قائد الطوفان قائد الطوفان

مبحوح كان «خطراً محدقاً وفورياً»

"إسرائيل" توسع ساحة المعركة.. و تغامر بالأمن العربي

باسم عبد الله أبو عطايا-الرسالة نت

التطبيع الثقافي والاقتصادي والسياسي مداخل "إسرائيل" لضرب الأمن القومي العربي من خلال النفاذ إلى قلب العواصم العربية بالشكل الرسمي ، فما زالت إسرائيل تهزأ  بالأمن القومي العربي لا بل بالنظام العربي برمته.

حادثة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ما زالت عالقة في الأذهان خاصة أنها جاءت في أوج علاقة حميمة بين النظام الرسمي الأردني وحكومة دولة الاحتلال ، التي لم تتوان للحظة في تنفيذ العملية ضاربة تلك العلاقة بعرض الحائط.

واليوم نتحدث عن عملية التصفية " للشهيد المبحوح " في دبي التي كانت تحتضن وزيرا صهيونيا في نفس الوقت "عوزى لاندو" وما رافقه من وفد امني وعسكري واستخباري.

صمت وفخر

كعادتها لا تعترف دولة الاحتلال بعمليات الاغتيال التي يقوم بها "الموساد" في  الخارج إلا بعد حين أو إذا انكشفت الجريمة واعتقل الفاعلون، لكن كعادته يترك " الموساد " خلفه رسالة واضحة للجهات المعنية مفادها : نحن قادرون على الوصول إلى أي مكان نريده ، الأثر الذي تركة المجرمون منفذو الاغتيال يدل بما لا يدع مجالا للشك على الجهة صاحبة الاختصاص والمصلحة في اغتيال الشهيد.

صحيفة " يدعوت احرونوت" العبرية تفاخرت بما أسمته انجازا جديدا للموساد كما في كل عملية اغتيال تنسب له.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية  وصفتها «بالمطلعة» قولها إنه «لو فتح ملف مبحوح في الاستخبارات لكان يمكن إثبات أنه يمكن تعريفه كـ«خطر محدق وفوري».

وحملت الصحيفة للمبحوح المسؤولية عن تجنيد الأموال لحركة حماس، وإبرام صفقات سلاح مع جهات مختلفة وإيصالها إلى وجهتها.

وقالت الصحيفة أن المبحوح أصبح الذراع الأيمن للمسئول المالي في حركة حماس الشهيد عز الدين خليل، وعملا معا على توثيق العلاقات مع إيران وتركيا ومع مسئولين في حزب الله في لبنان ، وبنيا علاقات مع جاليات مسلمة غنية في عدد من دول العالم.

وحسب الصحيفة، بعد اغتيال خليل عام 2004 في انفجار غامض في دمشق، تولى المبحوح قسما من صلاحياته، وعمل فيما بعد على تنظيم بعثات لتدريب مقاتلين فلسطينيين في إيران.

وتضيف الصحيفة أن المبحوح اعتاد على التوقف في دبي في طريقه إلى إيران التي كان من زياراتها ودول الخليج التي كان يهتم خلال تواجده فيها على تنظيم وصول قسم من شحنات السلاح.

كما تقول أنه كان يشارك في تجارب ومعارض لأسلحة جديدة في إيران. وتضيف أن قسما من الأسلحة يتم تطويرها في إيران وإنتاجها في سوريا وتجد طرقها بعد ذلك لقطاع غزة.

ورحبت عائلتا الجنديين الإسرائيليين "سعدون" و"سسبورتاس" باغتيال المبحوح، حيث أثنت على أجهزة الأمن الإسرائيلية، فيما أعرب رئيس بلدية عسقلان بني فاكنين عن رضاه على "تصفية الحساب" مع المبحوح. وقال فاكنين: "من ناحيتنا هذا إغلاق لدائرة، فطوال سنوات عانت أسرة الجنديين، ونحن نثني على الجيش الإسرائيلي وعلى قوى الأمن على عمليتها هذه".

لماذا اغتيل المبحوح

سؤال أجابت عليه صحيفة " يديعوت " التي اعتبرت أن هناك أسبابا كثيرة تجعل " إسرائيل " تقدم على اغتيال المبحوح وكشفت الصحيفة " أن الموساد يمتلك عددا من الأسباب لتصفية الشهيد محمود المبحوح أهمها أنه كان من مؤسسي الذراع العسكرية لحركة حماس، التي تعرف باسم كتائب القسام، خلال الانتفاضة الأولى.

وأضاف الكاتب رون بن يشاي، المعروف بسعة اطلاعه وعمق ضلوعه في أخبار المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية في تحليل نشرته الصحيفة:"

المبحوح كان شريكا فاعلا في التخطيط ومن ثم تنفيذ عمليتي خطف وقتل الجنديين الإسرائيليين آفي "سسبورتاس وإيلان سعدون " الذين تم أسرهما سنة 1989، عندما كانا متوجهين من معسكرهما إلى البيت".

وفي سنة 2001، اعتقلت الاستخبارات الإسرائيلية أحد المخططين للعمليتين، ويدعى عبد ربه أبو خوصة، وفي التحقيق معه عرفت أن له شريكا هو محمود المبحوح".

ويقول بن يشاي إن "الجيش الإسرائيلي والاستخبارات، ومنذ أن عرفا أن المبحوح كان شريكا في العملية، وهما يطاردانه، بالتعاون مع الموساد.

وقد تم تدمير بيته في غزة. وكاد يعتقل في إحدى المطاردات، فهرب إلى سيناء المصرية ومن هناك إلى ليبيا ثم إلى السودان. ثم استقر في دمشق، ليصبح مسئولا في لجنة التنسيق مع إيران، المسئولة عن تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة".

رسائل تحذير

ويقول بن يشاي "ليس من المستبعد أن تعتقد حماس أن لإسرائيل مصلحة في تصفيته، ليس فقط لكي تشوش على عمليات تهريب السلاح من إيران إلى قطاع غزة، بل من أجل توجيه رسالة تحذير إلى نشطاء حماس الذين يختطفون جلعاد شاليط (الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس)، وعلى رأسهم أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام في القطاع".

وأشار بن يشاى إلى أن أصابع الموساد كانت واضحة تماما في جريمة الاغتيال " فعوارض الموت من تصلب وتعفن الشرايين، التي ظهرت على جثة المبحوح، تشبه كثيرا العوارض التي ظهرت على جسد خالد مشعل (رئيس حركة حماس)، بعد محاولة اغتياله (بأيدي رجال الموساد سنة 1997 في العاصمة الأردنية عمان، والتي أغضبت الملك حسين في حينه فأجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يومها، على إرسال طبيب إسرائيلي مختص ليبطل مفعول السم الذي تم إدخاله إلى إذن مشعل)".

" داغان " قاتل محترف

وقد حظيت الأعوام الثمانية التي جلس خلالها "مائير داغان" على كرسي رئاسة الموساد، بتقديرات كبيرة، حتى أن مصر وصفته "بالسوبر مان".

وتُحافِظ إسرائيل من جانبها على السرية التامة، كما جرى في حوادث سابقة، حينما تم تصفية مسئولين في المنظمات "المُعادية لها" في الدول العربية، وكان الحدث الأبرز في السنوات الأخيرة هو تصفية "عماد مغنية" في فبراير 2008 في العاصمة السورية "دمشق".

وبعد ذلك بـ6 أشهر، تم تصفية ضابط اتصال بين سوريا وحزب الله "محمد سليمان"، والذي كان مستشارا أمنيا للرئيس السوري "بشار الأسد"، وكذلك عز الدين الشيخ خليل، الذي تم تفجير سيارته أيضا في سوريا، وغيره الكثير.

الجدير بالذكر أن "مائير دغان" –روسي الأصل- يقف على رأس الموساد، منذ 8 أعوام، ويبلغ من العمر 65 عاما، حيث تم تعيينه في عام 2002 على يد رئيس الحكومة آنذاك "أرئيل شارون"، وقد تم تجديد فترته مرتين في عهد أولمرت.

وعمل دغان خلال فترة ولايته على النهوض بالموساد، من خلال عمليات تنفيذية في الخارج، فضلا عن النشاطات الدبلوماسية والاستخبارية.

وكان دغان قد قَدِم لإسرائيل عندما كان في الخامسة من العمر، وبدأ خدمته العسكرية في لواء المظليين، وكان أحد القادة البارزين في قطاع غزة، كما عمل على رأس قوات العمليات في هيئة الأركان عام 1990، وكان برتبة عميد، وقد أُصيب مرتين خلال حياته العسكرية.

 

البث المباشر