قائد الطوفان قائد الطوفان

الريخاوي.. سابع منتصر بالأمعاء الخاوية

الأسير الريخاوي بعد الإفراج عنه
الأسير الريخاوي بعد الإفراج عنه

رفح- الرسالة نت "خاص"

تعلو علامات الإرهاق والتعب جبين المحرر أكرم الريخاوي، لكنه يصر على استقبال زائريه لأطول وقت ممكن، وشرح معاناة مئات الأسرى الذين تركهم خلفه في معتقلات الاحتلال (الاسرائيلي).

ووصل الريخاوي (40 عاماً) إلى مسقط رأسه في مدينة رفح جنوب قطاع غزة مساء الخميس، واحتضن أفراد عائلته وعمومته وظل بين مهنئيه لوقت متأخر من الليل يسرد حكايات الصمود والموت البطيء التي عاشها إبان فترة اعتقاله.

وكان الكثير من سكان مدينة رفح قد استقبلوا الأسير المحرر الريخاوي، عند وصوله إلى المدينة استقبال الأبطال ورفعوه على الأعناق، وأطلقوا الألعاب النارية في الهواء ابتهاجاً بانتصاره.

وأفرجت سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) عن الأسير الريخاوي قبل أربعة أشهر من انتهاء محكوميته؛ بسبب إضرابه المتواصل عن الطعام، الذي استمر أكثر من 120 يوماً.

ويعدّ الريخاوي سابع أسير تفرج عنه (إسرائيل) مقابل وقف الإضراب عن الطعام بعد حسن الصفدي وبلال ذياب، ومحمود السرسك،  وثائر حلاحلة، وعدنان خضر، وهناء الشلبي التي أبعدت من الضفة المحتلة إلى قطاع غزة.

وقال الرجل ذو اللحية الكثيفة السمراء: "إخواننا الأسرى يحتاجون إلى الكثير من العمل الجاد، خصوصاً المضربين عن الطعام الذين وصلوا إلى درجة الخطر الشديد".

وأضاف الريخاوي في حديثه لـ"الرسالة نت"، من داخل خيمة استقبال مهنئيه: "ما رأيته في عيون المهنئين وسام على صدري، لكن يجب علينا أن نفعل كل ما بوسعنا من أجل إخواننا خلف قضبان الاحتلال..".

وكان الريخاوي يردد أمام زائريه أن الأسرى يتوقون إلى لحظة إنهاء الانقسام وتوحد جميع الفصائل خلف برنامج المقاومة، الذي اعتبره "الضامن الرئيس لتحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال".

وتحقيق المصالحة يعدّ المطلب الأسمى للأسرى الذين تعرضوا لمعاملة سيئة، منذ وقوع أحداث الانقسام التي شهدها قطاع غزة في صيف 2007.

وأضاف الريخاوي "من المؤلم أن يصل حال شعبنا إلى هذا الحد ..، الانقسام هو اللعنة الكبرى التي تدمر كل يوم معنويات الأسرى".

وأوقف الريخاوي إضرابا عن الطعام استمر به مدة 104 يوما في 23 يوليو/تموز الماضي بعد توصله مع إدارة السجون (الإسرائيلية) إلى اتفاق يقضي بالإفراج عنه في الـ 25 يناير الماضي، بدلاً من 25 يونيو وفق ما كان مقررا بموجب فترة حكم اعتقاله الإداري.

إلا أن سلطات الاحتلال لم تلتزم بموعد الإفراج عن الريخاوي، فرد على ذلك بالعودة إلى الإضراب عن الطعام لبضعة أيام، قبل أن تقرر تلك إدارة السجون الإفراج عنه.

ويؤكد الريخاوي أن سلاح الجوع يعد أقوى وأطهر الأسلحة التي يمتلكها الأسير الفلسطيني في معركة مع السجان.

ويوضح أنه تعلم الصبر والصمود في معركته الأولى التي استمرت لأكثر من مئة يوم، وأنه عندما نقد اليهود الاتفاق معه قرر استخدام سلاح الجوع مرة آخرة، رغم تدهور وضعه الصحي.

والريخاوي مصاب بالسكر والضغط وضعف في النظر، وأصيب كذلك بجلطة خلال إضرابه عن الطعام العام الماضي، إضافة إلى مشاكل في الكلى وهشاشة في العظام وضمور في القلب.

وقالت ابنته ياسمين "لقد فقدنا الأمل في بعض الأحيان، لكن والدي اليوم بيننا الحمد لله والشكر لكل من ساندنا وساعدنا في هذه المحنة".

ولم يكن لدى زوجة التي ترتدي الخمار أي تعليق سوى أنها تعيش أسعد لحظات حياته منذ عودة الزوج إلى المنزل الذي انطفئ نورة منذ اعتقاله.

وكان جيش الاحتلال (الإسرائيلي) اعتقل الريخاوي في مطلع يونيو 2004، وهو في طريق عودته إلى منزله في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، وصدر حكماً بسجنه مدة 9 أعوام بتهمة الانتماء لحركة حماس. 

البث المباشر