قائمة الموقع

أفلام الكرتون .. عندما يدس السم في العسل

2010-02-01T10:39:00+02:00
عندما يدس السم في العسل

غزة - ديانا طبيل      

راجت مؤخرا الأفلام الكرتونية الغربية المدبلجة باللغة العربية ، ولا يختلف اثنان أن رسالة هذه الافلام لا تنطبق بأى حال من الأحوال مع الرسالة المجتمعية الإسلامية التي تحاول مؤسسات التربية الأسرية في المجتمع الفلسطيينى تطبيقها بالترهيب والترغيب لتربية الأطفال في ظل الانفلات الفضائي على وجه العموم والانفتاح البرامجي الذي تعيشه قنوات الأطفال على وجه التحديد .

  تأثير سلبي

أم تيسير علوان " 33 عاماً " ، أم لطفلين أكبرهما في السابعة من عمره ، احد أهم هواياته مشاهدة قناة " mbc " للأطفال والتي تعرض على مدار الساعة رسوماً تقول:" طفلي "مدمن " على مشاهدة التلفاز، وخاصة أفلام الكرتون المترجمة بالعربية"، موضحة أن ذلك أثر سلبا على طفلها الذي بات يقلد كل ما يشاهده من الخيال.

وأضافت:" هذه  المسلسلات وان كانت لا تعدو أن تكون سوى  بعض من الصور الكرتونية إلا أن تأثيراتها كارثية على الأطفال"، لافتة إلى أنها تحاول قدر الإمكان منع أطفالها من مشاهدتها لأوقات طويلة.

في حين تنقل الطفلة حلا قديح " 10 سنوات " ما تشاهده عبر الأفلام والمسلسلات إلى حياة الواقع بطريقة طفولية لا تدل إلا عن تأثر سلبي وقوى لهذه الأفلام على حياة الطفلة كما تقول والدتها.

وتضيف الوالدة:" إن ابنتي حلا مولعة بمسلسل يسمى (الساحرات الصغيرات) وعلى الرغم من أن الفتيات في المسلسل الكرتوني يدافعن عن الخير، إلا أن ابنتي تقلدهن في الشجار وأفعال العنف اللواتي يقمن بها ضد الأشرار".

مشادات مستمرة

 وتلاحظ أم حلا أن ابنتها تقلد ما تشاهده في الأفلام الكرتونية كأن تختار ملابسها مشابهة لأحد الشخصيات أو الإصرار على أن تكون حقيبة مدرستها تحمل صورة معينة.

 في حين يرى حسام حمدان " 22 عاما " منشط ألعاب في احدى الجمعيات المهتمة بالأطفال:" إن هناك تأثرا واضحا من قبل الأطفال بأفلام الكرتون المدبلجة للعربية والمستوردة ، والتي تعكس عادات ومبادئ غير معتادين عليها في مجتمعاتنا، و تكمن خطورتها بتقليدهم لها وخاصة في مشاهد العنف"، مشيرا إلى أن أكثر المسلسلات الكرتونية تأثيرا في الأطفال هو "مسلسل يوغي"

تخبط وحيرة

من جانبها تشير الأخصائية الاجتماعية والنفسية عطاف العبسي إلى أن أفلام الكرتون بصفة عامة  والأفلام المدبلجة بالعربية بصفة خاصة من الممكن أن تكون خطيرة ، وخاصة أنها تتحدث بالعربية في حين صممت في مجتمع مغاير لمجتمعنا الشرقي، مبينة أنه في هذه الحالة يكون الطفل متلق سلبي لهذه القيم الجديدة ويحاول قدر الإمكان التعايش معها و الانغماس حسياً وفكرياً مع أحداثها.

وحول تأثير أفلام الكرتون على ثقافة الطفل الفلسطيني ، ترى العبسي أن هذه الأفلام  تجعل الطفل يتلقى القيم والأخلاق السلبية والايجابية في إطار بيئي جديد بعيدا عن بيئته وثقافة المحيطين به بلغة عربية واضحة وسلسلة، ما يؤدي إلى تخبطه وحيرته بين ما يتلقاه وبين حياته الواقعية.

وأردفت أن النمطية المتبعة في أفلام الكرتون تأتى كتبرير لأعمال العنف فيها ففي العادة  البطل هو الرجل المدافع عن الخير، مما يجعل الطفل راضياً عن العنف الذي يشاهده، ويشعر بأن هذا التصرف هو الصحيح لأنه  بالنهاية يدافع عن الخير خاصة إذا تم تصويره بصورة مضحكة، تظهر للطفل بأن العنف يحوي شيئا من المتعة.

وتؤكد  العبسي على أن هناك آثارا سلبية عدة، غير العنف وسوء الفهم للقيمة وتقليد الغرب فمن الممكن أن تصيب الطفل بحالة من الاغتراب والعجز عن  التفريق بين الخيالي المعروض  و الحقيقي المعاش ما يؤدي إلى آثار سلبية تابعة لهذا العجز خصوصاً إذا تحول بطل الفلم الكرتوني إلى قدوة للطفل .

وتعتقد الاخصائية الاجتماعية أن الحل للتخلص من الآثار السلبية لهذه الأفلام تأتى بتوجيه الأهل و رقابتهم فلكل فيلم كرتوني قيم معينة تختلف في درجة تناسبها مع الواقع ، لذلك يجب على الأهل عدم ترك الأطفال وحدهم يشاهدون التلفاز، وتوجيههم إلى القيم الإيجابية في المسلسل الكرتوني أثناء المشاهدة.

 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00