سلوكيات بحاجة إلى تدخلات باتت تنتشر على بعض الطرقات وفي أماكن التجمعات للشباب والشابات لا تتناسب مع ديننا وأخلاقنا وهدي نبينا صلى الله عليه وسلم، أماكن الترفيه في قطاعنا الحبيب قليلة ومكتظة بالرواد والسبب معلوم كثافة سكانية وقلة أماكن تمثل متنفسات للأقفاص التي بتنا نعيش فيها والمسماة شقق، يخرج فيها الرجل وزوجه بأطفاله ليجدوا ما يلهون به أو يتدربون على السير الطويل نسبيا، الآمن والبعيد عن حركة السيارات وازدحامها المروري الذي بحاجة إلى معالجة مختلفة في مقال لاحق.
سأضرب مثالا في متنزه (برشلونة) الذي يشكل متنفسا لمنطقة باتت مكتظة بالسكان ويكاد الوحيد الذي يخدم منطقة سكنية كبيرة وقريبة من مناطق سكنية أخرى، هذا المتنزه بات اليوم يشكل أزمة أخلاقية وسلوكية لو تجذرت ستكون خطيرة ما لم يتم التدخل السريع من قبل الجهات المسئولة وخاصة وزارة الداخلية بأجهزتها المختلفة من باحث وشرطة لضبط الحالة الأمنية خاصة بعد تزايد عمليات الاعتداء بين الشبان بالأسلحة البيضاء وعمليات التحرش سواء بين الشبان وبعضهم البعض، أو قيام بعض الشبان بمعاكسة النساء والفتيات، وترديد الألفاظ النابية وقد يصل الأمر أن يتم التعدي على الذات الإلهية وخدش الأخلاق والذوق العام والحياء.
منطقة برشلونة يوجد بالقرب منها أيضا عدد من مدارس البنات الثانوية ولوحظ انتشار ظاهرة تجمع الشباب المراهق ومعاكسة الفتيات عند خروجهم بعد نهاية الدوام اليومي الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات الأمنية وبحزم في معالجة هذه الحالات قبل أن تستفحل وتتحول إلى ظاهرة قد تؤدي إلى وقوع إشكاليات بين العائلات والتي يترتب عليها فساد مجتمعي.
الأمر ليس مقصورا على منطقة (برشلونة) بل هذه الإشكالية متكررة في أكثر من منطقة وخاصة مناطق تجمع الناس في الجندي المجهول أو شارع عمر المختار في منطقة الرمال وهذا في كثير من المناطق المختلفة، فالشكوى عامة وليست محدودة في منطقة دون غيرها من الأماكن الأمر الذي يتطلب تدخل ولي الأمر الذي لديه قدرة الجزر واستخدام القوة بأي شكل كانت هذه القوة ولا بد من التدخل وإلا سنكون أمام ظاهرة خطيرة قد تضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
وأمام هذه الوضع الذي نستشعره ونخشى أن يتحول إلى ظاهرة عندها تكون المعالجة أصعب، لذلك المسئولية الأولى تقع على وزارة الداخلية لفرض النظام وضرورة الضرب بيد من حديد ضد من يقوم بهذه الأفعال المشينة والغريبة عن أخلاقياتنا وديننا، إلى جانب المعالجة الأمنية يجب ان تتحمل كل من وزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم دورهما في التوعية والإرشاد من خلال خطب الجمعة أو دروس الوعظ والإرشاد، وان تقوم وزارة التربية والتعليم بحملة داخل المدارس وخاصة الثانوية وزيادة جرعة التوعية والنصح.
أولياء الأمور يجب ألا يغيبوا أنفسهم وألا يتركوا للأبناء الحبل على الغارب دون مراقبة لسلوكهم ومتابعة سلوكهم ومقتنياتهم والسؤال عنهم عند التأخير ومتابعتهم في مدارسهم وأصدقائهم، فالمسئولية جماعية لا تتوقف عند طرف دون طرف، الموضوع بحاجة إلى وقفة جادة وإعادة تقييم للوضع الأخلاقي وإيجاد الحلول المناسبة.
وسائل الإعلام أيضا يقع عليها دور كبير في هذا الأمر وعليها القيام بدورها المساعد لكل الجهات المسئولة من خلال محاربة السلوكيات الخاطئة وتبيان مخاطرها واستنباط الحلول العملية والسريعة وبحث أسباب هذه السلوكيات ومحاولة خلق حوار بين الشباب ومشاركتهم في البحث عن حل، الإعلام ومع كل أسف غائب ولا يقوم بدوره بالشكل المطلوب في التوعية والإرشاد وتفعيل القضايا الشبابية والمجتمعية والسلوكية.
مقال: سلوكيات سيئة بحاجة إلى معالجة كلية
مصطفى الصواف