لم يمض كثير من الوقت على تنفيذ الفلسطيني "سلام الزغل" عمليته البطولية بالقرب من حاجز زعترة المقام على الشارع الرئيسي ما بين رام الله ونابلس، حتى أغلق مئات المستوطنين شوارع الضفة الرئيسية وهاجموا الفلسطينيين وممتلكاتهم.
العمليات الانتقامية التي نفذها المستوطنون خلال الأيام الماضية بدت كأنها حرب منظمة ضد الفلسطينيين، يقودها المستوطنون وبحماية جيش الاحتلال، مما تسبب في قطع الطريق الرئيس ما بين جنوب ووسط الضفة الغربية وشمالها.
وفي هذا السياق أظهر تقرير أعده معهد الابحاث التطبيقية "اريج" في نيسان الفائت ان المساحة التي تحتلها المستوطنات ازدادت بنسبة 182% (من 69 كم في العام 1990، إلى 194.7 كم في العام 2012).
كما ارتفع عدد المستوطنين القاطنين في المستوطنات من 240 الفا مستوطن في العام 1990 إلى أكثر من 656,000 الفا في العام 2012 أي بزيادة قدرها 189٪.
ويقول خليل التفكجي الخبير في الشؤون الاستيطان أن المستوطنين باتوا يتحكمون بدولة الاحتلال ويفرضون أجنداتهم وتفكيرهم عليها.
ويرى أن القوة المتعاظمة للمستوطنين جعلتهم "أسياد البلاد" والقوة الحاكمة في الدولة (الإسرائيلية) وهو الأمر الذي يجعل أي عملية سلام تقوم على إخلاء المستوطنين من المستوطنات وبالتحديد الكبرى منها أمرا مستبعدا".
وحول نتائج هذا التوسع على القضية الفلسطينية قال التفكجي: "السلطة ارتكبت خطأ استراتيجيا حين تركت تعريف معنى المستوطنات للجانب (الإسرائيلي)، فهل هي المستوطنة المبنية أم المخططات الموضوعة من قبل أم المجال الحيوي والفضاء المحيط بها؟، وبالتالي عرفها (الإسرائيلي) على ان المستوطنة بالمجال الحيوي لها الذي يعادل 58% من مساحة الضفة الغربية.
وشدد على أن الاستيطان الحالي، دون توسع او تنفيذ لجميع المخططات الموضوعة مسبقا، وخاصة في مدينة القدس، من شأنه القضاء على الحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا وعاصمتها القدس المحتلة وخاصة بعد تكثيف الاستيطان في المدينة.