قائد الطوفان قائد الطوفان

يحلم بأن يكون مثل الشهيد أحمد ياسين

المُقعد أمير.. يجسّم غزة بالـ" 3D MAX"

المقعد أمير
المقعد أمير

الرسالة نت – أحمد المدهون

قليلون هم أصحاب الهمة العالية التي لا تعترف بالظروف أو الصعوبات والحواجز التي تعرقل سير الإنسان نحو طموحه وهدفه المنشود.

فالكثير ما إذا تعرقل بأي مشكلة يقف ويبرر لنفسه التراجع والكسول، فكيف إن كان مقعدا أو من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

الشاب الفلسطيني أمير عنان أحد المقعدين– ذوي الاحتياجات الخاصة- نتيجة إصابته بمرض  "ضمور العضلات"، بدأ مؤخرا بتجسيم مباني قطاع غزة على خرائط جغرافية بالتصميم ثلاثي الأبعاد، ليقول للعالم أن غزة تعيش.

تجسيم القطاع

ويدرس أمير (21 عاما)  في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة، تخصص الوسائط المتعددة والتصميم، وهو الأمر الذي شجعه على مشروعه الجديد.

ويقول لـ" الرسالة نت" أن مشروعه يأتي لمحو الصورة الذهنية التي ارتسمت لدى بعض الناس خارج فلسطين بأن غزة عبارة عن دمار وخراب، مشيرا إلى أنه استطاع تجسيم 100 مبنى معماري في غزة خلال الثلاثة الشهور الأولى.

ويشعر أمير بامتعاض نتيجة نظرة بعض الناس بسلبية وإحباط لمشروعه ، مؤكدا أنه سيواصل العمل والتقدم لإنجاز شيء في حياته -حسب قوله-.

صعوبات حياتية

ويوضح أمير أنه يواجه صعوبات جمّة في حياته الطبيعية، منها عدم تأهيل المباني والشوارع لحركة الكراسي المدولبة، بالإضافة لعدم رصف العديد من شوارع القطاع.

ويبيّن الطالب الفلسطيني أن صعوده لشقته يتطلب في بعض الاحيان أكثر من نصف ساعة ، خصوصا إذا كان المصعد معطلا أو كانت الكهرباء منقطعة.


"Untitled-1"

وتفتقر الكثير من المباني الخاصة والرسمية الحكومية وبعض المستشفيات للمعايير التي تيسر دخول وحركة ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويطالب أمير بوضع بند في المباني العامة والعمارات السكنية لتوفير إمكانية الوصول للمقعدين.

تكاليف باهظة

وأبدى أمير امتعاضه من قلة عدد الباصات المؤهلة لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة ، رغم وصول عدد كبير منها إلى قطاع غزة عبر قوافل فك الحصار.

وبينما كان يجلس أمير على كرسيه المدولب، شدد على أن الاجهزة الطبية والكراسي ومسهلات حركة ذوي الاحتياجات الخاصة ليست كماليات بل ضرورة واجب توفيرها من الجهات المختصة.

ويوضح أمير بأنه يدفع أكثر من 500 شيكل شهريا لمواصلاته -على ندرتها-، لافتا إلى أنه يضطر إلى طلب سيارة أجرة من مكاتب التاكسيات للخروج إلى مشاويره.

وينشط أمير في مجال الإنترنت، وله مدونة خاصة يعبّر فيها عن خواطره، بالإضافة لصفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي تهدف لمناقشة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويدعو إلى تشجيع عمليات التحويل للخارج للعلاج عبر زرع الخلايا الجذعية ، مشيرا إلى أن عدد المصابين بضمور العضلات ليس بالكبير في قطاع غزة.

يذكر أن أمير شارك بمسابقة "مبادرون" التي أقامتها الجامعة الإسلامية ووصل للمراحل النهائية للمسابقة.

وفي تعقيبه على ذلك قال أمير " لنا عقولنا وقادرون على الإبداع، وأحلم بأن أكون كالشيخ أحمد ياسين الذي أحيا الأمة وهو يجلس على كرسيه".

هي همة عرف صاحبها طريقه وهدفه في حياة هو يعلم أنها لن تطول، لكنه أصر في ذات الوقت على المضي قدما بالتطور والتعلم وبابتسامة كانت رفيقته ولا زالت في حياته وحتى أثناء حديثه معنا.

البث المباشر