طويلة".
وأشارت إلى أن الوكالة تمارس سياسة ظالمة بحق الموظفين غير المثبتين، مبينة أن الوكالة تصرف أموالا طائلة على الموظفين الأجانب في الوقت الذي تهدد فيه موظفي العقود بالطرد في أي وقت.
وتضيف :"هناك حالات إنسانية تأتي للمكتب ويتساءلون عن سبب توقف المساعدات، ففي المخيمات عائلات لا معيل لها، وكانت تعتمد على برنامج التشغيل "الطوارئ" وعلى المساعدات الغذائية".
وطالت تقليصات الخدمات كافة القطاعات الخدماتية الموجهة للاجئين، كان أبرزها في قطاع الصحة، وكانت أبرز تلك التقليصات خلال العام الجاري 2012، حيث قررت وقف الخدمات الصحية المتعلقة بعيادات الأسنان، وفصل الموظفين فيها، إضافة لوقف خدمات صحية أخرى عديدة.
ولم يكن القطاع التعليمي بمنأى عن تلك الممارسات، حيث قررت الوكالة خلال الشهور الأخيرة فصل 400 معلم ومعلمة من المدارس في مخيمات الداخل والخارج، ولا زالت تلوح بإمكانية فصل المزيد من الموظفين.
تخاذل السلطة
بدوره أعرب منسق لجان خدمات المخيمات في شمال الضفة المحتلة إبراهيم صقر عن قلقه إزاء السياسة التي تتبعها الأونروا منذ أكثر من عامين، موضحا أن الوكالة تنتهج سياسة تقليصات واسعة في مختلف القطاعات.
وقال صقر لـ "الرسالة نت" أن المبررات التي تسوقها الوكالة غير مقنعة أبدا، فهي تبرر فصل الموظفين وتقليص الخدمات لعدم وجود ميزانية كافية، بينما تقوم بالوقت نفسه بزيادة رواتب بعض المدراء الإداريين واستجلاب موظفين أجانب".
واستهجن صقر موقف السلطة وعدم تحركها للدفاع عن حقوق اللاجئين، معتبرا أن ذلك تخاذلا مع الأونروا.
وأضاف :"السلطة مطالبة بالوقوف لجانبنا، والضغط على الوكالة لوقف ممارساتها وتقليصاتها، وإعادة الموظفين المفصولين من أعمالهم".
مواصلة الاحتجاجات
وكانت اللجان الشعبية في مخيمات الضفة الغربية قد حذرت في بيان لها وصل "الرسالة نت" من تدهور الأوضاع العامة في مخيمات اللاجئين في حالة استمرار وكالة الغوث باتباع سياسة الترحيل للأزمة القائمة والمراهنة على الموقف الرسمي في التأثير على اللجان.
وأشارت اللجان إلى أنه لم يعد غريبا علينا موقف وكالة الغوث الرافض لإجراء حوار مباشر مع اللجان الشعبية بسبب اعتمادها على التقارير التي يرفعها مدراء الأقسام إلى مدير العمليات، والتي تتضمن استراتيجية المواجهة مع اللجان الشعبية وردود فعل الشارع والموقف الرسمي.
وهددت اللجان بأن صمتها لن يطول، وأنهم مستمرون بتنفيذ برنامج الفعاليات ليشمل في المرحلة القادمة مختلف برامج وكالة الغوث إضافة إلى فعاليات مركزية أخرى سوف تبدأ بتنفيذها بشكل متواصل.