قائمة الموقع

حرية الفنان "العاروري" حبيسة الإنقسام!

2013-01-26T09:15:38+02:00
الفنان وجدي أنور العاروري(أرشيف)
غزة- محمد أبو حية- الرسالة نت

رسم أطفال الفنان التشكيلي المعتقل سياسيا وجدي أنور العاروري والدهم حراً على وقع الحديث عن المصالحة الفلسطينية آملين أن يتحرر قريبا !.

كابوس الاعتقال السياسي يلاحق أطفال العاروري كل ليلة, بيد أن والدته توفيت وهي ترقب عودة فلذة كبدها إلى حضنها.

ويعتقل العاروري 34 عاما في سجون السلطة برام الله منذ ثلاثة أعوام ونصف لانتمائه إلى حركة حماس ونشاطه الإعلامي والفني بالحركة.

درس في جامعة النجاح وهو من سكان بلدة "عارورة" بالضفة المحتلة ويعمل بالفن التشكيلي والتخطيط والرسم والتصميم.

في قاموس زوجة العاروري تفسَّر المصالحة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين كافة؛ ولا ترى أن أي خطوة تسبق تبييض السجون من الممكن أن تؤسس لوحدة حقيقية.

وقالت زوجة العاروري إن إنهاء ملف الاعتقال السياسي وضمان الحرية الكاملة للمعتقلين هو الرافعة الوحيدة لانتشال وحدة الفلسطينيين من مستنقع بالإنقسام.

وخضع العاروري للمحاكمة أمام محكمة عسكرية مطلع عام 2010 في انتهاك صارخ لحقوق المدنيين، وقضت بسجنه خمسة أعوام لانتمائه لحماس وعمله الإعلامي في صفوفها.

وأوضحت زوجته أنه حصل على قرار بالإفراج من محكمة العدل العليا، إلا أنه جهاز الإستخبارات العسكرية التابع للسلطة ضرب القرار بعرض الحائط.

أما والده المسن، أنور العاروري 66 عام، يحاول أن يسلك أي سبيل يشعر أن نهايته قد تؤدي للإفراج عن نجله إلا أنه يجد كثيرا من المطبات.

وقال: "إن ابني حكم عليه بالسجن خمسة أعوام قضى منها ثلاثة أعوام ونصف" مؤكدا أنه يسعى حاليا لدى محكمة العدل، لاستصدار قرار بالإفراج عنه بعد أن قضى ثلثي الحكم.

ولمع نجم العاروري في ظلام الإنقسام الفلسطيني فكان ينقل بريشته وقلمه ما تجده الضفة المحتلة من آلام الإنقسام، فتعرض للملاحقة الأمنية انتهاء بالإعتقال والمحاكمة.

تنهيدة الأب المبتلى، وهو يتحدث لـ"الرسالة نت" تحمل رسالة لا يستطيع أن يبوح بفحواها مكتفيا بالقول "وجدي يحمل هم وطنه ودينه، والأجدر بالسلطة أن تكرم أمثاله الشرفاء".

لم يُخفِ العاروري الأب ألمه وحسرته على رحيل زوجته وهي على أمل أن تحتضن ابنها المعتقل خارج أسوار السجن, مشيرا إلى أنها زارته قبل وفاتها بأيام.

واستطرد بالقول: "أصيبت والدته بوعكة صحية قبل الوفاة فنقلتها لأحد الأطباء برام الله, فمررنا من أمام السجن الذي يعتقل به وجدي فلوحت بيدها وألقت عليه التحية وتمتمت بكلمات الوداع".

ذاق المعتقل العاروري مرارة السجن والسجان لدى السلطة الفلسطينية و"اسرائيل" بعدما تبادلتا الأدوار في اعتقاله وتغييبه عن الأسرة والمجتمع.

وقضى خمسة أعوام في سجون الاحتلال "الاسرائيلي" إلا أنه يشعر بالألم أكثر لاعتقاله في سجون السلطة بحسب وصف والده.

وقالت زوجة العاروري "أنها تحاول جاهدة التخفيف من الآثار النفسية السلبية التي تعصف بأطفالها جراء غياب والدهم في سجون السلطة والاحتلال فسؤالهم عنه لا ينتهي".

ولدى العاروري ثلاثة أطفال هم: محمد ستة أعوام , وبراء خمسة أعوام, وملاك ثلاثة أعوام ونصف.

محمد، نجل المعتقل أكد لـ"الرسالة نت" أنه بحاجة لوالده واصفا اعتقاله بالخطأ؛ متمنيا أن يصحح تحت مظلة المصالحة.

وأضاف: "بابا اعتقل لأنه حماس!.. هي حماس تهمة؟.. لازم يطلع بابا من السجن ونلعب معه.. غلط يبقى بالسجن".

ملاك أصغر أطفال العاروري يساوي عمرها عمر ألم والدها بالسجون؛ فقد اعتقل بعد أن جاءت إلى الدنيا بأيام فترعرعت على سيرته وتعشق تقبيل صوره.

الطفلة ملاك كزهرة ذابلة لا تعود إليها الحياة إلا إن ارتوت من مناقب والدها كما تقول والدتها لـ"الرسالة نت" مؤكدة أنها تتوسل البقاء إلى جواره كلما زارته في سجنه.

أما براء، فيتمنى أن يصحبه والده إلى "روضته" برفقة شقيقته ملاك، التي غدت في صف "البستان" إلى جواره.

وقال براء: "رسمت بابا كبير لأنه حبيبي.. وان شاء الله برجع بالسلامة.. اعتقلوه لأنه حماس.. كل يوم بدور عليه متى راجع؟!".

سؤال الطفل براء عن موعد عودة أبيه يوجه لمن يرعى المصالحة, لأن إنهاء الإنقسام كما يقولون مرتبط بإعلان وفاة وتشييع الإعتقال السياسي.

اخبار ذات صلة