قائد الطوفان قائد الطوفان

"بيت صفافا".. مصير بلدة معلق بـ"شارع" !

مظاهرات في بلدة بيت صفافا
مظاهرات في بلدة بيت صفافا

الرسالة نت- لمراسلتنا

على قطعة خلابة من الأرض المقدسية تتربع بلدة بيت صفافا، وكل ما يتعلق بالهوية الفلسطينية يمكن أن يُرى على أراضيها التي تحاول التحرر من مخالب العنصرية "الإسرائيلية".

ولا تتمثل تلك العنصرية إلا بمحاولاتٍ لسرقة المخزون الفلسطيني الأصيل المتناثر بين منازل البلدة، فتحول الحقد إلى عمليات نهب في وضح النهار لمئات الدونمات التابعة لأهالي البلدة، كل ذلك لأجل شق شوارع تخدم المستوطنين وتوفر لهم أقصى درجات الرفاهية.

ويحمل الشارع الجديد الذي تنوي سلطات الاحتلال شقه على أراضي البلدة اسم 4، وهي أرقام أبدلها الاحتلال مكان أسماء عريقة لشوارع ومناطق فلسطينية.

ويقول عبد الكريم لافي من اللجنة الشعبية في بيت صفافا لـ"الرسالة نت" إن الشارع المذكور ينوي الاحتلال شقه ليلتهم أكثر من 450 دونما، حيث أنه بشقه يلتهم 250 دونما وسيكون بست مسارات رئيسية تخدم المستوطنين، فيما تطرح بلدية الاحتلال حلولا منقوصة ستؤدي إلى التهام 200 دونم آخرين.

ويبين لافي بأن الاحتلال كان أقام عام 1977 شارعا قسم البلدة إلى نصفين لخدمة المستوطنات المقامة على جنوب المدينة مثل "جيلو"، والآن سيقيم الشارع رقم 4 والذي سيقسم الشارع الأول إلى قسمين وبالتالي تصبح بيت صفافا مقسمة إلى أربعة أقسام.

ويضيف:" نحن مستمرون في احتجاجاتنا واعتراضاتنا ضد إقامة الشارع الذي يصادر أراضينا ويقطع التواصل بين أبناء البلدة، ونحاول بكل جهد أن نقلل من الأضرار الناجمة عن شقه".

ويشير إلى أن الاحتلال بقضائه ذي الميزان المكسور رفض كل الاعتراضات التي تقدم بها أهالي البلدة ضد شق الشارع، فلم يبق إلا الاعتصام والتظاهر رفضا لذلك".

قتل التواصل

ويهدف الاحتلال من خلال شق الشارع المذكور ليس فقط إلى خدمة المستوطنين، بل تتسلل الأهداف التهويدية إلى داخل أروقة بلدية الاحتلال العنصرية.

ويوضح الخبير في شؤون الاستيطان جمال عمرو لـ"الرسالة نت" إن الاحتلال ومنذ عام 1948 يحاول تحويل بلدة بيت صفافا إلى تجمع يهودي أو مستوطنة، حيث أقدم على شق شارع ضخم فيها مع التهام مئات الدونمات، مؤكدا بأن مساحة الأراضي المصادرة من بيت صفافا تتجاوز 4200 دونم.

ويضيف عمرو بأن الاحتلال ومنذ عام 1948 بدأ بسلسلة مشاريع تهويدية على أراضي بيت صفافا أبقت للمقدسيين ما مساحته ألف دونم فقط من المساحة التاريخية للبلدة والتي كانت تبلغ 5288 دونما، لافتا إلى أنه تمت إقامة مستوطنة "قطمون" و"تلبيوت" على أراضيها إضافة إلى الجدار العنصري.

ويؤكد عمرو بأن هدف الاحتلال من إقامة شارع رقم 4 هو قطع التواصل الاجتماعي بين الأحياء المقدسية ومنازل القرية، وقطع البناء الاجتماعي الهادئ لطبيعة القرية، لافتا إلى أن الهدف جاء أصلا لتدمير أي حلم بدولة مستقبلية.

وكان الاحتلال قد سيطر على عدد من المنازل التي كان أصحابها خارج فلسطين تحت القانون العنصري المسمى "أملاك الغائبين" وتسليمها للمستوطنين، إضافة إلى السيطرة على أول مستشفى بنيت في فلسطين على أراضي بيت صفافا وتحويلها إلى مدرسة توراتية، ووضع حجر الأساس في مستوطنة "جيلو" مع بداية السبعينات من القرن الماضي.

البث المباشر