غزة-الرسالة نت
مرة أخرى وبشكل مفاجئ وصل القاهرة، أمس الثلاثاء ، وفد من قيادة حركة “حماس” في قطاع غزة بقيادة د. محمود الزهار , فيما أشارت مصادر ذات صله إلى أن الزيارة تمت بهدف التشاور مع مسؤولين مصريين حول مصير الحوار الفلسطيني واخر المستجدات في قضية الجندي “الإسرائيلي” جلعاد شاليت.
وحاولت الرسالة نت استيضاح هدف الزيارة إلا أن العديد من الشخصيات القيادية في حماس نفت علمها بالتفاصيل.
لكن الزيارة تتزامن مع توقعات مصادر أوروبية مطلعة أن يتم الاعلان عن نجاح صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" والبدء بتنفيذها عشية الأعياد اليهودية.
وعزت هذه المصادر -حسب موقع راديو صوت إسرائيل - هذا التقدم الى قيام موفد ألماني بزيارة لإسرائيل ومصر منتصف الأسبوع الماضي بحيث نجح في تذليل العقبة الأخيرة المتمثلة في إيجاد الدول التي لديها الاستعداد لاستقبال عدد من الأسرى الذين سيفرج عنهم في إطار الصفقة وإبعادهم إلى الخارج
لكن ايمن طه المسؤول البارز في حماس اعلن امس الثلاثاء انه ما من جديد فيما عدا تدخل الألمان الذي ساعد على تحريك الأمور لكنها لم تصل بعد الى نقطة الانفراج.
وقال مصدر وثيق الصلة بالوساطة ان اسرائيل اسقطت معارضتها للإفراج عن بعض السجناء من المدرجين على القائمة التي اعدتها حماس.
وقال المصدر ان حماس أبدت مرونة إزاء الطلب الإسرائيلي بترحيل بعض السجناء المفرج عنهم بدلا من عودتهم الى منازلهم في الضفة الغربية .
واشارت تلك المصادر الى ان سوريا والسودان ودول أوروبية وافقت على استضافة هؤلاء المعتقلين المبعدين.
ومن المؤكد أن دخول الدور الألماني على خط الوساطة سيلعب دورا فاعلا من خلال خبرته اللوجيستية في صفقات التبادل الماضية، وكان آخرها إبرام صفقة عام 2008م مع حزب الله اللبناني التي ِأطلق بموجبها سراح الأسير اللبناني سمير قنطار، وسلمت إلى حزب الله جاثمين 200 من مقاتليه، مقابل حصول إسرائيل على جثتي اثنين من جنودها الذين قتلوا في الحرب مع حزب الله.
وأماط الرئيس المصري حسني مبارك اللثام خلال مقابلة مع شبكة "بي.بي.أس" أثناء زيارته الولايات المتحدة عن دخول جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي.أن.دي) طرفا في جهود الوساطة الهادفة للإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير في قطاع غزة.
وقالت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية على لسان مبارك أن ألمانيا لعبت دورا فعالا في جهود وساطة، وكاد الوسطاء أن ينجحوا في تسليم شاليط إلى مصر لكنها لم تتم للإفراج عن شاليط المختطف منذ ثلاث سنوات، لكنها فشلت بسبب مؤثرات خارجية دون أن ينبس ببنت شفة عن هذه الجهات.
ومع دخول الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عامه الرابع في اسر المقاومة الفلسطينية وقفت مصر عاجزة عن إتمام صفقة تبادل مشرفة بين حركة حماس وإسرائيل.
وأصبح الوسيط المصري لديه قناعة تامة أنه لن ينجز تلك الصفقة دون وسيط غربي ذاع صيته في انجاز صفقات سابقة، وهو ما يفسر مدح الرئيس مبارك للدور الألماني.
ويمكن لمشاركة قوة أوروبية كبرى مثل ألمانيا في محادثات شاليط أن تساعد في تعزيز موقف حماس في الخارج، التي تواجه رفضا من المجتمع الدولي الغربي يفك الطوق المفروض عليها منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام.
وتغلف ألمانيا الصفقات التي تديرها بجدار من الصمت يشبه جدار برلين الذي فصل الألمانيتين في عام 1961م، حيث تحيط الصفقة أجواء هادئة مشوبة بحذر شديد، بعيدا عن "طنطنة" وسائل الإعلام، وعدسات الكاميرات و تعلن عن نجاحها فقط في ساعة الصفر.ويتقمص دور الوسيط رجال الاستخبارات الألمانية، الذين يمتلكون القدرة على كسب ثقة الأطراف رغم ما بينهما من عداء، وتميزهم مؤهلات شخصية وعلمية وتفاوضية تمكنهم من إتمام الصفقات الاعجازية بلسانهم الأعجمي الذي يتحدث العربية بطلاقة، كما أنهم أشخاص غامضون لا أحد يعرف عنهم سوى القليل جدا.
ومن المقرر ِأن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو ألمانيا الخميس المقبل، وسيخصص جزءا كبيرا من اجتماعه مع أنجيلا ميركل حول صفقة التبادل، وتحريك المياه الراكدة التي تعثرت بعد لقاء الوسيط الألماني ب" حجاي هداس" مسئول الملف عن شاليط، ومع اللواء المصري عمر سليمان وقادة حماس في دمشق.
فهل لزيارة الزهار الخاطفة إلى مصر علاقة بالغموض الألماني، وهل ستنجح ألمانيا في اتمام صفقة التبادل؟