استقبل رئيس الوزراء الفلسطيني، إسماعيل هنية وفداً مصرياً رياضياً، برئاسة وزير الرياضة المصري العامري فاروق، يضم نحو 70 شخصية رياضية وإعلامية في المجال الرياضي، وأعضاء من مجلس الشورى المصري.
وعبر رئيس الوزراء عن سعادته الغامرة باستقبال رجالات مصر، ووصف الزيارة بالتاريخية، وأنها إعلان صريح مصري وعربي بكسر الحصار الرياضي المفروض على فلسطين وقطاع غزة.
وقال: "ليس غريباً على مصر أن تكون دوماً بالمقدمة، وأن تكون القائدة والرائدة والخطوة الأولى على طريق صناعة الأحداث الكبيرة، في كل جبهات الأمة العربية والإسلامية".
وأضاف هنية :"حتى في حرب الأيام الثمانية، أقول لإخواني في مصر أنتم شركاء في هذا النصر والعدو آذته المقاومة في غزة وتأذى من الموقف المصري قيادة وشعبا أثناء العدوان، فمصر كانت وفية لدورها وعمقها والتزاماتها وثورتها وشهدائها، وهي لن تسمح لليد الصهيونية أن تعبث بغزة خلال الحرب".
وتابع: "عندما نستقبل أي وفد عربي فنحن نشعر بالفرحة؛ لكن عندما نلتقي بوفد من مصر فإننا نلتقي مع أهلنا تاريخ واحد ومصير واحد، فمصر هي عاصمة القلوب العربية والخير التاريخي للأمة، فكلما كانت الأمة تتعرض لهجمات خارجية كانت مصر تهب لحماية الأمة، وكلما كانت فلسطين تقع تحت الاستعمار كانت تهب مصر لحماية والدفاع عن فلسطين ، وكان الجند المصري دوما يحرر فلسطين من الغزاة".
حاضنة الملفات
وقال رئيس الوزراء: "نحمد الله أن تكون أهم الملفات الفلسطينية وديعة عند مصر من حماية وصفقة وفاء الأحرار حتى تمت الصفقة بعد بصمود الشعب الفلسطيني والشراكة المصرية وليس فقط وساطة، وكانت مصر تشكل غطاء وسند للمفاوض الفلسطيني حتى تم تحرير 1047 من أحرار".
وأضاف "كما أن مصر تحمل ملف المصالحة الفلسطينية، وهنا نحن نعلن وهي رسالة للقيادة والشعب المصري الرسالة هي أن استعادة الوحدة الوطنية هو خيار استراتيجي، ولا بد من إنهاء الانقسام حتى يكون لنا حكومة واحدة وسلطة واحدة ومرجعية واحدة".
وأوضح أن الانقسام أمر طارئ لدى الشعب الفلسطيني، معبرا عن تقديره ودعمه الدور والجهد الكبير من مصر وعلى رأسها الرئيس المصري لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام.
وذكر هنية أن من بين الملفات الكبيرة التي تحملها مصر، إعادة الإعمار وإدخال المواد اللازمة لذلك.
وأشاد بالدعم المصري الذي يقوم على دعم صمود الشعب الفلسطيني، ومنع تفرد الاحتلال بفلسطين، ودعم حصول فلسطين على عضوية في الأمم المتحدة.
أمن مصر من أمن فلسطين
وأكد رئيس الوزراء أن غزة لن تكون إلا حاميا ومدافعا عن أمن مصر من شرقها لغربها، "ولا عيش للشعب الفلسطيني إلا على فلسطين، ولا دولة فلسطينية بغزة ولا دولة فلسطينية بدون غزة، فأمن مصر هو أمننا واستقرار مصر من استقرارنا وأمن حدود هو أمر مقدس، ولمصر سيادة كاملة على كل أراضيها وخاصة مصر وسيناء لن تكون إلا مصرية وستبقى للأبد مصرية وغزة جزء من فلسطين". وفق قوله.
من جهته؛ شكر وزير الرياضة المصري العامري فاروق رئيس الوزراء إسماعيل هنية والشعب الفلسطيني كافة على حفاوة الاستقبال، موضحا أن أهم أهداف الوفد هو كسر الحصار الرياضي عن دولة فلسطين، مبينا أن هناك رؤية واضحة لدعم الرياضة الفلسطينية.
وأكد أن الوفد يمثل كل أقطاب الرياضة المصرية وأنها تجمعت حول أهداف دعم الرياضة الفلسطينية، وأيضا باسم المكتب التنفيذي لوزراء الرياضة العرب الذي يرأسه وزير الرياضة المصري.
وقال الوزير فاروق :"ستشهد الأيام القليلة القادمة حضور منتخبات وفرق مصرية لتقوم ببطولات على أرض فلسطين، وأيضا سيتم استضافة الفرق والاتحادات الفلسطينية التدريبية وغيرها بمصر"، مشيرا إلى اللقاءات التي جرت خلال زيارة الوفد بين الاتحادات الفلسطينية والمصرية.
وأكد أنه سيتم تنظيم العديد من البطولات بين فلسطين ومصر حتى يتم كسر الحصار تماماً عن فلسطين، معبرا عن إدانته وإدانة مصر برمتها لاستهداف البنية التحتية للرياضة الفلسطينية.
في ختام اللقاء قدم دولته درع الانتصار في حجارة السجيل للوزير المصري العامري فاروق، الذي قدم بدوره درع شكر وتقدير لرئيس الوزراء.
وجرى تنظيم مباراة ودية بين العامري وهنية وتعادل فيها الطرفان 2-2، على ملعب اليرموك وسط مدينة غزة، الذي كان قد تعرض لقصف إسرائيلي أحدث دمارا كبيرا خلال العدوان الأخير على القطاع.
وتقدم المتضامنون المصريون بهدف السبق عن طريق الإعلامي الكبير أحمد شوبير, ليرد عليه رئيس الوزراء اسماعيل هنية بالتعادل لقدامى غزة من ضربة جزاء, قبل أن يضيف رمزي صالح الهدف الثاني للقدامى, وينتهي الشوط الأول بهدفين مقابل هدف لغزة.
وفي الشوط الثاني ظهر المصريون بشكل أفضل وهاجموا المرمى بضراوة عبر السريع سمير صبري الذي عدل النتيجة من تسديدة صاروخية سكنت حلق المرمى, وتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي (2-2).
أدار اللقاء تحكيميا زكي بارود للساحة, وساعده على الخطوط سعدي سنونو, وسعيد البحطيطي.
يشار إلى أن الوفد المصري سيغادر غزة مساء الأحد عائدا للقاهرة عبر معبر رفح.