قالت وكالة الأنباء التركية إن السلطات رحلت ستمائة لاجئ سوري من الأراضي التركية كانوا يقيمون في مخيم للاجئين قرب الحدود بعد اشتباكات مع قوات الشرطة العسكرية التركية في احتجاج على ظروف المعيشة بالمخيم.
ولكن مراسل الجزيرة عامر لافي قال "إن الخارجية التركية نفت أن يكون الأمر ترحيلا، بل هو رحيل اختياري".
وأفاد المراسل أن الخارجية التركية نفت أن تكون تركيا رحّلت لاجئين، وفسرت الأمر على أن هناك مجموعة من سكان المخيم أصبحت منبوذة، ووجه لها السكان اتهامات بأنها شبيحة، وقبلت طواعية بالعودة إلى سوريا.
وأوضح المراسل أن من المألوف أن يوقع أحد اللاجئين على ورقة بأنه سيعود إلى سوريا ويرحل، خاصة أن الحدود مع سوريا أصبحت آمنة.
وفي نفس الوقت أضاف المراسل "إن ناشطين في المخيم ولاجئين أكدوا له أن هناك عملية ترحيل، وذكروا أن قوائم أنشئت بمن شاركوا في إتلاف ممتلكات وشاركوا في الاحتجاجات أمس، وذلك اعتمادا على صور كاميرات المراقبة".
وذكر الناشطون أن العدد ليس 600 كما قيل وقدروه بنحو 300 فقط، كما ذكروا أن على باب المخيم 70 شخصا ينتظرون الترحيل، وأن التدقيق في من سيتم ترحيلهم لم ينته بعد.
وأتى هذا الترحيل بعد يوم من اشتباكات بين لاجئين والشرطة التركية احتجاجا على سوء الأحوال المعيشية في مخيم سليمان شاه.
وقال أحد مسؤولي المخيم لرويترز عبر الهاتف إن "هؤلاء الأشخاص شاركوا في أعمال العنف التي وقعت أمس ورصدتهم كاميرات المراقبة الأمنية في المخيم"، وأضاف "تم ترحيل ما يتراوح بين 600 و700 ولا تزال قوات الأمن تفحص اللقطات المصورة وإذا رصدت المزيد ستقوم بترحيلهم".
ورشق عشرات اللاجئين السوريين الشرطة بالحجارة وحطموا زجاج نوافذ سيارة إطفاء. كما قال مقيمون في المخيم إن شبانا بدؤوا الاحتجاج بعد أن تسببت محاولة لتوصيل التيار الكهربائي في اشتعال حريق في إحدى الخيام حيث أصيب ثلاثة إخوة بحروق.
وأوضح مسؤول تركي أن "حالة شغب" سادت المخيم بعد الحريق، لكن الوضع عاد تحت السيطرة، ورفض الكشف عن مزيد من التفاصيل.
غير أن مسؤولا تركيا آخر قال إن الحريق لم يكن السبب في الحادث، وإن سكانا غضبوا عندما أبعد الحراس نحو 200 سوري يحاولون دخول المخيم المكتظ بالفعل الذي يعد واحدا من أكبر مخيمات اللاجئين في تركيا إذ يستضيف 35 ألف سوري.
وقالت لاجئة سورية تحدثت هاتفيا مع رويترز من مخيم سليمان شاه إن سكان المخيم "غاضبون"، وقالت أخرى تدعى سحر إنها "تشكو من مشكلات تتعلق بالكهرباء". وأضافت أن الأوضاع في مخيم سليمان شاه سيئة حيث يتم تسكين أسر عديدة أحيانا في خيمة واحدة، وتزداد العلاقات بين الموظفين الأتراك واللاجئين توترا.
ويحظى المقيمون في معظم المخيمات في تركيا بظروف معيشية ميسرة نسبيا، مثل وجود وسائل تدفئة كهربائية لمواجهة البرد القارس، فضلا عن حصول اللاجئين على ثلاث وجبات ساخنة يوميا وهي أفضل من الأوضاع في المخيمات ببعض الدول المجاورة لسوريا، لكن التكدس يظل مشكلة مع تدفق المزيد من اللاجئين جراء استمرار القتال عبر الحدود.
وتقول وكالات معونة إن أكثر من مليون سوري فروا إلى خارج البلاد مع دخول الحرب الأهلية السورية عامها الثالث، ويقدر عدد النازحين داخل سوريا بما لا يقل عن أربعة ملايين نسمة.