قائد الطوفان قائد الطوفان

في ظل استمرار اختراق التهدئة

سحابة المواجهة تخيم على قطاع غزة

صورة من الارشيف
صورة من الارشيف

غزة- ياسمين ساق الله

رحلت سحابة العدوان (الإسرائيلي) على غزة بانقضاء حرب الايام الثمانية نهاية العام الماضي, ولكن لم ترحل معها مشاهد الخروقات التي يرتكبها الجيش (الإسرائيلي) بين الفينة والأخرى بحق المواطن الفلسطيني رغم الحديث عن وجود  تهدئة، ما يثير فضول البعض حول طبيعة ومصير المعركة القادمة بين المقاومة والاحتلال.

وتواصل قوات الاحتلال خرق اتفاق التهدئة المعلن مع فصائل المقاومة بوساطة مصرية الذي بدأ سريانه يوم 21 نوفمبر من العام الماضي، حيث استشهد عدد من المواطنين وأصيب عشرات آخرين برصاص قوات الاحتلال، بينما اعتقلت بحرية الاحتلال عشرات الصيادين من عرض بحر غزة.

جاهزة

المواجهة العسكرية مع الاحتلال على حدود قطاع غزة واردة على الأجندة الأمنية والعسكرية (الإسرائيلية)، لكن دون معرفة توقيتها لانشغال القيادة (الإسرائيلية) بالانتخابات وغيرها من القضايا الداخلية، في المقابل المقاومة الفلسطينية مستعدة وجاهزة لصد أي عدوان جديد على القطاع في المرحلة المقبلة.

الخبير العسكري واصف عريقات استبعد أن تشهد المرحلة المقبلة جولة قادمة لاسيما وأن (إسرائيل) تشهد معركة انتخابية في الأسبوع القادم، قائلا: (إسرائيل) لا تلتزم بأي اتفاقات لوقف اطلاق النار مع المقاومة في غزة وهذا متعارف عليه لدى الجميع فهي لا تلتزم وغير قادرة على ضبط نفسي من وقت لأخر عندما تريد أن تعتدي".

من جهته يقول الخبير الأمني ابراهيم حبيب:" المواجهة القادمة مع الاحتلال قادمة لا محال لكن لا أحد يدرك توقيتها كون الأجواء (الإسرائيلية) والدولية غير مهيأة في الوقت الحالي لانشغالاتهم الداخلية، لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك تخطيط واضح من قبل الجيش (الإسرائيلي) للمواجهة من جديد مع المقاومة في غزة ".

بين الفينة والأخرى تطلق المدفعية (الإسرائيلية) المتمركزة إلى الشرق من المنطقة الوسطى للقطاع عدة قذائف باتجاه منطقة المغازي وسط القطاع.

فصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد أن التهدئة المبرمة مع (إسرائيل) برعاية مصرية، لن تمنع المقاومة من الرد على خروقات الاحتلال المستمرة وجرائمه, منوهة الى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الانتهاكات (الإسرائيلية)، واخلال الاحتلال بشروط الاتفاق المبرم.

وذكرت في بيان صحفي أنها تحصي خروقات العدو لبنود التهدئة، مؤكدا أنها تزيد من فاتورة الحساب التي سيدفعها الاحتلال  وأنها على أتم الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي خيار قد يفكر في الاحتلال تنفيذه, محملة  كامل المسؤولية للاحتلال في حال انهارت التهدئة.

غير مستبعدة

ولم يستبعد وزير الحرب (الإسرائيلي) ايهود باراك الذي رافق نتنياهو أن تشن (إسرائيل) عملية عسكرية أخرى في القطاع, مؤكداً أن الكيان (الإسرائيلي) قد يواجه تحديات جساما سيؤدي سلاح الجو دورا فيها.

عريقات يؤكد أن (إسرائيل) لن توقف اعتداءاتها بحق الشعب الفلسطيني في غزة، مستدركا بالقول أنها لن تصل لمستوى العدوان الموسع الذي شهده القطاع في نوفمبر الماضي".

وأكد أن رئيس الوزراء (الإسرائيلي) يريد الذهاب إلى الانتخابات ولديه الضمانة الأمنية للمواطن (الإسرائيلي) ويتحقق ذلك بالعدوان اليومي على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

حبيب يرى أن الجيش (الإسرائيلي) يقف على أهب الاستعداد لأي مواجهة مرتقبة والتي ستكون أكثر عمقا وعنفا من المواجهة السابقة، مضيفا: "(إسرائيل) تبحث في هذه الآونة عن قوة ردع شديدة ما يتطلب اعدادا مختلفا عن المرحلة الماضية كي تكون قادرة على مواجهة المقاومة الفلسطينية خلال المواجهة القادمة التي أعتقد أن تكون بعد عام أو أكثر".

وتم بوجب اتفاق التهدئة المبرم بين المقاومة الفلسطينية (إسرائيل) عقب 8 أيام من العدوان، السماح للفلسطينيين بدخول حدود قطاع غزة، ووصول الصيادين مسافة 6 أميال في عرض البحر، إضافة لتخفيف الحصار المفروض على القطاع تدريجياً.

ذرائع واهية

وفي السياق، زعمت مصادر أمنية (إسرائيلية) أن حركة حماس تجري تدريبات على استخدام صواريخ طويلة المدى في مناطق المحررات المسماة "غوش قطيف" سابقا جنوب قطاع غزة.

وقالت المصادر العبرية:" إن حماس تبني قواعد الصواريخ مجددا بل وتدخل تحسينات على نظام هذه الصواريخ " ، مبينة أن (إسرائيل) قدمت أوراق احتجاج للمصريين على إجراء حماس لتجربة قامت من خلالها بإطلاق صاروخين مداهما عشرات الكيلو مترات, على حد زعمها.

وأكدت المصادر أن قوة حماس الصاروخية لم تتأثر من القصف (الإسرائيلي) وأنها استعادت تجميع قدراتها بوقت سريع ، مشيرة إلى أنها تقوم بتجميع أجزاء الصواريخ الإيرانية التي تهرب إليها بكل يسر وسهولة .

وحول ذلك يتفق الخبيران خلال حديثهما لـ"الرسالة" على أن (إسرائيل) تضع سيناريوهات واحتمالات المرحلة القادمة في حال حدوث أي مواجهة فتتذرع للعالم بحجج كي تقول بأنها مظلومة واعتداءها على الشعب الفلسطيني يأتي للدفاع عن أمنها ووجودها بالتالي تستجدي عواطف العالم وتسعى إلى تخفيف عزلتها الدولية ", مؤكدين أن المقاومة الفلسطينية مستعدة في أي لحظة للمواجهة القادمة مع الاحتلال.

وكان العدوان الأخير على غزة قد أسفر عن استشهاد ما يقارب 176 مواطنا ثلثهم من النساء والأطفال، وأصيب 1399 مواطن من بينهم 719 أطفال ونساء .

البث المباشر