تواصلت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي الجيش الحر والقوات النظامية على أطراف دمشق وفي محيطها، بينما سيطر الثوار الجمعة على حامية عسكرية قرب الحدود الأردنية وأعلنوا عن إسقاط طائرة ميغ.
وفي هذه الأثناء خرجت العديد من البلدات السورية في مظاهرات تعبيرا عن مساندة دعم للاجئين في جمعة أطلق عليها اسم "لاجئون.. الكرامة والشرف عنواننا".
وسجلت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 73 شخصا أمس -معظمهم في دمشق وريفها وحلب- جراء القصف الجوي والصاروخي من قبل قوات النظام، ونتيجة للاشتباكات بين الثوار والجيش النظامي.
وقال المرصد إن سبعة أشخاص -بينهم طفلان- قتلوا جراء "القصف الصاروخي الذي تعرض له حي برزة" شمالي دمشق، في حين تدور اشتباكات على أطرافها لا سيما في جوبر شرقي المدينة.
من جهتها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عددا من الأشخاص قتلوا وجرح آخرون في قصف براجمات الصواريخ استهدف بلدات معضمية الشام والمليحة وجسرين وزملكا والعتيبة في ريف دمشق.
وطال القصف أيضا أحياء القابون والتضامن وجوبر في العاصمة، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن القوات النظامية اشتبكت مع مجموعات مسلحة في محيط الجامع الكبير وإلى الشرق من بناء المعلمين في حي جوبر، كما قتلت أفراد مجموعة مسلحة في حي برزة.
كما شهدت مدينة داريا في محيط العاصمة اشتباكات عنيفة، وشن الطيران الحربي سلسلة غارات جوية على بلدات في ريف دمشق لا سيما في مناطق الغوطة الشرقية، حسب المرصد.
اشتباكات متفرقة
وفي محافظة حلب شمال البلاد، تدور اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية في الجزء الشرقي من حي الشيخ مقصود، حسب المرصد.
ويحاول الجيش الحر السيطرة على هذا الحي الاستراتيجي الواقع على تلة مشرفة على كامل حلب، كبرى مدن الشمال السوري.
وفي محيط حلب، قال المرصد إن اشتباكات تدور في قرية عزيزة المجاورة لمطار حلب الدولي، والتي تشهد منذ ثلاثة أيام معارك عنيفة أدت إلى مقتل أكثر من عشرين شخصا.
كما أعلن مقاتلو الجيش الحر الجمعة إسقاط مقاتلة "ميغ" فوق بلدة صوران بريف حلب، حسب ما أفادت به لجان التنسيق المحلية التي قالت إن عنصرين من الحر قتلا في كرناز.
وأفاد المرصد بأن طائرة حربية نفذت غارة جوية على محيط الفرقة 17 في ريف الرقة شمال البلاد حيث تدور اشتباكات منذ أيام.
ويعد مقر الفرقة من آخر المعاقل المهمة للنظام في المحافظة، لا سيما منذ باتت مدينة الرقة أول مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام يوم 6 مارس/آذار الماضي.
وفي محافظة إدلب، قالت شبكة سوريا مباشر إن قوات النظام السوري استهدفت فيها بالصواريخ بلدتي السكيك ودركوش.
وأفاد ناشطون بأن مسلحين من المعارضة استهدفوا حاجز "الزعلانة" العسكري التابع لقوات الأمن والشبيحة في محيط معسكر وادي الضيف بريف إدلب، في إطار العملية التي سمّوها "معركة البنيان المرصوص".
أما في ريف اللاذقية، فقد كثفت قوات النظام قصفها لمدن وبلدات العيدو وأرض الوطى والحدادة ومناطق في ناحية كِنْسَبَّا في ريف اللاذقية. واستهدف القصف أيضا ناحية ربيعة، وشهدت مناطق في جبلي الأكراد والتركمان اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر.
وفي درعا قال الجيش الحر إنه سيطر على حاجز بلدة أم المياذن بريف المدينة القريبة من الطريق السريع الدولي بين دمشق ودرعا، وذلك بعدما انسحبت قوات النظام من الحاجز باتجاه بلدة نصيب على الحدود مع الأردن، بينما تواصلت الاشتباكات في درعا البلد. وقد قصف جيش النظام مدن وبلدات داعل وتسيل وأم المياذن وإزرع.
وأكد قائد عسكري يدعى أبو عمر لوكالة رويترز عبر الهاتف أن الحامية قوة دفاع كبيرة، وأنهم سيوسعون الحصار على المعبر الحدودي وسيقطعون خطوط الإمدادات الحكومية.
كما شددت قوات النظام السوري حصارها على مدينة بانياس في محافظة طرطوس حسب ما أفاد به ناشطون. ويوجد في المدينة أهم ميناء لتصدير النفط في سوريا، ويعاني أهلها اليوم حصارا اقتصاديا وأمنيا خانقا.
وحسب الهيئة العامة للثورة السورية، فإن مدينة بانياس إحدى أهم المدن التي ساهمت في إشعال فتيل الثورة السورية عام 2011.
مظاهرات
في هذه الأثناء, تظاهر آلاف السوريين في معظم المناطق متحدين القصف في جمعة أطلقوا عليها "لاجئون.. الشرف والكرامة عنواننا", ومطالبين المجتمع الدولي بدعم ومساعدة اللاجئين السوريين.
وجاءت المظاهرات ردا على بعض الدعوات التي تستهدف اللاجئين السوريين في الأردن حسب ناشطين, وكذلك للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وخرجت مظاهرة في مخيم اليرموك بدمشق, في حين خرجت مظاهرات في عدة بلدات بريف دمشق بينها دوما وكفربطنا. كما خرجت عدة أحياء في حلب ومدينة الرقة وريفهما، وفقا للجان التنسيق وشبكة شام.
الجزيرة نت