انطلقت مسيرات المعارضة المصرية عقب صلاة الجمعة من عدة مساجد بالقاهرة والجيزة لإحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير بالتظاهر في ميدان التحرير ومحيط القصر الجمهوري بالاتحادية.
ويطالب المشاركون في مظاهرات اليوم بالقصاص لشهداء الثورة، وإعادة المحاكمات في قضايا قتل المتظاهرين، وتطهير وزارة الداخلية، وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل، وإقالة النائب العام المستشار طلعت عبدالله، وتعديل المواد الخلافية في الدستور وإعادة صياغته، ووضع حدين أدنى وأقصى للأجور، وفرض رقابة على الأسعار، بينما يطالب البعض بإسقاط النظام.
ومن أبرز المشاركين في التظاهرات، جبهة الإنقاذ الوطني، التي تضم أحزاب (الدستور، والمصريين الأحرار، والوفد، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والمصري الديمقراطي الاجتماعي ،الاشتراكيين الثوريين...) بالإضافة إلى الجمعية الوطنية للتغيير، وحركة كفاية، وشباب من أجل العدالة والحرية واتحاد شباب ماسبيرو، واتحاد شباب الثورة وحركة 6 أبريل.
وفي الاسكندرية، رفع المتظاهرون شعار "جمعة الشلل"، لإحداث شلل في حركة المرور بمختلف أنحاء المحافظة، وإغلاق الشوارع والمداخل الرئيسية بها، وقطعوا طريق الكورنيش أمام مسجد القائد إبراهيم ما أدى إلى إصابة حركة المرور بالشلل التام، وتم تحويل مسارات السيارات إلى داخل المدينة.
تصاعد الاشتباكات
وأعلنت وزارة الصحة المصرية عن ارتفاع عدد مصابي الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بوسط القاهرة إلى 16 مصاباً.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، الدكتور أحمد عمر، في بيان صدر عقب صلاة الجمعة على وجود وفيات، كما يدعى بعض النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال عمر "لدينا 16 مصابا فقط تم نقل 15 منهم إلى مستشفى المنيرة العام ومصاب واحد إلى مستشفى المنيل الجامعي ولا يوجد وفيات حتى الآن ".
وكانت اشتباكات عنيفة قد تصاعدت فجر أمس بين المحتجين وقوات الشرطة، وتبادل العشرات من المتظاهرين وقوات الأمن المركزي بشارع الشيخ ريحان (أحد الشوارع المؤدية لميدان التحرير)، التراشق بالحجارة.
وأطلقت قوات الأمن صفارات الإنذار لمصفحات الأمن المركزي، قبل أن تطلق عدداً من قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين، ورد عليهم المتظاهرون بإطلاق زجاجات المولوتوف الحارقة.
الإسلاميون يمتنعون
وعلى الجانب الأخر، أعلنت أحزاب وقوى التيار الإسلامي عدم نزولها للميادين للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة وفى مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، والجبهة السلفية، وأحزاب الحرية والعدالة، والبناء والتنمية، والنور.
وأعلن حزب الحرية والعدالة(الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين) عن إحياء الذكرى الثانية للثورة بمبادرة "بناء وطن"، التي بدأت أمس بزراعة عدد ضخم من الأشجار وإطلاق حملة لتنظيف الشوارع وفتح عدداً من الأسواق الخيرية التي تبيع مستلزمات البيت المصري بسعر التكلفة.
من جانبهم، أعلن أنصار الشيخ "حازم صلاح أبو إسماعيل" وحزب "السلام والتنمية" الجهادي أنهم سيحتفلون بذكرى ثورة 25 يناير أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، للمطالبة بتطهير الإعلام متهمين الإعلاميين المحسوبين على النظام السابق بأنهم السبب الرئيسي في حالات الانقسام والاحتقان وسفك الدماء في الحياة المصرية.
وأكدت الجماعة الإسلامية وحزبها السياسي "البناء والتنمية "، أنها ترى أن الاحتفال بهذا اليوم واجب وطني، مشيرة إلى أن احتفالاتها ستقتصر على تنظيم الندوات والمؤتمرات في المحافظات، لأن انتخاب رئيسا للبلاد وإقرار دستورا انجازات يجب الاحتفال بها.