على مدخل أول مصنع لإعادة تدوير النفايات في جنوب قطاع غزة يلاحظ أكوام هائلة من النفايات جرى تجميعها من مناطق بعد أن ظل تكدسها في غالبية الأحياء السكنية يثير اشمئزازا حادا لدى المواطنين.
ويقع المصنع الذي مولته اليابان عبر وكالة الأمم المتحدة للإنماء بتكلفة لم تزد عن مليون دولار وفتح أبوابه حديثاً غرب مدينة رفح الملاصقة للحدود مع مصر.
ويعد انتشار النفايات واحدة من أخطر المشكلات البيئية التي تواجه سكان القطاع الساحلي الذي وصل تعدادهم إلى 1.7 مليون نسمة وفق إحصائية حديثة صادرة عن وازرة الداخلية والأمن الوطني.
وبقيت تلك النفايات على مدار عقود طويلة لا يستفيد منها سوى بعض أنواع الطيور والقوارض التي تقتات عليها بما يحمله ذلك من مخاطر نشر آفات الأمراض المعدية والتلوث البيئي.
وقال رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان إنه يأمل أن يضع هذا المصنع أفاقا لحل مشكلة النفايات في المدينة ومحافظات قطاع غزة.
وأضاف أبو رضوان لـ "الرسالة نت" أن المصنع يستهدف إنهاء ظاهرة الاعتماد على الطريقة التقليدية في الطمر العادي للنفايات ووقف نشرها في مكبات عشوائية أو لجوء السكان إلى حرقها للتخلص منها".
وتجري في المصنع، عمليات فرز وإعادة تدوير مئات الأطنان من النفايات التي تتراكم على حدود قطاع غزة. ويعمل جامعو النفايات على نقلها إلى المصنع بدلا إلقائها في مناطق عشوائية.
وبمقدور المصنع المقام على مساحة عشرة دونمات، في مرحلته الأولى التعامل مع 200 طن من النفايات الصلبة يوميا.
ويشرف على إدارة المصنع جمعية أصدقاء حماية البيئة الفلسطينية كمنظمة غير حكومية تنشط في المجال البيئي.
ويقوم المصنع بتحويل النفايات التي تصله إلى مواد صالحة للاستخدام من جديد، كالحديد، والورق لمصنع الورق في غزة، والبلاستيك والزجاج، بالإضافة إلى شيء نوعي وهو "استخراج السماد العضوي الصالح للزراعة، وتوفير فرص عمل لعشرات الأسر المحتاجة، ضمن نظام توفير فرص عمل مؤقتة للمحتاجين وفق سمير عفيفي مدير مشروع تدوير النفايات في قطاع غزة.
وأوضح عفيفي أن فكرة العمل تقوم على الاستفادة من الكثير من المصادر التي تحملها النفايات وذلك من خلال عملية الفصل وإعادة التدوير بغرض استخدام أكوام النفايات في بناء كثير من الصناعات المحلية.
وتقدر إحصاءات محلية حجم النفايات اليومية في قطاع غزة نحو 1600 طن يوميا من النفايات، يتم ترحيل أقل من ثلث كمياتها فقط إلى مكبات النفايات الرئيسة.
ويتم ترحيل ما يتم جمعه من كميات النفايات إلى ثلاثة مكبات رئيسة، أحدها في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، والاثنان الآخران في منطقتي دير البلح وجحر الديك وسط القطاع.
غير أن المكبات الثلاثة تمثل مزيدا من الخطر على المستويين البيئي والصحي في وقت يستمر فيه تصاعد الروائح الكريهة والغازات الناتجة عن تحلل النفايات عدا عن سموم الدخان الناتجة عن اشتعال النيران فيها بين الحين والآخر.
ويقول مختصون، إن العمر الزمني الافتراضي لهذه المكبات انتهى بعد امتلائها بأكثر من الحد الأقصى المسموح به، وباتت تندر بنشر أمراض معدية مختلفة بين سكان المناطق القريبة منها، عدا عما تحمله من مخاطر تجاه المخزون المائي الجوفي من خلال المياه العادمة المتسربة منها.
وقال عفيفي وعدد من القائمين على مشروع المصنع إنهم يسعون إلى إيجاد التمويل اللازم لتوسيعه وتعميمه في مختلف مناطق القطاع وذلك لوضع حد لمشكلة النفايات ومخاطرها البيئة الكبيرة.