قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: سياسة وقف الحال

عمرو منصور
عمرو منصور

عمرو منصور

بعد أن أعلن الدكتور محمد البرادعي عبر كتابه المقدس " تويتر" عن قراره بمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة في مصر، خرجت جبهة الانقاذ لتعلن اتفاقها على ما أوحى إلى سيدها البرادعي، ولتستمر في اتباع سياسة وقف الحال التي لم يجن من ورائها المصريون إلا الخراب.

 الجبهة التي فشلت في تقديم أي طرح سياسي أو اقتصادي بديل يساعد في نهوض البلاد من عثرتها، وتدرك مدى هشاشة تحالفها، وعدم وجود رصيد شعبي لديها يمكنها من المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة لتقود على الأقل المعارضة، لجأت إلى أن تواري سوءتها السياسية، بمواصلة مقاطعة كل خطوة تدفع البلاد نحو الاستقرار، وتقديم الغطاء السياسي والدعم المادي الخفي لعمليات البلطجة المقنعة تحت دعاوى محاولة فرض عصيان مدنى إجباري على المواطنين لإسقاط النظام.

جبهة الانقاذ وأيقونتها البرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام، لم يفكرا يوماً أن ينتفضا للمواطن البسيط الذى يصرخ من ارتفاع الأسعار بسبب خسائر البورصة المتوالية، نتيجة لأعمال الشغب المسماة زوراً بالمظاهرات السلمية، ولم تهتم الجبهة بعشرات المصانع التي تغلق وآلاف العمال الذين يفقدون وظائفهم بسبب اضطراب الأمن، ولم تسأل الجبهة ما ذنب عسكري الأمن المركزي الذى يحرق بالمولوتوف على يد بلطجية وشباب مغيب، لا لشئ سوى أن هذا العسكري قرر القيام بواجبه الوطني في الدفاع عن مؤسسات الدولة.

فأي عصيان مدنى هذا الذى يفرض بقوة السلاح وأعمال البلطجة والحرق وتحطيم المحلات والسيارات والتحرش بالنساء! وأي دولة تلك التي يكون لها مستقبل، وبعض ممن يزعمون أنهم أبنائها يدمرون حاضرها!

كل ذلك لا يعنى الجبهة والبرادعي في شئ، فلينهر الاقتصاد وليجوع الملايين، وليخرب كل شبر في أرض مصر، المهم أن تصل للسلطة حتى لو طبق عليها المثل المصري "خربها وقعد على تلها". وليس غريباً على البرادعي والجبهة وإعلامهم أن يكذبوا ويختلقون أفعال تهدد أمن مصر ونسبها لحركة حماس ويجعلون من قطاع غزة الشيطان الأكبر، فالرجل الذى أدان إنكار الهولوكوست ولم يفكر في زيارة غزة أو يدعم القضية الفلسطينية في أي موقف، يشعر بالسعادة وهو يرى ضعف اقتصاد بلاده وارتفاع الأسعار فيها، لأن ذلك سيعنى تلقائياً ارتفاع أسعار السلع المصدرة من مصر لغزة، والتي هي محدودة الكمية بالأساس، ويطير فرحاً لأى مشكلة أمنية بسيناء لأنها تعنى استمرار عدم الاستقرار وأيضاً مزيداً من الحصار الاقتصادي على غزة بإغلاق المعبر والأنفاق.. جبهة الانقاذ أعلنتها مدوية .. أنا أو الخراب.

البث المباشر