قائد الطوفان قائد الطوفان

بأساليب وأشكال مختلفة تبرهن رغبتها في الحصار

لمصلحة من تهاجم فتح وفود التضامن مع غزة؟

احد الوفود التضامنية مع غزة
احد الوفود التضامنية مع غزة

الرسالة نت- فايز أيوب الشيخ

ليست المرة الأولى التي تُهاجم فيها حركة فتح والسلطة برام الله، الوفود المتضامنة مع قطاع غزة سواء الرسمية أو الشعبية التي تأتي من الدول العربية والإسلامية وحتى الأوروبية منها، فقد اعتادت مؤسسة الرئاسة وحكومة فياض التنديد بتلك الوفود بأساليب وأشكال مختلفة وبشكل يبرهن رغبتها في الإبقاء على الحصار مفروضاً على القطاع.

ومن جملة الاعتراضات التي كشفت السلطة فيها عن وجهها الحقيقي تجاه حصار غزة، فقد هاجمت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية في بيان شديد اللهجة زيارة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق، قائلة إنها "تعد مساساً بالتمثيل الفلسطيني، كما أنها تعزز الانقسام بشكل لا يخدم المصالح الفلسطينية!".

وكان رئيس الوزراء الماليزي أنهى- مساء الثلاثاء الماضي- زيارة استمرت يوماً واحداً إلى قطاع غزة، على رأس وفد رسمي رفيع، دعماً للقطاع وتضامنا معه.

ورد عبد الرزاق خلال كلمة له في ختام زيارته على استنكار "البعض" الذين عارضوا الزيارة، مؤكداً أن بلاده مع الوحدة الفلسطينية، وإلى جانب جهود إنهاء الانقسام السياسي المستمر منذ أكثر من ست سنوات.

وفي تناغم مع موقف السلطة برام الله، فقد عبر الكيان الصهيوني عن غضبه الشديد واستنكاره لزيارة الوفد الماليزي لغزة، مؤكداً أن الزيارة تعتبر دعماً مباشراً من المجتمع الدولي لأهالي القطاع ولحركة حماس.

مؤشر غير ايجابي

حركة حماس من جانبها، عبرت عن رفضها لانتقادات سلطة رام الله زيارة رئيس الوزراء الماليزي، وقالت على لسان المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري "إن تصريحات رئاسة السلطة التي استنكرت الزيارة غير مبررة"، مشدداً على أهمية هذه الزيارات إلى غزة في تعزيز صمود أهلها وكسر الحصار عنها.

"

رزقة: التنديد بالزيارات التضامنية يعبر عن الفشل السياسي والرؤية الغائبة

"

بدوره ثمن طاهر النونو، الناطق باسم الحكومة، الزيارة واعتبرها ثمرة لانتصار المقاومة.

وقال "إن الزيارة تأكيد على أن غزة ليست وحيدة وأن نصرها عز للأمة وهي تأكيد على العمق العربي والإسلامي ووقوف الأمة إلى جانب شعبنا"، مشدداً على أن التصريحات المنددة بالزيارة من رئاسة سلطة رام الله ضارة بالمصلحة الوطنية ومؤشر غير إيجابي للنوايا تجاه المصالحة.

وقال يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء في الإطار أن المعترضين على زيارة رئيس الوزراء الماليزي وزيارة أي مسئول كبير إلى قطاع غزة "ينظرون إلى الجانب الفارغ من الكوب ولا يعبرون عن ضمير الشعب الفلسطيني الذي يسعى إلى الوحدة والمصالحة".

وعبر لـ"الرسالة"عن اعتقاده بأن "الزيارة ايجابية لكل الشعب الفلسطيني وللقدس تحديدا وزيارة تحد للعدو الصهيوني "، مشيراً إلى أن تعهد رئيس الوزراء الماليزي بإعادة بناء مقر مجلس الوزراء الذي قصفه الاحتلال ودمره فيه "إشارة رمزية عن روح التحدي للجانب الصهيوني".

وشدد على أنه لا تأثيرات سلبية لهذه الزيارة على حالة الشعب الفلسطيني المنقسمة أصلاً وإنما هي ايجابية، عاداً أن التنديد والاستنكار لهذه الزيارة "يعبر عن الفشل السياسي والرؤية الغائبة لدى من هاجموا هده الزيارة".

 وأضاف "هؤلاء لا يعرفون طبيعة غزة ولا الواجب الوطني والأهداف الوطنية التي اجتمع عليها الشعب، ولذلك هم ينظرون إلى مصالحهم الشخصية ومواقعهم، فهم محصورون في الماضي ولايرون أن التاريخ بدأ يتغير وأن هناك أمور جديدة يجب أن يأخذوها في  الاعتبار"، وفق تعبيره.

الدعم المادي والسياسي

وبشأن الدعم المادي الماليزي فهو يخص الشعب الفلسطيني بكامله وهي مساعدات مازالت تعتبر رمزية،  فهي عبارة عن بناء مدرسة تقنية تحاول أن تجسد التجربة الماليزية في الرقي المهني ومنح دراسية لطلاب الشعب الفلسطيني(..) في النهاية هذا الدعم لصالح الشعب الفلسطيني سواء كان في المستوى المادي أو السياسي، كما قال رزقة.

"

محيسن: زيارة أي وفد بدون التنسيق مع الرئاسة وحكومة رام الله "غير مرحب به"

"

وعن الجانب السياسي للزيارة أوضح رزقة أن رئيس الوزراء الماليزي عاين الأضرار ونظر كيف دمرت (إسرائيل) المقرات والمنازل والجسور ليقوم بنقل ما رآه إلى المنتدى الاقتصادي العالمي وللدول التي تتنكر لحقوقه في أوروبا، وللشعب الماليزي بأن "الشعب الفلسطيني شعب عظيم وعلمنا الكثير"، وفق ما نقل رزقة.

فتح تهاجم الجميع

ومن وراء مؤسسة الرئاسة و"حكومة فياض" فإن حركة فتح قد تعدى انتقادها للوفود الرسمية والدبلوماسية التي تأتي غزة إلى حد مهاجمة الوفود التضامنية غير السياسية، كما حصل مع الوفد الرياضي المصري الأخير إلي جاء لمساندة الحركة الرياضية في غزة، علماً بأن قيادات من حركة فتح حضرت مراسم الاستقبال.

ويرى جمال محيسن عضو اللجنة المركزية للحركة في الإطار، "أن الوضع الطبيعي يقتضي عندما تكون هناك أي زيارة لأي حكومة أو وفد أو شخصية دبلوماسية إلى قطاع غزة، فإنه يجب التنسيق مع رئيس السلطة محمود عباس، معتبرا أن الزيارة تكرس الانقسام القائم".

وأشار محيسن إلى أن المواقف والإجراءات التي تتخذها الحكومة في رام الله "ليست بالضرورة تعبر عن فتح أو أن تكون قد اتخذتها الحركة أو مسئولة عنها"، لافتاً إلى أن رئيس الحكومة في رام الله وبعض الوزراء في الوزارات السيادية والخدماتية ليسوا من فتح.

الهدف إفشال حماس

أما النائب يونس الأسطل القيادي في حركة حماس فقد أوضح من جانبه، أن كل انجاز تحققه حركة حماس يغيظ الطرف الآخر، مستشهداً  بقوله تعالى "إن تمسسكُم حسنةٌ تسؤُهم  وإن تُصبكم سيئةٌ يفرحوا بها".

 وذكر الأسطل لـ"الرسالة" أن سلطة رام الله حريصة على إفشال حكومة غزة من خلال وسائلها في الإبقاء على الحصار مفروضاً على القطاع، عاداً قدوم الشخصيات الدبلوماسية والرسمية بهذا المستوى الرفيع وغيرها من الوفود التضامنية والشعبية "اعترافاً بالإنجاز الذي تحقق من خلال الصمود والمقاومة في غزة"، ومساهمة في كسر الحصار بوجوهه المختلفة بدرجة أكبر.

"

الأسطل: مجيء الوفود لغزة اعترافاً بالإنجاز الذي تحقق بالصمود والمقاومة

"

وحول ما إذا كان للسلطة هدف مادي في الهيمنة على المساعدات التي تجلبها بعض الوفود الزائرة إلى غزة يرى الأسطل أن السلطة لا تحتاج لذلك فهي تستلم من الدول المانحة وغيرها ما هو أكبر بكثير مما تحمله الوفود من مساعدات متواضعة.

ولكن أكبر سبب لهذا الغيظ -حسب رزقة- أن قدوم الوفود من كل حدبِ وصوب يمثل شرعية لحركة حماس على مستوى الأمة العربية والإسلامية وليس على مستوى الشعب الفلسطيني فقط.

البث المباشر