أوصى مشاركون ومختصون بالشؤون الأمنية والسياسية في قطاع غزة، بضرورة دعم المقاومة الفلسطينية بأشكالها الشعبية والمسلحة كافة، وبناء قدراتها من خلال القضاء على ظاهرة العملاء، وتوفير السلاح، ومقاطعة (اسرائيل).
وأقرّ هؤلاء خلال جلسة حملت عنوان "استراتيجيات المقاومة الفلسطينية" ضمن مؤتمر الأمن القومي الفلسطيني، اليوم الاحد، بعدم وجود سياسة موحدة تعزز المقاومة في فلسطين، متهمين منظمة التحرير بالتقصير في هذا الجانب.
وشددوا خلال المؤتمر الذي يُعقد في غزة ويستمر يومين، على أهمية توفير التوعية الأمنية بمستويات كبيرة لأطياف الشعب الفلسطيني، مطالبين باستراتيجية أمنية موحدة تخدم القضية.
لغة القوة
بدوره استبعد مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الفلسطينية، تغيّر الوضع الحالي دون تغيير ميزان القوى في المنطقة، بعد مضي عشرين عاماً من المفاوضات مع (اسرائيل) دون أي مصلحة.
وقال البرغوثي : إن الاحتلال لا يفهم لغة القوة العسكرية فحسب، إنما تشمل الاقتصادية والسياسية كذلك"، داعيا إلى استراتيجية وطنية موحدة تتفق مع المصلحة الفلسطينية العليا.
وأضاف :" نحن بحاجة إلى الوحدة الفلسطينية، وحركة تضامن دولية تشمل سحب السفراء ومقاطعة الاحتلال، وتغيير السياسات الاقتصادية الداخلية"، مشددا على ضرورة التكامل بين المقاومة المسلحة والسياسة.
وأشار البرغوثي إلى أن عناصر ضعف الاحتلال تتلخص في الحساسية العالية للخسائر البشرية والاقتصادية والاخلاقية، موضحا أن الحياة الفلسطينية بأشكالها مقاومة؛ نظرا لحالة الصراع المستمر بين الشعب الفلسطيني والاحتلال.
عمل متواضع
من جانبه يرى الخبير الأمني اللواء مصباح صقر، أن الوضع الفلسطيني الراهن ليس جاهزا تماما لممارسة المقاومة، معتبرا أن ما يجري في الضفة المحتلة وقطاع غزة يعد بمنزلة "عمل متواضع".
ودعا صقر إلى ضرورة وضع نظرية وعقيدة أمنية شاملة للأجهزة الأمنية الفلسطينية وأذرع المقاومة على حد سواء، وأن تأخذ المقاومة الشعبية دورها في الوقت الراهن وتتوسع على الأصعدة كافة.
كما طالب بضرورة إعادة بناء الأجهزة الأمنية بالضفة المحتلة واصلاحها، محذرا من خطورة استمرارها على الوضع الراهن، مما سيؤدي إلى انهيارها قريباً.
وتطرق اللواء صقر إلى قضية العصيان المدني، معتبرا أنها لا تجدي نفعاً خلال الفترة الراهنة؛ نظرا لأن الاحتلال لا يتواجد الا في مناطق (ج)، ولا يوجد له هيئات خاصة هناك.
وأضاف صقر: "من يدير شئون المواطنين في مناطق (ج) هي السلطة، والعصيان المدني هناك يعني السعي وراء اسقاطها وليس الاحتلال، وهذا ما لا تسعى إليه المقاومة حاليا".
المقاومة برنامج
مسئول جهاز الأمن الداخلي العميد محمد لافي، يرى أن المقاومة تمثل برنامج الحكومة الفلسطينية بغزة منذ نشأتها، الأمر الذي جعل الفصائل تأخذ مساحة من الحرية لم تكن موجودة قبل 2007.
ولفت إلى أن معالجة ظاهرة العملاء لا يجب ان تبقى في الاطار الامني فقط، بل من الجوانب كافة.
وقال لافي :" سلاحا المقاومة والحكومة الأن يمكن أن يتعايشان، وهو ما حصل في غزة، بعدما أصبحت بيئة أمنية مناسبة، خصوصا خلال عدوان الأيام الثمانية في نوفمبر 2012".
وأوضح أن حملة مواجهة التخابر التي تنفذها وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة، حققت نجاحاً في إضعاف الاحتلال من خلال نقص المعلومات.
استراتيجيات المقاومة
وفي سياق متصل أكد الكاتب والمحلل السياسي د. عبد الستار قاسم أن كل الانتفاضات قد فشلت ولم تحقق أي انجاز للفلسطينيين، داعيا إلى توسيع المقاومة الشعبية والعصيان المدني في وجه الاحتلال.
واعتبر قاسم أن أقوى انوع المقاومة هي المسلحة، وهدفها أن يشعر الاحتلال بعدم الاستقرار على الأرض الفلسطينية، بحيث يفضل الانسحاب عن البقاء، كما حصل في غزة عام 2005.
ودعا المحلل السياسي إلى التخلص بشكل نهائي من مسألة التنسيق الأمني مع (الاسرائيل)، داعيا المقاومة الفلسطينية إلى اعتماد السرية الكاملة في عملها، وإحداث توازن رعب مع الاحتلال.