كشف اللقاء الأخير للإطار القيادي المؤقت للفصائل الفلسطينية عن نقاط خلاف بعضها مرتبط بجوانب إجرائية يمكن التوافق بشأنها مستقبلا وأخرى تتعلق باختلافات جوهرية في البرامج السياسية المرتبطة بالثوابت الفلسطينية، فيما لا يزال الرئيس محمود عباس يستغل فصائل منظمة التحرير لتمرير قراراته رغم خطورتها على المستقبل الفلسطيني.
وفي هذا السياق اطلعت مصادر قريبة من لقاءات القاهرة "الرسالة" على أبرز نقاط الخلاف التي دارت خلف كواليس قاعة الحوار في فندق "فورمنت" بالقاهرة.
وتتلخص نقاط الخلاف في المحاور الرئيسية التالية:
- رغبة ابو مازن بإعادة فتح ورقة اتفاق القاهرة مجددا لتغيير بنود تتعلق بالقانون الانتخابي واصراره على اعتماد القانون النسبي للدائرة الواحدة للوطن بعد تراجعه عن الاتفاق السابق المقسم 75% نسبي و25% دوائر، الامر الذي رفضته حماس معتبرة ان اتفاق القاهرة للتطبيق وليس للحوار وان فتح الورقة، معتبرة ان ذلك استنزاف للوقت وتعطيل للحوار.
- اصرار الرئيس عباس على اقرار فصائل الاطار القيادي المؤقت بحل الدولتين واعتبار فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزة فقط.. وبحسب من حضر اللقاء -قال ابو مازن بوضوح: باقي الارض بالنسبة له هي (إسرائيل) وليس فلسطين.. ما اثار غضب الحضور خصوصا الجهاد الاسلامي وحماس اللتين ردتا بالتأكيد انه لا يملك احد التنازل عن شبر من فلسطين.
- تضمنت الديباجة المقدمة من الرئيس ادانته للمقاومة المسلحة بتأكيده على اعتماد المقاومة السلمية فقط ما اثار جدلا مع كل من حماس والجهاد اللتين اكدتا ان المقاومة بكل اشكالها حققت انتصارا في غزة وفرضت معادلة جديدة على الاحتلال، ما دفع ابو مازن بالتذكير انه لا يؤمن بالمقاومة المسلحة ولا يرى ان ما حدث في غزة يمكن اعتباره انتصارا.
- رفض الرئيس عباس تشكيل الحكومة قبل قدوم الرئيس الامريكي "باراك اوباما" لأنه لا يستطيع تحمل التداعيات السياسية لهذه الخطوة متسائلا: كيف اشكل حكومة فيها مؤيدون لحماس يكونون في استقبال الرئيس اوباما خلال زيارته لرام الله.
- الرئيس عباس يرى انه يجب تحديد موعد الانتخابات قبل تشكيل الحكومة بناء على المرسوم الرئاسي دون العودة للمجلس التشريعي فيما ترى حماس ان تحديد موعد الانتخابات يجب أن يتم بعد تشكيل حكومة التوافق.
وبناء على نقاط الخلاف هذه يبدو ان اللاعب الامريكي اعاد ترتيب اولويات الاجندة الفلسطينية مرة اخرى، فيما تسود مخاوف من تراجع ملف المصالحة في حال قررت الادارة الامريكية تحريك المياه الراكدة في مشروع التسوية
وامام معالجتها للصراع (الإسرائيلي) الفلسطيني الذي يبدو سرمدياً، تحظى إدارة أوباما الثانية بميزة تتمثل بانخفاض كبير للتوقعات المثيرة للسخرية، وذلك في تناقض واضح مع الإدارة الأولى-كما يرى ديفيد ماكوفسكي المحلل في معهد واشنطن-،ويضيف: لذلك فمن غير الواقعي أن نتوقع حدوث أي انفراجات مبكرة في هذه المعضلة. وعلى النقيض من ذلك، من المرجح أن تحظى القضية برمتها بأولوية منخفضة مقارنة بفترة أوباما الأولى.