غزة- الرسالة.نت
استهجنت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني موافقة محمود عباس خلال لقائه الأخير مع المبعوث الأمريكي "جورج ميتشل" العودة إلى مسار المفاوضات العبثية مع حكومة الاحتلال بشكل غير مباشر عبر الوسيط الأمريكي، في الوقت الذي نُقلت عنه تصريحات أخرى تبدي موافقته على الاعتراف بيهودية دولة الكيان الصهيوني في إطار التوصل لحل نهائي مع الفلسطينيين".
وأدان لبيان صادر عن رئاسة التشريعي تلك التصريحات الخطيرة التي أطلقها عباس، واستهجن العودة الفجّة لمسار المفاوضات العبثية المستمرة منذ قرابة عقدين من الزمن دون نتيجة، وأكد على أن موافقة عباس العودة لمسار المفاوضات العبثية مع الاحتلال، وإن كان تحت زعم المفاوضات غير المباشرة عبر الوساطة الأمريكية، تشكل إخلالا وتنكرا لكل الوعود والعهود التي قطعها على نفسه بعدم العودة إلى المفاوضات دون تجميد الاستيطان بشكل كامل.
واعتبرت رئاسة التشريعي التصريحات مقدمة لعودة إلى المفاوضات المباشرة وإحياء مسار المفاوضات بشكل كامل، مؤكدا أن ذلك يدل أيما دلالة على مدى استلاب القرار السياسي السلطوي في رام الله وارتهانه للنوازع والمشيئة الإقليمية والدولية.
وبحسب رئاسة التشريعي فإن استعداد عباس للاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني يشكل إعداما بدم بارد لحقوقنا وثوابتنا الوطنية، وعلى رأسها قضية اللاجئين التي تشكل لبّ وجوهر الصراع مع الصهاينة، وتخلّيا تاما عن إخواننا في فلسطين المحتلة عام 48، مؤكدة أن ذلك يشكل تطورا بالغ الخطورة، ولا يمكن تمريره أو السكوت عليه بأي حال من الأحوال.
وأضاف البيان " إن هذه التطورات والتصريحات المقلقة تؤشر إلى طبخة تصفوية مشوهة يتم إعدادها وإنضاجها بصمت وراء الكواليس على حساب شعبنا وحقوقه وتطلعاته الوطنية، وهو ما يقتضي من كافة القوى السياسية الحية والفعاليات الوطنية والمجتمعية والقيادات والشخصيات الاعتبارية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، المبادرة إلى اتخاذ مواقف سريعة ومسؤولة لكبح الخطر الداهم الذي يتربص بقضيتنا الوطنية دوائر التصفية والتذويب" ، وأوضح أن وحدة الموقف والصف الشعبي، فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، كفيل بصدّ وإفشال أية محاولة لتسويغ التنازلات الخطيرة وطيّ ملف القضية الفلسطينية وتفريغها من مضامينها الحقيقية تحت عناوين التسوية المذلة والتعاطي مع الأمر الواقع المفروض.
ورأى التشريعي أنه كان الأولى بعباس الذي يحرص تماما على التجاوب مع الجهود الإقليمية والدولية لاستئناف المفاوضات وإعادة مسار العلاقة مع الاحتلال، أن يبادر للتجاوب مع كافة المبادرات التي تستهدف تحقيق المصالحة الوطنية، وإصلاح العلاقة مع أبناء شعبه، وأن يبتعد عن كل ما يباعد بينه وبين استعادة التوافق الداخلي، فلا معنى إطلاقا لانجرافه وراء جهود التسوية الفاشلة فيما يستنكف عن الالتقاء بأبناء شعبه، ويمتنع عن التجاوب مع دعوات حركة حماس الصادقة وعلى رأسها دعوة الأستاذ خالد مشعل لإبرام المصالحة وإنهاء الانقسام، مؤكدا أن الظروف والمناخات الوطنية باتت اليوم مهيأة بشكل كامل لتحقيق المصالحة وطيّ ملف الانقسام