بعد أن أطلقت الأمم المتحدة شعار السنة الدولية للتعاون المائي على عام 2013 بالتزامن مع يوم المياه العالمي, توالت الاهتمامت في هذا المجال، وتركزت الانظار حول الأزمة المائية التي على وشك أن تعصف بالعالم.
وفي اطار الفعاليات المقامة احتفالاً بمناسبة يوم المياه العالمي، نظمت سلطة المياه في غزة بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل، حفلاً لشرح الوضع المائي في القطاع.
الحفل عُقد في قاعة مؤتمرات مبنى القدس بالجامعة الاسلامية، صباح الأربعاء، بحضور المهندس منذر شبلاق مدير مصلحة بلديات الساحل، والمهندس مازن البنا نائب مدير سلطة المياه.
وقال شبلاق إن الوضع المائي في غزة مقبل على كارثة بحلول عام 2017، وفقاً للتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة, مشيراً إلى أن مصلحة المياه نظمت مشاريع مؤقتة للتخفيف من الأزمة.
وطالب الجهات المعنية عدم الاكتفاء بعقد ورش العمل والاحتفالات فحسب، بل توحيد الجهود إضافة إلى توعية الناس حول ترشيد استخدام المياه, داعيا المؤسسات والدول المانحة إلى زيادة الدعم لحل المشكلة.
وعن أزمة مياه الصرف الصحي التي يعانيها القطاع، في ظل الحصار الذي تشهده غزة وضعف الامكانات، أشار شبلاق إلى أنها "أوشكت على الحل (..)، والعمل جارٍ للوصول إلى إنهائها".
بدوره، أوضح البنا أن السبب الرئيس لمشكلة المياه في غزة والأراضي الفلسطينية يتمثل في الاحتلال, مناشداً العالم بالضغط على الاحتلال (إسرائيل)؛ لاعطاء الشعب حقوقه في الجانب المائي.
وذكر البنا أن المصادر المائية في فلسطين التاريخية تبلغ حوالي ثلاثة مليارات سنتيمتر مكعب، في حين أن المواطنين بالضفة المحتلة وقطاع غزة يستفيدون من ستة بالمائة منها.
وأضاف "إن السبب الثاني يتمثل في الكثافة السكانية التي تشهدها الضفة وغزة، حيث أن مليون وثمانيمائة مليون نسمة (ثلث الشعب الفلسطيني) يعيشون في مساحة ثلاثمائة وخمس وستين كيلو متر مربع، في إشارة إلى قطاع غزة.
ولفت نائب مدير سلطة المياه، إلى إعداد مشاريع متكاملة منذ عشر سنوات، تهدف إلى الحد من المشكلة، لكن وجود الاحتلال وحالة الانقسام السياسي التي تشهدها الساحة الفلسطينية، إضافة إلى ضعف التمويل, حال دون ذلك.
وطالب البنا الجهات المتخصصة بضرورة اقامة مشاريع؛ لتحلية مياه البحر بهدف التخفيف من حدة الأزمة المائية، لاسيما مع حلول فصل الصيف الذي تزيد فيه حاجات الناس.
من جانبه، نوّه د.نبيل الصوالحي نائب عميد كلية الهندسة بالجامعة الاسلامية الصوالحي إلى أن الجامعة ما زالت في شراكة دائمة مع الجهات المتخصصة؛ من أجل وضع التصورات لحل أزمة المياه.
وطالب الصوالحي بوضع أفكار ابداعية لحل المشكلة على مستوى العالم، مستشهداً بفكرة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي أنشأ بركة خاصة به ليستغني عن الدعم الخارجي.
وأشار إلى أنه من الممكن الاستفادة من خبرات دول الجوار ومساعداتهم والجهات المانحة؛ لوضع حلول للازمة.