قائمة الموقع

مقال: استجمام وسياحة

2013-04-29T06:40:17+03:00
وسام عفيفة
بقلم/ وسام عفيفة

دفعت الأجواء الحارة في اليومين الماضيين بغالا وخرافا للاستجمام والاستحمام مبكرا في بحر غزة، قبل أهالي القطاع، في مؤشر إلى أن موسم الاصطياف لهذا العام سيكون حافلا بمشاركة واسعة من الحيوانات.

سوف يكون مشهدا جميلا أن تسبح أنت والعائلة الكريمة بجوار حمار، ينظفه صاحبه من أحمال النهار، وتلقي أنت والعائلة والحمار همومكم في بحر غزة، في أبهى صور الاهتمام بحقوق الحيوان حيث الجميع سواسية على شاطئ البحر.

في المقابل يبشر النشاط الكبير واستعدادات أصحاب الشاليهات والكافتيريات على طول الساحل من بيت حانون حتى رفح بموسم حافل للسياحة الداخلية، لكن عائلات مستورة تخشى ألا تجد مكانا للجلوس على رمل الشاطئ، دون دفع ضريبة الاستمتاع بالبحر لأصحاب الكافتيريات.

تتصاعد الاستعدادات الرسمية والعائلية للاصطياف والاستحمام مع اقتراب نهاية الموسم الدراسي، فيما يحل شهر رمضان هذا العام ليخفف من الجموح السياحي.

يحسدنا أهلنا في الضفة الغربية على نعمة البحر الذي يفترض أن يكون قبلتهم السياحية، فيما لو كانت حالهم غير التي يعيشونها الآن، لكننا لا نحسدهم على عروض الأزياء ورقص الباليه في ظل الاحتلال الذي يفصل حياتهم على كيفه، ويقصقص مدنهم، يعري السلطة في الليل، ويهينها في النهار، ثم يقفون رجالا ونساء على حواجزه في رقصة بحيرة البجع، بينما تواجههم كلاب الاحتلال "السعرانة".

ليست وحدها كلاب الاحتلال التي تنكد علينا عيشنا، لأن الكلاب الضالة أصبحت ظاهرة مروعة في بعض مناطق القطاع، ويضطر جيراني في دير البلح الخروج يوميا بالهراوات لصلاة الفجر، كأنهم خارجين في غزوة؛ للتصدي للكلاب التي تحتل شوارع حينا، عند حلول الظلام حتى مشرق الشمس.

من حق المواطن في الضفة أو غزة أن يفرح، ويصطاف ويستحم، ويتمتع بسياحة داخلية، تغنيه عن السفر عبر معبر رفح وأخواتها، من حقه ان يعتز بالفلكلور الشعبي الفلسطيني، يغني "ميجانا" و"عتابا"، ويدبك على "أوف" و"دحيّة"، من حقه أن يعلي الكوفية والراية والعلم، ويغني "يا طير الطاير يا رايح عالديرة"، و"زهر البنفسج يا ربيع بلادنا".

لكن ليس من حق أحد أن يلوث بحرنا وتراثنا وهويتنا وأخلاقنا وقيمنا، ولن نقبل من الحمار أو الكلب أو عارضة الأزياء أو راقص الباليه أن يصدمنا ويروعنا أو يرقص على جراحنا.

اخبار ذات صلة