رامي خريس
لم يوار وفد فتح سؤته عندما قال في جلسة الحوار أن حركة حماس يمكنها إطلاق سراح المعتقلين لديها بينما حركتهم لا تستطيع ذلك بسبب الالتزامات الأمنية معلنين بذلك عن فشل الحوار الذي قيل انه تأجل لجولة أخرى قد تعقد نهاية شهر آب المقبل.
وتعتبر حماس أن ملف المعتقلين السياسيين له أهمية خاصة فالاعتقالات في الضفة لا تتوقف على الإطلاق وطالت مستويات مختلفة من حركة حماس وأنصارها ، ولا تستطيع الحركة أن تغفل هذه القضية في الوقت الذي توجد فيه خلافات داخل وفد حركة فتح فيما يتعلق بمعتقلي الحركة في القطاع ، ففي الوقت الذي يرى فيه قسم من الوفد ضرورة معالجة ملفهم لا يعبأ آخرون بهم ولا يلتفت إليهم.
وبحسب تصريح متحدث كتلة حماس البرلمانية وعضو وفدها إلى القاهرة د.صلاح البردويل فإن وفد فتح طرح (..)الإفراج ليس فقط عن أعضاء فتح وإنما تحرير الشعب بأكمله في قطاع غزة.
وأضاف البردويل ": ان رئيس كتلة فتح عزام الأحمد قال صراحة ان الاتفاقات لا تعنينا ونريد ان يفك اسر كل الشعب الفلسطيني في غزة وهذا فاجأنا".- بحسب تصريح البردويل.
** مراوغة
ويبدو أن حركة فتح قد عقدت العزم مسبقاً على تأجيل الحوار بعد عقد مؤتمرها السادس الذي ترى أو تتمنى أن تخرج بعده قوية فتحاور حماس وهي بحالة أفضل لاسيما انها الآن تعاني من صراعات داخلية وتجاذبات وانفجارات بعد تصريحات فاروق القدومي الأخيرة والتي اتهم فيها الثنائي عباس دحلان بالاشتراك في مؤامرة اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وبحسب المراقبين فإن هناك أسباباً أخرى تدفع حركة فتح إلى المراوغة وتأجيل الحوار ومن بينها محاولتها كسب الوقت حتى الوصول إلى تاريخ 25/1/2010موعد إكمال المجلس التشريعي مدة أربع سنوات قد تحاول حينها تنظيم انتخابات تشريعية ، وهذا ما أكده المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري :"عندما قال أن فتح تعمل على كسب الوقت لإجراء انتخابات"، وتراهن فتح كذلك على استمرار الحصار الذي ترى فيه أنه قد يدفع حماس إلى تقديم تنازلات أكبر خلال جولات الحوار القادمة.
بيد أن دوافع فتح لتأجيل الحوار قد تقلب السحر على الساحر ، فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فالتوقعات بما يتعلق بمؤتمر الحركة السادس تشير إلى أن انقسامات وانشقاقات أخرى قد تصيب جسدها المريض الذي لن يكون قابلاً للشفاء ، وهكذا قد تخرج الحركة من المؤتمر أكثر ضعفاً ووهناً ولن يفيدها هذا الأمر خلال حوارها مع حركة فتية لا زالت شابة وقوية وموحدة أيضاً ، ولا يبدو أن الحصار الذي تتعرض له قد يفت في عضدها فالسنوات السابقة والحرب التي شنت ضد قطاع غزة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن المحن زادت من قوة حماس وتماسكها ، واستطاعت إدارة القطاع بكفاءة عالية بالرغم من بعض الأخطاء التي حدثت هنا أو هناك.
وفيما يتعلق بالحديث عن تنظيم انتخابات في الضفة يرى المراقبون أنها لن تكون ذات جدوى فشرعية الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس كرئيس للسلطة ستبقى جزئية ولن تشكل أي خطورة على حركة حماس.