لم يجد مزارعو الورود في قطاع غزة منفذاً للتخلص من الكميات المتراكمة من الورد بفعل الإغلاق المتكرر للمعابر إلا بحرقها واطعامها للحيوانات، ليكبدهم خسائر فادحة تُثقل جيوبهم.
ورغم المناشدات التي وجّهها المزارعين لجمعيات دولية تعنى بالزراعة للتدخل وإجبار (اسرائيل) على فتح المعابر لتصدير ورودهم، إلا أن مناشداتهم لم تجد آذاناً صاغية.
وتشتهر مناطق شمال غرب مدينة رفح الواقعة حنوب قطاع غزة بزراعة الزهور، حيث يتخصص العديد من المزارعين بزراعتها في دفيئات خاصة منذ نحو عقدين من الزمن.
خسائر فادحة
تذمّر مزارع الورود أبو مسعود من الخسائر الكبيرة التي تكبّدها بسبب إغلاق المعابر بالتزامن مع مواعيد التصدير، داعياً الجمعيات الزراعية الدولية للنظر بحال المزارع الفلسطيني وتعويضه عن خسائره ليستطيع الإستمرار في زراعتها سنوياً.
وينوي أبو مسعود تغيير زراعة أرضه العام القادم من الورود لمنتج يُستهلك محلياً، مؤكداً أن الموسم الحالي يعتبر الأسوأ منذ عدة سنوات.
وعزا زيادة نسبة الخسائر إلى تفتُح الورود بالتزامن مع إغلاق المعابر وبدء الأعياد في أوروبا، مبيّناً أن موسم تصدير الورود في شهري آذار ونسيان اللذان شهدا إغلاق للمعابر.
أما المزارع أبو السعيد صاحب الخمسة عشر دونماً، فلم يجد حلاً للتخلص من الورود التي تراكمت في مزرعته الواقعة غرب مدينة رفح إلا بتوزيعها بالمجان على المواطنين وحرق ما تبقى منها.
وقال "للرسالة نت" "الاحتلال يحاربنا في رزقنا، فرغم المناشدات المتكررة من جمعيات زراعية لإقناعه بسماح تصدير الورد لأوروبا إلا أنه لم يعنى لذلك، بل تعمّد إغلاقه لأيام أطول ليُكبّدنا خسائر أكبر".
ووفق قوله- لم يتوقع أبو السعيد إغلاق معبر "كارم أبو سالم" لفترات طويلة بعد أن تحسّن تصدير المنتجات من خلاله، داعياً الحكومة لتعويض المزارعين ودعمهم ليستطيعوا المنافسة بالورود سنوات قادمة على مستوى دولي.
ولفت إلى أن زراعة الورود عانت من مشاكل بسبب الإحتلال، أوشكت على إثرها من الإنقراض قبل أن تتدخل الحكومة الهولندية وتدعم المزارعين بالأشتال والأدوية الزراعية.
المزارع يعاني
ذكر مدير عام التسويق في وزارة الزراعة المهندس تحسين السقا أن القطاع صدّر عشرة مليون زهرة ربيع العام الماضي، مؤكداً جودة الورود ونجاعتها بشهادة مزارعي أوروبا.
وقال السقا "للرسالة نت" "ربيع العام الحالي لم نُصدّر سوى أربعة ملايين زهرة، في حين كان الإتلاف والحرق نصيب ستة مليون زهرة، ليكبّد المزارع الفلسطيني خسائر زادت عن مليون دولار أمريكي".
وتابع بقوله "وجّهنا المزارعين لتقليل مساحات زراعة الورود تحسُّباً للخسائر، ونحاول قدر الإمكان التواصل مع جمعيات زراعة دولية وإطلاعها على معاناة المزارعين ومحاربة الإحتلال المستمرة لهم".
وأشار السقا إلى أنه لا مكان لتسويق الورد محلياً، وإذا ما أغلق الإحتلال المعابر فسيكون الإتلاف الطريق الوحيد للورود، داعياً الجمعيات الدولية العاملة في قطاع غزة لدعم المزارع الفلسطيني بإستمرار.
وحذّر السقا من انقراض زراعة الورود مجدداً إذا لم تجد من يحتضنها ويُشجّع المزراعين ويدعمهم في حال إغلاق المعابر، مؤكداً انتشار التخوفات بين المزارعين من زراعته مواسم مقبلة.
ومن الجدير ذكره أن تكلفة زراعة الدونم الواحد من الورود تزيد على 30 ألف شيكل، وتستمر عملية التحضير والزراعة ورعاية الأشتال نحو عام كامل، يبذل المزارعون خلالها جهودًا كبيرة ويتحدون الظروف الجوية ويقدمون رعاية خاصة للنباتات التي يصفونها بـ"المدللة".
ويصف الغزيين زراعة الورد في قطاع غزة بالبترول، نظراً لما كانت تدره من دخل على المزارعين واقتصاد القطاع.