لندن – الرسالة نت – وكالات
ذكرت مجلة إيكونوميست البريطانية أن بعض الدبلوماسيين الغربيين والمسؤولين الفلسطينيين يلمحون إلى أن رئيس حركة فتح محمود عباس وبمساعدة من الدول العربية مستعد للتنازل عن طلبه السابق بالتجميد الكامل للاستيطان والقبول بمحادثات غير مباشرة مع إسرائيل لإنقاذ ماء وجهه.
وأشارت في تقرير لها بعنوان "الرئيس الفلسطيني في ورطة" إلى أن هؤلاء الدبلوماسيين والمسؤولين الفلسطينيين يرون أن عباس لن يجد رئيسا أميركيا متعاطفا معه أكثر من الرئيس باراك أوباما، ناهيك عن أن سلطة فتح التي يترأسها تعتمد على المساعدات المالية الأميركية.
وأضافت أنه "لن يكون من السهل على عباس أن يتنازل عن مطلبه السابق بالتجميد الكامل للاستيطان بعد أشهر من إعلانه تمسكه بمطالبه، في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتردد في الموافقة على طلب الفلسطينيين تحديد مرجعية للتفاوض على القضايا الجوهرية، ومنها الاعتراف بالقدس عاصمة للدولتين.
وتابعت "لكن نتنياهو أقدم على زرع الأشجار في مستوطنة فيما كان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل في القدس، وكان ذلك أشبه برش الملح على جراح الفلسطينيين، ناهيك عن قول نتنياهو إن أي دولة فلسطينية ستكون مطوقة بالقوات الإسرائيلية بالكامل".
وأوضحت أن هناك القليل من الأوراق التي يمكن لعباس أن يلعبها بعد أن شعر بالإحراج من تراجع أوباما عن وعده بإقناع الإسرائيليين بتجميد كامل للاستيطان مقابل استئناف المفاوضات مع إسرائيل.
وزادت "وعلى أية حال، يبدو أن عباس ليس لديه إستراتيجية. ويسخر المتشككون في حركته فتح إضافة إلى منافسيه الأقوياء في حركة حماس من فشله في تحقيق تقدم ويدعون لاستبداله".
الخيارات البديلة
وذكرت المجلة أن بعض الوسطاء الأميركيين يبحثون عن بدائل إذا رفض عباس تغيير موقفه لفترة أطول. وقد كشفوا عن خطة يروج لها سلام فياض لمواصلة بناء دولة يمكن تقديمها حينها للاعتراف بها من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال عامين".
وأضافت "ولكن لن يخاطر كثير من الفلسطينيين بالاعتماد على مجلس الأمن الذي يملك فيه الأميركيون حق النقض للتصويت لصالح هذه الدولة. وإذا رفضها الأميركيون والأوروبيون سيبدو فياض مثل عباس".
عباس والقرضاوي
وقالت المجلة "إنه في الآونة الأخيرة دعا يوسف القرضاوي الواعظ البارز في جماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها حركة حماس إلى رجم عباس بسبب سعيه لتأجيل مناقشة الأمم المتحدة تقرير ريتشارد غولدستون بشأن الانتهاكات المزعومة من قبل القوات الإسرائيلية خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة قبل عام".
وأوضحت "أن السلطة الفلسطينية برئاسة عباس ردت على ذلك عن طريق تزيين الضفة الغربية بملصقات تظهر القرضاوي وهو يعانق اليهود الأرثوذكس المتشددين في اجتماعات حوار الأديان، مع تعليق يقول "القرضاوي يجتمع مع الإسرائيليين".
وختمت بالقول "والسلطة الفلسطينية ناجحة جدا في قمع حماس في الضفة الغربية، حيث إن الملصقات الساخرة التي ألصقت على الجدران التي تمتلئ بالخربشة عادة، ظلت كما هي دون أن تشوه. لكن هذا لن يساعد عباس في سعيه لإعادة إطلاق مفاوضات مفيدة مع إسرائيل".