انتخب الكاردينال الأرجنتيني خورخي ماريو برغوليو، الأربعاء بابا جديداً للفاتيكان، على رأس الكنيسية الكاثوليكية خلفا للبابا بنديكت السادس عشر، الذي استقال الشهر المنصرم، واتخذ البابا الجديد اسم فرانسيس الأول.
ويعتبر البابا الجديد (76 عاما) أول بابا ينتخب من الأميركيتين, وكان أسقفا لمدينة بيونس أيرس, وأمضى كامل حياته الكهنوتية في الأرجنتين, وهو يشرف على الكنائس والرهبان.
وكان الدخان الأبيض قد تصاعد في وقت سابق من مدخنة كنيسة سيستين إيذانا بنجاح الكرادلة الـ 115 في انتخاب البابا الجديد، وذلك بعد فشل أربع جولات سابقة.
وتلت ذلك هتافات الفرح من قبل الحشد المتجمع في ساحة الفاتيكان، وقرعت أجراس كنيسة القديس بطرس لتؤكد انتخاب بابا جديد.
وفشلت أربع جولات للتصويت بدأت منذ الثلاثاء في اختيار البابا، وتصاعد حينها الدخان الأسود دليلا على ذلك الفشل، ولذا واصل الكرادلة -خلف جدران الكنيسة التي تعود إلى العصور الوسطى- اجتماعهم السري لينتخبوا البابا الجديد بالتصويت مجددا للتوافق على اسم البابا الجديد بغالبية الثلثين.
وعندما يتفق الكرادلة على اختيار بابا يتصاعد دخان أبيض من المدخنة المؤقتة الموضوعة فوق سطح الكنيسة، وتدق أجراس كنيسة القديس بطرس.
ويعني تصاعد الدخان الأسود حرق كل بطاقات الاقتراع لمحو أي أثر للتصويت السري الذي لا يمكن للكرادلة الحديث عنه حتى بعد مرور فترة طويلة من انعقاد المجمع.
طقوس
وكان الكرادلة قد دخلوا في وقت سابق كنيسة سيستين وانحنوا أمام "المذبح"، قبل أن يجلسوا في أماكنهم المحددة لهم في أرجاء الكنيسة الشهيرة تحت جداريات مايكل أنجلو.
وتلا الكرادلة الذين ينتمون إلى 64 جنسية، قسما باللغة اللاتينية تعهدوا بموجبه "بالحفاظ على السرية المطلقة" في كل ما يتعلق -بشكل مباشر أو غير مباشر- بالأصوات وعمليات التصويت لانتخاب البابا.
وبموجب تقليد دائم وصارم موروث من القرون الوسطى لكن وقائعه نقلت مباشرة على شاشة كبيرة في ساحة القديس بطرس، تلا مسؤول الاحتفالات "الليتورجية" الحبرية بصوت قوي صيغة "أكسترا أومنيس"، وتعني "الجميع إلى الخارج".
وغادر الكنيسة غيرُ المعنيين بعمليات التصويت من المحتفلين بالقداس وصحفيي وسائل الإعلام الفاتيكانية، وحتى السكرتير الشخصي لبنديكت السادس عشر يورغ غانسفين، ثم أغلقت الأبواب إيذانا ببدء المجمع.
وقبل بدء أول انتخاب، ألقى الكاردينال المسن بروسبر غريش "تأملا"، ثم غادر بدوره كنيسة سيستين، بينما تم نقل وقائع جلسة افتتاح المجمع على شاشات عملاقة في ساحة القديس بطرس. ورغم المطر، فقد أصر المحتشدون على ملازمة الساحة لرصد النتيجة.
ومع انتخاب البابا الجديد، انتهى شهر صعب بدأ يوم 11 فبراير/شباط الماضي مع إعلان بنديكت السادس عشر استقالته -بشكل مفاجئ- وهو في سن الخامسة والثمانين، ليكون أول بابا يشهد انتخاب خلف له منذ قرون.
الجزيرة نت