قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: زوجة عالي المقام

أ. وسام عفيفة
أ. وسام عفيفة

بقلم/ وسام عفيفة

اذا كانت نصيحة الأمهات لبناتهن المتزوجات بأن أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته، فإن نصيحة خبراء السلطة، أن اقصر طريق للوصول لعطف وكرم المسئول زوجته.

ويا بخت من كانت زوجته مقربة من زوجة صاحب منصب أو قريبة لها، وراضية عنها لأن أقرب شيء لأذن المسئول فم زوجته.

وإذا كانت "زوجة عالي المقام" شاطرة ومدردحة غالبا ما يكون لها خاطر عنده، وتستثمر دلالها وإذا طلبت يستجاب لها، ويخرج الملف من درج المكتب في ساعات.

قليلون هم من يعلمون سر تأثير زوجة القائد، وكيف يمكن أن تساهم في حل مشاكل، تضر وتنفع، تعطي وتمنع، حيث يبدأ الأمر من عند زوجة مدير دائرة صغيرة، وصولا إلى زوجات الزعماء والقادة والملوك.

زوجة الزعيم أو "السيدة الأولى" قد تكون في بعض الأحوال هي الحاكم أو الزعيم الفعلي بعد أن تختطف القرار السياسي من الزوج الذي يسلم لها كل صلاحياته، وفي أحوال أخرى تكون زوجة الزعيم نعمة للزعيم السياسي، تؤازره وتشجعه، وتشاركه أعباء الحكم، ولكن دون ظهور يضعه في حرج، وغالباً ما يكون دورها اجتماعياً أكثر منه سياسياً.

"لقب السيدة الأولى" ظهر لأول في عهد الرئيس الأمريكي الراحل جورج واشنطن، وزوجات الرؤساء ورؤساء الوزراء اللاتي يحملن هذا اللقب قد أصبحن في بؤرة الاهتمام، كما أزواجهن، وفي بعض الأحيان يختطفن منهم الأضواء، لما يكون لبعضهن من تأثير كبير على مقاليد الأمور في البلاد، وهذا الدور يزيد من أسهم الزعيم ويضفي عليه المزيد من الاحترام والحب، ويضرب المثل بزوجة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، التي تقف دائما إلى جانب زوجها حتى في مواقفه السياسية التي تشاركه فيها بل وتدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة

لكن في أمثلة اخرى تعد إميلدا ماركوس زوجة الرئيس الفلبيني الراحل فرديناند ماركوس، وإلينا تشاوشيسكو زوجة الرئيس التشيكي الراحل تشاوشيسكو من أسوأ نماذج "السيدة الأولى".

إلينا تشاوشيسكو كانت امرأة عادية ولكنها متعطشة للسلطة، وعندما تمكنت منها، جعلتها طريقتها المفضلة إلى المال والنفوذ والظلم والجور والقهر، وحين تمت لها السيطرة على كل شيء، أخذت تعيد صياغة شخصيتها من جديد.

الواقع العربي أفضل نموذج يدفع الى التساؤل حول قدرة زوجات الرؤساء العرب الموصوفين بالطغاة والدكتاتوريين على دفعهم إلى أن يكونوا طغاة ودكتاتوريين، ولماذا لم يحاولن تقديم النصح إليهم لترك هذه الصفات والاهتمام بالشعب.

لكن نتائج الربيع العربي أظهرت كيف أن ليلى الطرابلسي زوجة زين العابدين وسوزان مبارك كانتا أحد أهم الأسباب الخفية في نشوب الثورات نتيجة ادوارهن في "خوزقة" معالي الرؤساء.

وبناء على هذه القدرة النسائية في الحكم والتأثر لدى صناع القرار هناك من يرى أن:

وراء كل رجل مسجون امرأة

وراء كل رجل مديون امرأة

وراء كل مشكلة امرأة

وراء كل حرب امرأة

وراء كل حادث سيارة امرأة

وراء كل خناقات الجيران امرأة

وراء خلل التركيبة السكانية امرأة

وراء خراب الشباب وانحرافهم امرأة

وراء كل أب وأم تم رميهم في دار المسنين امرأة

لكنا لازلنا نقول وراء وأمام كل رجل عظيم امرأة، ومن خلال الرأيين تبقى ظاهرة "زوجات الكبار" قضية مفتوحة للنقاش.

 

البث المباشر