قائد الطوفان قائد الطوفان

خلال المؤتمر السنوي للأمن القومي الفلسطيني

مفكرون: فلسطين هي الرافعة للأنظمة الجديدة

خلال المؤتمر السنوي للأمن القومي الفلسطيني
خلال المؤتمر السنوي للأمن القومي الفلسطيني

الرسالة نت- محمد أبو زايدة

اتفق مفكرون وسياسيون عرب أن القضية الفلسطينية هي الأساس، والرافعة للأنظمة الجديدة التي شهدت الربيع العربي، مؤكدين في الوقت ذاته أن تهميش فلسطين عن الواقع لن يكون في صالح أحد من الحكام أو الشعوب العربية.

أكد م. محمد عصمت سيف الدولة، المستشار السابق للرئيس المصري محمد مرسي، أن الأوان جاء، للتفكير جدياً بتوحيد أنصار فلسطين في الأمة العربية والإسلامية، لأنها أحد أهم الأدوات لتحرير فلسطين وتحقيق الأمن القومي الفلسطيني.

وأوضح سيف الدولة خلال المؤتمر السنوي للأمن القومي الفلسطيني، أمس السبت، أن على الشعب الفلسطيني إعادة التعريف بقضيته، منوهاً أنها ليست انقسام ومصالحة أو هدف الحصول على دولة فحسب، بل هي تحرير التراب الفلسطيني ونزع الدعاية "الإسرائيلية" عن فلسطين.

وقال إن أحد القضايا الرئيسية والمحورية في تحرير فلسطين وتحقيق الأمن القومي، هي العودة للرواية الحقيقة، بأن الأرض فلسطينية وليست "إسرائيلية"، مشدداً أن الدفاع عن الأرض مقاومة وليس إرهاب.

وبيَن سيف الدولة أن الاحتلال يريد أن يرسّخ أمن فلسطين بمصطلح دولة "قابلة للحياة"، لافتاً أن الاحتلال يريدها، منزوعة السلاح، ومنزوعة السياسة الخارجية، وحدودها تحت السيطرة "الإسرائيلية".

للمقاومة دور مهم

وأضاف "لا يوجد ما يسمى بأمن قومي فلسطيني أو مصري أو سوري مستقر، لأن نظريات الأمن القومي القُطري سقطت منذ ما يزيد عن 2500 عام".

وأشار المستشار السابق لمرسي إلى أن الدور الذي تؤديه المقاومة في فلسطين، ولا سيما في غزة، له عظيم الأثر في تفاصيل الحياة اليومية.

واستعرض سيف الدولة المراحل الأربع المكونة للمشروع الصهيوني، مبدوءاً بالحصول على رخصة عالمية لإقامة وطن قومي لليهود بفلسطين، ومن ثم تهجير أكبر عدد ممكن من "الإسرائيليين لفلسطين، والهدف الثالث يتحدد ببناء "دولة إسرائيل" على أكبر مساحة فلسطينية، والهدف الأخير هو انتزاع شرعية أصحاب الحق الفلسطيني.

القلعة الغزاوية

واستطرد في حديثه إن " وجود قلعة مسلحة داخلية تصر على تحرير كامل التراب الفلسطيني، ولا تعترف بالوجود الإسرائيلي، من خلالها ستحصل على الأرض بالكفاح المسلح"، مضيفاً "إذا صمدت هذه القلعة في غزة، سيتعطل المشروع الصهيوني للأبد، وبدونها سينتصر".

وفي سياق آخر، لفت إلى أن فلسطين وغزة قضية صغيرة في أجندة الربيع العربي المزدحم، إلا أنها "القضية الرئيسية على جدول أعمال الخواجات"، وفق قوله.

وأنهى سيف الدولة كلمته قائلاً: "هناك ضغوط عربية في كل مكان، ليخرج الربيع العربي منزوع الدسم من فلسطين".

المصالحة بمصر

من جانبه، عقب حسين حمودة مصطفى، المفكر الأمني والاستراتيجي المصري وأحد ثوار 25يناير، بقوله "المصالحة إن لم تجر بمصر لن تكون بأي مكان آخر، ولا بفلسطين، للتشاحبات بين الطرفين".

ونوه مصطفى أن انعكاسات الثورة المصرية على القضية الفلسطينية، شيء محمود، "لأن الإدارة العامة الجديدة تتحيد لفلسطين".

وفي شأن الدور المصري، طالب مصطفى بلاده بأن تكون صاحبة المبادة في القضية الفلسطينية، مشيراً إلى الهدنة التي أشرفت عليها مصر بين "إسرائيل والفصائل الفلسطينية"، وشدد بأن مصر "يجب أن تكون هي المبادرة ولا تنتظر أحد".

وفيما يتعلق بالإشاعات التي تنتشر في الأواسط المصرية، أوضح أن هناك تحديات، وهي الوقيعة بين الطرفين المصري والفلسطيني، متابعاً "العدو يعطي تسريبات للشعب المصري لإيجاد عراقيل بين الشعبين".

تحرير الإنسان أولاً

بدوره قال د. محسن صالح، مدير مركز الزيتونة للدراسات، إن النموذج الفلسطيني في تقديم الإنسان، كان ملهماً للثورات العربية، "لأن الفلسطيني قدم نموذجه في الإنسان الراقي خلال انتفاضاته، في ظروف معقدة وغاية الصعوبة، وأثبت أنه شعب عظيم".

وأكد أن تحرير الأرض يبدأ بتحرير الإنسان، لافتاً أن الشخصية العربية عندما تتحرر تستطيع أن تنطلق باتجاه آخر وهو تحرير فلسطين.

وأشار إلى أن الكيان "الإسرائيلي" مركب على أساس أن قوته تنبع من ضعف ما حوله، وشرط استمراره أن يبقى ما حوله ضعيفاً، وإذا تخلخل هذا الشرط فيعني أن الفضاء "الإسرائيلي" يختل، مؤكداً أن الأساس الذي قام عليه الكيان، بدأ بالاختلال.

وطالب صالح الأنظمة الجديدة، عدم الانشغال باسترضاء الأمريكان، ومحاولة الانشغال بقضايا اقتصادية واجتماعية فقط، داعياً إياها إلى الانتباه على قضايا الأمة، "لأنه ينعكس على فلسطين بشكل جزئي".

ترفع من يدعمها

واستدرك صالح حديثه " فلسطين هي الرافعة للأنظمة الجديدة التي جاءت، فهي برنامج يرفع الناس، وتدعم النظام الذي يرفع القضية"، مشدداً أن صعود مصر سيكون تأثيرها في إعادة البيت الفلسطيني.

وتابع "لا ينبغي التعامل مع فلسطين كعبء، وإنما كشرف وواجب وذخر استراتيجي، وعنوان للأمة وكرامتها وعزتها".

من جهة أخرى طالب صالح، بإعادة منظمة التحرير وكل مكوناتها والاستفادة من الفصائل والعقول والأدمغة في تكوين أحد أدوات الشعب في المقاومة والتحرير.

وأشار إلى أن القرار الفلسطيني سيبقى مرهوناً بالإرادة "الإسرائيلية"، طالما بقيت السلطة تسير بأوامر الاحتلال وقياداته.

فتيـل الانتفاضة

وحذر مدير مركز الزيتونة، من التورط في أن يكون الفلسطينيون أحد أدوات الصراع العربي، قائلاً "الأخطر أن تستخدم القوة أو الدم الفلسطيني كأداة من أدوات الصراع، وهو ما يجب أن ينتبه له الفصائل".

ودعا صالح الفصائل كافة، للمساعدة نحو إشعال فتيل انتفاضة ثالثة، موضحاً أنها ستكون ضمن برنامج وطني، مؤكداً أن أهم شروط الانتفاضة، وهو فك التنسيق الأمني بين السلطة و"إسرائيل".

من ناحيته، قال محمد صوالحة أحد أعضاء رابطة مسلمي أوروبا، "إن الإنسان بفطرته يشعر أن القضية الفلسطينية من ضمن أولوياته".

وأضاف" قوى الثورة في العالم العربي يجب أن تجعل القضية الفلسطينية فوق كل الخلافات، مثل المناكفات، وعلينا كشعب أن نتصرف بهذه الطريقة أيضاً".

وطالب بالاجتماع نحو رؤية يلتقي عليها الجميع دون خلاف، ويعودوا للثوابت الفلسطينية الأصلية، منوهاً أن قضية الدولتين أصبحت وهم، وأن العالم العربي سيكون واقفاً نحو القضية الفلسطينية في أقرب وقت.

وتابع صوالحة "الشعوب العربية أزالت القيد الذي يربط قواها، وستدعم الشعب الفلسطيني، وترفع سقفه، لأننا أمام مرحلة جديدة".

البث المباشر