قائمة الموقع

مقال: فتح بحاجة إلى تثقيف وترتيب وإدارة

2013-01-07T09:42:40+02:00
مصطفى الصواف

انتهت انطلاقة فتح الثامنة والأربعين -والحمد الله- بسلام رغم الإصابات التي وقعت داخل ساحة المهرجان سواء نتيجة التدافع أو الاشتباك بين عناصر فتح المؤيدة للسيد أبو مازن أو تلك التابعة لمحمد دحلان القيادي المفصول من الحركة،  وذلك مرده إلى حكمة عالية من قبل قيادة فتح التي أنهت الاحتفال فور انتهاء كلمة أبو مازن التي أعقبها مباشرة استيلاء عناصر دحلان على المنصة لمنع استكمال فقرات الحفل رغم النداءات التي وجهت من قبل القائمين على الحفل.

من كان يعتقد أن جماهير حركة فتح ليس جماهير كبيرة أو أن الانقسام فيها اضعف جماهيريتها فهو خاطئ، ومن يعتقد أن هناك قوة يمكن لها أن تغيب جماهير فتح عن التعبير عن وقوفها وحبها إلى حركتها فهو أيضا خاطئ، فحركة فتح حركة قوية بعدد جماهيرها وهي مكون أساسي من نسيج المجتمع الفلسطيني؛ ولكن هذه القوة وهذه الجماهيرية لحركة فتح ينقصها قيادة حكيمة قادرة على إدارة هذه الجماهير وتوجيهها خدمة للقضية والوطن ودعما للوحدة الوطنية ورأب الصدع.

جماهير فتح بحاجة إلى تثقيف وترتيب وإدارة هي -مع الأسف- غائبة بفعل التناحر بين القيادات وبفعل أمور وقضايا أخرى تعلمها حركة فتح ولا تبحث عن حلول لها لا تكلف الكثير؛ ولكنها بحاجة إلى الجهد والإرادات وإنفاق المال في الوجه الصحيح الذي يعيد اللحمة لحركة فتح بدل المشاحنة والخلاف الضار.

كنت أتمنى أن تبقى قيادة فتح في الميدان رغم الفوضى وعدم التنظيم الذي افسد الاحتفال وأن تحاول الإمساك بزمام الأمور وان تكمل فرحة هذه الجماهير التي حضرت منذ الساعات الأولى من النهار وأن توصل رسالة الوحدة الفلسطينية من خلال البرنامج المعد للكلمات؛ ولكن يبدو أن جزءا من إفشال المهرجان هو منع حركة حماس من إلقاء كلمة لها في المهرجان وهذا مرده أن حركة فتح لم تهيء قواعدها لمثل هذا الفعل وهذه رسالة سلبية بحاجة إلى معالجة وجهد من قيادة فتح التي ليست على مستوى تحمل المسئولية إلى جانب حالة الانقسام في صفوفها.

إن كان هناك من ملاحظة على الصعيد الآخر فإن حركة حماس والحكومة في قطاع غزة كانت على قدر من المسئولية العالية وكانت واحدا من الأسباب الأساسية التي أنجحت المهرجان بزخم الحضور من خلال تسهيل كل الإجراءات على الأرض من قبل يوم الجمعة بأيام، وكانت التعليمات إلى الأجهزة الأمنية أن ابدوا كل ما يمكن أن يسهل وصول جماهير حركة فتح إلى مكان الحفل، بل طالبت عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية التجاوز عن محاولات الاستفزاز التي قد تحدث من بعض العناصر قبل يوم الاحتفال وفي يوم الاحتفال، فكان الجميع أمام التعليمات ملتزما رغم أن بعض العناصر حاولت استفزاز الشرطة والتلفظ بألفاظ نابية وترديد شعارات تسيء لحركة فتح وللشعب الفلسطيني قبل أن تسيء للشرطة أو لحماس.

ولكن السؤال: هل هذا الذي تم في غزة وهذه الخطوات التي قدمت وسهلت ورعت سيقابلها خطوات من محمود عباس حركة فتح في الضفة الغربية تعطي مؤشرات ايجابية بأننا نعيش مرحلة جديدة تؤسس لتطبيق اتفاق المصالحة في القاهرة وملحقه في الدوحة؟، وهل سنشهد خطوات حقيقية نحو تطبيق الاتفاق وإزالة آثار الانقسام على الأرض من ملاحقات واعتقالات واغلاقات وغيرها؟

كل هذا الذي نشاهده دون تلك الخطوات الحقيقية على الأرض واستمرار الرهان على طاولة المفاوضات والاستجابة للضغوطات الأمريكية والتهديدات (الإسرائيلية) والتي يمكن أن يُقفز عليها لو كان رهاننا على الشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته، وما نخشاه أن تبقى الأمور على حالها ويبقى الوضع يدور حول هذه التظاهرات دون خطوات حقيقية تؤسس لمرحلة الوحدة وإنهاء الانقسام.

وأضيف هنا مسألة في غاية الخطورة وهي الخطاب الموتور والتحريضي الذي صدر من قيادات حركة فتح في الضفة الغربية وعلى رأسهم صائب عريقات الذي هاجم حماس والحركة الإسلامية وكذلك فعل الناطقون باسمها وهذا مؤشر سلبي ويؤكد على غياب الإرادة الحقيقية والنوايا الصادقة.

اخبار ذات صلة